قافية الهاء

خليليّ إن قالـت بثينـة : ما له * * * أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها : لها

أتى وهو مشغولٌ لعظـم الذي به * * * ومن بات يرعى السّها سهـا

بثينة تزري بالغزالة في الضحى * * * إذا برزت لم تبث يوما بِها بَها

لها مقلة كحـلاء نجـلاء خلقة * * * كأن أباها الظّبي أو أمّها مهـا

دهتني بودّ قاتـل وهـو متلفي * * * وكم قتلت بالودّ من ودّها دها


--------------------------------------------------------------------------------

أبلغ بثينـة أني لست ناسيهـا * * * ما عشت حتى تجيب النّفس داعيها

بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها * * * يوما ولا نحن في أمـر نلاقيهـا


--------------------------------------------------------------------------------

على الـدار التي لبست بلاهـا * * * قفـا، يـا صاحبيّ، فسائلاهـا

ومـا يبكيـك من عرصات دار * * * تقـادم عهدهـا وبـدا بلاهـا

ذكـرت بها التي ترمي فتوري * * * إذا ما أرسلت سهمـا شواهـا

أتيحـت لـي ونفسي قد تجّلت * * * عمايـة غيّهـا ورأت هداهـا

وزايلها السفاه فليـس منهـا * * * وتـاب الحلم واجتنبت صباهـا

وقـد طالبتهـا حتـى مللنـا * * * مواعدهـا وأعيانـا منـاهـا

فما جـادت لنـا حتى وردنـا * * * حياض المـوت أو كدنا نراها

ذكرتـك إذ رأينـا أم خشـف * * * بذي ضـال تريع إلى طلاهـا

رأتنـا قاصديـن لهـا فولّـت * * * أمام الخشف مضطربا حشاها

وقـد حفّ الرّمـاة بجانبيهـا * * * وكلّهـم على حنـق يـراهـا

فجالـت ساعـة ثم استظلّـت * * * إلى سنـد تحـاول ملتجاهـا

إليه تـارة تـرمـي بطـرف * * * وأخرى نحونا قلقـا حشاهـا

وقد آليـت خشيتهـم عليهـا * * * اكلّـم منهـم رجـلا رماهـا

فقالوا: ما دهاك؟ فقلت: نفسي * * * وبيـت الله تعلم ما دهـاهـا

وما بي فاعلموا من حبّ ظبيٍ * * * ولكنّي ذكـرت بهـا سواهـا

ألا يا شبـه ذات الخـال قرّي * * * بأرضك لن تراعي في رباهـا

فقد أشبهـت ذات الخـال إلا * * * مناط القـرط منهـا أو شواها

وساقـك حمشة والسّاق منها * * * خدلّجة يغـضّ بهـا براهـا

ولو ماشيتهـا لعجلـت عنها * * * وذات الخال مقصور خطاهـا

ولكنّ الـذي أشبهـتِ منهـا * * * مقلّدهـا العتيـق ومقلتاهـا