ابوظبي (سي إم بي سي العربية) بدأت أميركا يوم الخميس، تطبيق الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت مسمّى «الرسوم المتبادلة»، فارضةً زيادات كبيرة في التعرفة على صادرات العديد من شركائها التجاريين.



وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": «إنه منتصف الليل!!! مليارات الدولارات من الرسوم الجمركية بدأت تتدفّق الآن إلى الولايات المتحدة الأميركية!».

وفي منشور سابق، قال ترامب إن هذه الرسوم تستهدف «الدول التي استفادت من الولايات المتحدة لسنوات طويلة».



الهند تواجه تعرفة 50%: صادرات بقيمة 434 مليار دولار على المحك
وكان ترامب قد أعاد، الأسبوع الماضي وقبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس آب، ضبط معدلات الرسوم، وأرجأ تنفيذ بعضها إلى السابع من الشهر نفسه.

وتشمل بعض أعلى المعدلات المعلَنة كلاً من سوريا بنسبة 41%، ولاوس وميانمار بنسبة 40%، في حين تواجه سويسرا رسوماً بنسبة 39%، بعد فشلها في التوصّل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة.

وكان وفد سويسري قد توجّه هذا الأسبوع إلى العاصمة واشنطن لإجراء محادثات بعد تفاجؤ برن بالإدراج المفاجئ في القائمة، غير أنّ أي اتفاق لم يُعلن عنه حتى الآن. ومن المنتظر أن تُصدر الحكومة السويسرية تحديثاً في وقت لاحق من يوم الخميس.


سويسرا في موقف استثنائي... والهند والبرازيل في مرمى النيران
تواجه سويسرا وضعاً بالغ التعقيد فيما يتعلّق بالرسوم الجمركية، إذ فشلت في توقيع أي اتفاق يُخفّض معدلاتها.

أما البرازيل والهند، فقد فرضت عليهما واشنطن رسوماً بنسبة 50%. وبينما دخلت تعرفة البرازيل حيّز التنفيذ بالفعل، لا تزال تعرفة الهند عند مستوى 25%، على أن ترتفع إلى 50% لاحقاً هذا الشهر، بموجب أمر تنفيذي وقّعه ترامب يوم الأربعاء.

وأرجع ترامب قراره بشأن الهند إلى استمرارها في شراء النفط من روسيا.

في المقابل، نجحت بعض الدول والمناطق في التوصّل إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، منها الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، والتي باتت تواجه تعرفة مخفّضة نسبتها 15%، إلى جانب المملكة المتحدة التي تفاوضت على معدل 10%.

أما الصين والمكسيك، فلا تزال أوضاعهما معلّقة. إذ تخوض الصين حالياً هدنة تجارية غير معلنة مع واشنطن، في حين تم تعليق التعرفات المقرّرة سابقاً على المكسيك.


مراقبون: اللعبة لم تنتهِ بعد
ورأى بيل باباداكس، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في بنك «لومبار أوديي»، أنّ إعلانات ترامب الأخيرة، بما في ذلك الرسوم الأعلى على الهند، وتهديده بفرض رسوم تصل إلى 100% على أشباه الموصلات، تُشير إلى أنّ «اللعبة لم تنتهِ بعد».

وقال في حديثه مع قناة CNBC صباح الخميس: «رغم التفاؤل الذي ساد مؤخراً بفعل تراجع حالة الغموض العام، لا ينبغي أن نبالغ في التفاؤل»، محذّراً من أنّ التأثير الكامل لهذه الرسوم على النمو الاقتصادي والتضخم لم يتضح بعد.

من جهته، اعتبر بيت فيتمان، الشريك والرئيس في شركة "بورتا أدفايزرز" في زيورخ، أنّ الرسوم الحادّة المفروضة على دول مثل الهند وسويسرا «لا ينبغي أن تكون مفاجِئة». وأضاف: «راقب فقط كيف يعامل ترامب جيرانه، مثل كندا، ثم تخيّل ما يمكن أن يحدث مع الجميع. مرحباً بكم في هذا العالم الجديد».

وعن موقف سويسرا، قال فيتمان: «ما الذي يمكن لسويسرا أن تفعله؟ عليها أن تدرك أننا نعيش في عالم تهيمن عليه ثلاث قوى عظمى –الصين، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة– فيما الباقون بدرجات متفاوتة، مجرد متلقّين للقرارات».

وختم قائلاً: «كل ما يمكنك فعله على المدى القصير هو التكيّف، والتحلّي بالمرونة، والاستعداد للتأقلم. أما على المدى الطويل، فعليك أن تصبح أقوى وأكثر استقلالية».