الرباط، محمد نجيم (الإتحاد) تزخر الكثير من مدن ومناطق الشمال المغربي بعدد من المآثر التي تؤرخ لحضارات قديمة ساهمت في تطور الإنسانية. وتُعتبر مدينة ليكسوس الأثرية التي تقع على الضفة الغربية لوادي اللوكوس، غير بعيد عن مدينة العرائش، من المدن القديمة في المغرب وشمالي أفريقيا، وتُعتبر من أقدم المواقع الفنيقية إلى جانب مدينتي قادس الإسبانية وأوتيكا التونسية. عهود قديمة
ويقول الباحث والمؤرخ المغربي محمد العيوض إن موقع ليكسوس الأثري، يختزل تاريخاً يمتد من القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس عشر الميلادي. إذ أرجعت النصوص تأسيسه إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، في الوقت الذي لم تتعد فيه الأبحاث الأركيولوجية القرن السابع قبل الميلاد.
موقع مدينة بناصا الامازيغية
وقد وردت المدينة في النصوص القديمة بأسماء متعددة: ترینکس، لینکس، ليكسوس، وفي المصادر الوسيطية باسم تشومس. كما ورد اسم مدينة ليكسوس في عدد من الرحلات، بينها رحلة حانون القرطاجي الذي وصفها بالمدينة الفنيقية وأسماها سيلاكس، كما ورد اسمها في عدد آخر من المصادر التاريخية لعدد من المؤرخين والجغرافيين والرحالة في عهود قديمة.
المسرح الروماني
ويذكر العيوض أن مدينة ليكسوس، اعتبرت العاصمة الفينيقية للمغرب الأطلنتي والمتوسطي خلال مدة من الزمن. وشكلت محطة مهمة في طريق الإبحار ناحية الجنوب على الساحل الأطلسي. فعندما تحدث هيرودوت وسيلاكس عن التجارة مع الإثيوبيين، فمن المحتمل أن الأمر كان يتعلق بسفن قادمة من ليكسوس.
بناصا.. موقع أثري بمنطقة الغرب يمتح من الفترة المورية رومانية
وقد دلت البقايا المكتشفة في هذا الموقع على وجود استمرارية في هذا النشاط التجاري، والذي امتد من القرن السابع حتى مجيء الرومان. وأصبحت المدينة خلال القرن الأول للميلاد إحدى المستوطنات الـ 5 في موريتانيا الطنجية القديمة. كما ورد ذكر مدينة ليكسوس الأثرية خلال الفترة الإسلامية في المصادر العربية التي تحدثت عن ماضيها، من دون وصفٍ لمعالمها. كما أن هذه المصادر لم تورد الاسم القديم للمدينة، إذ حل اسم تشمس أو تشومس مكان ليكسوس الوارد في المصادر القديمة. توافد السياح
يتوافد السياح إلى مدينة ليكسوس الأثرية من مختلف أنحاء العالم لرؤية ما تبقى من معابدها وساحاتها العمومية ومنازلها، وما تبقى من معامل تمليح الأسماك التي كانت منتشرة فيها بكثرة. ويعبرون عن إعجابهم بموقعها المتفرد لما له من تاريخ ضارب في عمق الحضارة الإنسانية، ولا سيما أنه قريب من مواقع أثرية أخرى تقف بشموخها في منطقة الشمال المغربي، بينها المدينة الرومانية وليلي، ومدينة باناصا.
مواقع النشر