جدة (واس) شاركت القبة الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز في رصد مراحل الخسوف القمري الذي شهدته سماء المملكة مساء أمس، الذي يعد من أبرز الظواهر الفلكية التي تجذب اهتمام الجمهور والباحثين على حد سواء.
16 ربيع الأول 1447هـ 08 سبتمبر 2025م
ويبرز دور القبة الفلكية التابعة لقسم علوم الفلك والفضاء بكلية العلوم بالجامعة التي تمثل صرحًا علميًا وبحثيًا متقدمًا، وذلك من خلال الإسهام في دراسة ورصد مثل هذه الظواهر الطبيعية بدقة عالية.
ولا يقتصر دور القبة على المشاهدات الفلكية فحسب، بل تمثل أيضًا ركيزة أساسية في العملية الأكاديمية؛ إذ تسهم في إنتاج أبحاث علمية متخصصة في مجالات الفضاء والفلك، وتقديم برامج الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، إلى جانب تطوير مناهج تعليمية رائدة تواكب التطورات العالمية في هذا المجال الحيوي.
وتُعد القبة الفلكية أحد أبرز المرافق التابعة لأول قسم متخصص في الفلك والفضاء بالمملكة، حيث تضم مرصدًا علميًا متطورًا يشكل أداة تعليمية وبحثية متقدمة تتيح للطلاب والباحثين فرصة مباشرة لمشاهدة الأجرام السماوية، والتدريب على محاكاة حركة النجوم والكواكب والقمر والشمس، ما يرسخ لديهم الفهم العلمي للظواهر الفلكية ويربط الجانب النظري بالتطبيق العملي.
وبحسب الإحصاءات، تستقبل القبة الفلكية أكثر من 5000 زائر سنويًا من طلاب المدارس والجامعات والمهتمين، حيث تشكل وجهة تعليمية وتثقيفية مفتوحة لمختلف الفئات العمرية، وتضم القبة 42 مقعدًا مخصصًا داخل قاعتها الرئيسية التي يبلغ قطرها 10 أمتار، ما يتيح تنظيم العروض والمحاضرات التفاعلية في بيئة تعليمية متكاملة.
وأكد مختصون في قسم علوم الفلك والفضاء أن مثل هذه الظواهر، ومنها خسوف القمر الذي يشهده العالم، تشكل فرصة علمية لتعزيز الوعي الفلكي لدى المجتمع، وتفعيل دور المراصد والأقسام الأكاديمية في تقديم تفسيرات علمية دقيقة، إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالفلك.
وتواصل القبة الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز أداء رسالتها الأكاديمية والعلمية، عبر تدريب الطلاب، ودعم الأبحاث، وتنظيم الأنشطة التوعوية، بما يعزز مكانة المملكة في مجالات العلوم الحديثة، ويسهم في تحقيق مستهدفات التنمية المعرفية التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030.
إقامة صلاة الخسوف عند مشاهدة خسوف القمر
الرياض (واس) وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أصحاب الفضيلة أئمة المساجد والجوامع في مختلف مناطق المملكة بإقامة صلاة الخسوف عند مشاهدة خسوف القمر مساء يوم غدٍ.

14
ربيع الأول 1447هـ 06 سبتمبر 2025م
ويأتي هذا التوجيه تطبيقًا للسنة النبوية التي حثّت على الصلاة والدعاء والذكر عند رؤية خسوف القمر، اقتداءً بالنبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القائل: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلّوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم".
ودعا معاليه الأئمة إلى إرشاد المصلين عند حدوث الخسوف بالإكثار من ذكر الله تعالى، والاستغفار، والتكبير، والصدقة، والتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة.
صلاة الخسوف من المسجد النبوي
المدينة المنورة 15 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 07 سبتمبر 2025 م واس
أدّى جموع المصلين في المسجد النبوي بالمدينة المنورة الليلة، صلاة الخسوف، اقتداءً بسنة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، حيث اكتظّت أروقة المسجد وساحاته بالمصلين من الأهالي والمقيمين وزوار مدينة المصطفى- صلى الله عليه وسلم-.
وأمَّ المصلين فضيلة إمام المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالله القرافي، الذي ألقى خطبة عقب الصلاة دعا فيها إلى تقوى الله في السرّ والعلن، والرجوع إليه بالإنابة والطاعة.
وفي خطبته، أوصى فضيلته المصلين بشكر الله على نعمه وآياته، مبينًا أن الشمس والقمر من أعظم دلائل قدرته وحكمته، وأن الله قد يكسفهما تخويفًا وإنذارًا لعباده.
واستشهد بما وقع في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- حين كسفت الشمس، فبادر إلى الصلاة وذكّر الأمة بأن الكسوف لا يكون لموت أحد ولا لحياته، وإنما هو آية من آيات الله تستوجب التوبة والإنابة والذكر والدعاء والصدقة.
كما حثّ على الاعتبار بآيات الله، والإكثار من الاستغفار والرجوع إليه، مذكّرًا بأن الله يفتح باب التوبة لعباده في الليل والنهار حتى تطلع الشمس من مغربها.
سماء المملكة تشهد خسوفًا قمريًّا كليًّا استثنائيًّا
جدة (واس) شهدت سماء المملكة مساء اليوم، خسوفًا قمريًّا كليًّا استثنائيًّا تحول خلاله القمر إلى اللون الأحمر الداكن فيما يعرف علميًّا بـ"القمر القرمزي"، فيما توافد عشاق الفلك والمصورون الفوتوغرافيون لمتابعة هذه الظاهرة النادرة التي لم تشهد بمثل طولها وشمولها منذ عام 2018م.
15 ربيع الأول 1447هـ 07 سبتمبر 2025م
وبدأت مراحل الخسوف الجزئي عندما دخل القمر تدريجيًا في ظل الأرض قبل أن يتحول إلى الخسوف الكلي، الذي استمر لساعات مما أتاح فرصة ذهبية لمراقبة الظاهرة بالعين المجردة، إضافة إلى استخدام التلسكوبات والكاميرات الفلكية.
وبيّن رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن اللون الأحمر الذي اكتسبه القمر خلال الخسوف يحدث نتيجة انكسار ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض، إذ تُصَفَّى الأطوال الموجية الزرقاء ويترك اللون الأحمر والبرتقالي ليضيء سطح القمر.
وقال: "بالرغم من أن الخسوف يحدث فقط عند اكتمال القمر إلا أن مدار القمر يميل حوالي (5) درجات عن مدار الأرض حول الشمس مما يعني أن الأرض غالبًا لا تحجب ضوء الشمس بالكامل عن القمر إلا في مناسبات محددة".
وأشار إلى أن خسوف 7 سبتمبر يعد من أطول الخسوفات هذا العقد، واستمرت مرحلته الكلية لأكثر من ساعة تقريبًا وهو ما أتاح للمراقبين فرصة تسجيل الصور والفيديوهات المتسلسلة لمراحل الخسوف المختلفة، لافتًا إلى أنه قد أضيف بعد علمي مميز لهذا الحدث من خلال استخدام تقنية الاستقطاب الضوئي وهي دراسة الضوء المستقطب المنعكس عن سطح القمر بعد مروره عبر الغلاف الجوي للأرض.
وأفاد أبو زاهرة بأن الدراسات الفلكية الحديثة تشير إلى أن الضوء القادم من القمر أثناء الخسوف يكتسب نسبة استقطاب قد تصل إلى نحو 2%- 3% نتيجة التشتت المتعدد لجزيئات الهواء والغبار في الغلاف الجوي، وتحمل هذه النسبة معلومات مهمة عن كثافة الغبار والجسيمات الدقيقة والرطوبة وعدم التجانس في طبقات الغلاف الجوي، مما يمكن من رصد تأثير الظواهر المناخية أو النشاط البركاني على انتقال الضوء، كما توفر هذه التقنية بيانات دقيقة لدراسة الخواص البصرية لسطح القمر ومقارنتها بين خسوف وآخر.
واستغل المصورون الفلكيون هذا الحدث لتسجيل صور وفيديوهات عالية الدقة لمراحل الخسوف مستخدمين تلسكوبات مزودة بكاميرات رقمية وتقنيات المعالجة الفوتوغرافية لتوضيح حركة ظل الأرض على سطح القمر تدريجيًا من مرحلة الجزئي إلى الكامل ثم العودة.
ويأتي هذا الخسوف ضمن سلسلة من الأحداث الفلكية التي تشهدها سماء المملكة هذا العام، ويشكّل تذكيرًا بأهمية متابعة الظواهر الطبيعية لما تقدمه من معرفة وفهم أعمق للكون من حولنا.
وإلى جانب قيمته العلمية، فإن هذه الظواهر الفلكية تذكر بعظمة الخالق -سبحانه وتعالى- وقدرته في خلق هذا الكون البديع كما تحث على التأمل والتفكر في النظام الدقيق الذي يسير به الكون.
مواقع النشر