السلام عليكم
يجب أن ندرك بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريعة وطاعة وهي من معالم الدين الإسلامي.. وقد بدأت في الآونة الأخيرة بعض الدول كالكويت مثلا المطالبة بإقامة مثل هذا الجهاز المبارك, والذي نطمح أن يتحول في المستقبل إلى وزارة مستقلة تعمل ضمن أطر عالية الجودة والتأثير..

إن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذين يمارسون العمل الميداني، هم في قمة هرم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فهم من خير الناس وأفضلهم، وهم ممن يرجى لهم الفلاح، حيث إنهم يسعون للصلاح والإصلاح، إنهم هم الذين يقفون في وجه تيار الفساد ليصدوه عن العباد والبلاد، وهم الذين يسهرون لحماية الأعراض، ويجتهدون في التقليل من الأمراض، وهم الذين يوجهون الناس إلى الخير، ويحولون بينهم وبين فعل الشر وهم الذين يمضون في المجاهدة جُلَّ أوقاتهم على قلة مرتباتهم، ولكنهم لا يرجون من الناس جزاء ولا شكوراً، وإنما يرجون من ربهم عفواً ورحمةً وأجراً عظيماً. فما أحسن أثرهم على الناس، وما أسوأ أثر الناس عليهم.
احذروا من التحدث في شأنهم بمجالسكم، من حيث تنقصهم وغيبتهم والسخرية بهم، والعتب عليهم، كأن يقول القائل، إنهم يتدخلون فيما لا يعنيهم ،وآخر يقول :إنهم يستعجلون، عجباً والله من هذه التهم الباطلة، إذ كان منع وقوع المنكر لا يعنيهم فما الذي يعنيهم، فإذا كاد أن يقع منكراً ما وقاموا بضبطه أو الحيلولة دون وقوعه، إذا كان هذا استعجالاً، وإذا كان هذا لا يعنيهم، فماذا يعني غير الاستعجال أهو إذا وقعت الفاحشة، وفرغ منها، أو ارتكبت الجريمة وتفرق أصحابها، يُبحث عنهم!
ساعدوا أعضاء الهيئات بكل ما تستطيعون، وكونوا معهم، لا عليهم، أعينوهم على البر والتقوى وواسوهم في المصيبة والبلوى، فإنهم يتعرضون لما لا نتعرض له، ادعوا لهم في السر والعلانية، فجزى الله أعضاء الهيئات كل خير، وبيض الله وجوههم، وأعانهم، وسدد خطاهم.
أولئك الذين يسهرون، ونحن نائمون في فرشنا، ويعملون ونحن منشغلون بدنيانا، ويجاهدون للحفاظ على محارمنا وأعراضنا، ونحن لا نعلم، يصدُون الباطل، ويقاومون الفساد، ويمنعون وقوع المنكرات، فكم من جريمة ضبطوها، وكم من مصانع للخمور أزالوها، وكم من شقق للدعارة داهموا أربابها فأغلقوها، كم من منحرف اهتدى على أيديهم، وكم من عاصٍ ستروه بعد معصيته، كم من فتاةٍ أنقذوها من أيدي ذئاب البشر، وكم من طفل أرجعوه إلى والديه من عبث المجرمين به.
لهم جهود لا تُنكر وبذل وعطاءٌ ـ مع كل أسف ـ لا يُشكر في المجمعات التجارية، والشواطئ، والأسواق، وأماكن الترفيه، والحدائق العامة، في ملاحقة الساقطين والساقطات، وإبطال حيل المغازلين والمغازلات، وكل من يرتاد إلى هذه الأماكن ليصطاد في الماء العكر.

اللهم وفق حماة الفضيلة واحرسهم يارب العالمين