الإعــتـذار
الإعتذار من شيم الكبار ومن يتعالى على ذلك فهو قطعاً تافه ولايستحق حتى التماس العذر له فمن يبرر عدم الإجابة على المتصل أو المرسل أو الداعي له فهو حقاً ليس بكفوء أن تحتفظ برقمة في هاتفك فقد أتخذت طريقة للتعامل مع هؤلاء الأشخاص بتكرار الإتصال لثلاث مرات مدّة ثلاث أشهر فإن لم يبادر ويعتذر فنسيانه من جميل الإحسان للذات..
للأسف نلتمس الأعذار بحكم الصداقة أو القرابة من باب أحترام العشرة ولكن لايبالون وكأننا لانحمل أي مشاعر أو أحاسيس تجاه تقصيرهم معنا والأدهى والأمر نجدهم يتجاوبون مع غيرنا بكل سلاسة وسرور بحكم مصالح متبادلة بينهم ونحن من نتكبد عناء التعذر لهم في عدم أستجابتهم لنا وكأنهم أكسير الحياة لنا مع العلم أن تواصلنا معهم تقديراً لماضي جميل من العشرة الطيبة...
لذلك وحسب ما تعلمت في حياتي أن لكل شخص العذر لمدّة معينة والتي أعتقد أنها كافية وهي ثلاث أتصالات لمدة ثلاث شهور بعدها نسيان ذلك الشخص الغير مبالي بالرد علي وبعد هذة الفترة أن عاد وتواصل فلا ملامة ولا ترحيب به حيث سيكون الرد من باب الأصالة الشخصية لا أقل ولا أكثر إلا أن تكبد عناء الحضور شخصياً معتذراً ومبدياً أسبابه الواقعية للإنقطاع فأسفاً الغالبية وقح في أنقطاعه ووقح في عودته وكأن شيئاً لم يكن معتقداً أن له ميزة تفوق الكرامة الشخصية...
كان التواصل سابقاً فيه من الصعوبة ماتقبل فيه النفس التماس الأعذار للآخرين ولكن مع سهولة الأوضاع الحالية أصبحت المشكلة في الأشخاص...
ولا أنسى أننا اليوم لم نهذب أبنائنا بتربيتهم على الإعتذار خصوصاً لما نتواصل معهم ولايردون بحجة النوم أو عدم الإنتباه لإتصالنا ومن بعد عدم الرد أو معاودة الإتصال فهم بذلك يكبرون على هذا الفعل ويصبحون لا أخلاقيين مع الآخرين لأننا كوالدين لم نحاسبهم ونستاء منهم على تلك الإساءات المتكررة بعدم الرد على أتصالتنا أو معاودة الأتصال مع العلم أننا نستقبل أتصالاتهم بحرص طوال الوقت...
شيخوخي
مواقع النشر