المخملية

أنسانة رقيقة تعتز بذاتها وبأسرتها خلقت لتسعد من حولها أبنائها فقد زوجتهم جميعاً ورأت أحفادهم تعتز بهم جميعاً فقد فقدت والدها الذي صب في عروقها كرم ضيافة الأرض ولا أعلم أن كانت والدتها مازالت عائشة التي سقتها من ثديها الحنان بأكمله والحب بسلطانه ومملكته حتى أصبحت أحدى النساء التي وأن وقفت كانت شجرة زيتون مثمرة وأن جلست كنهراً صافي عذب لم يطأه بشر فهي سلطانة وملكة من قصص الواقع والحياة تشرفت بالحديث معها فكنت كالطفل التائه في بساتين الأدب والرقي لعبت حتى تعبت فصحيت وكانت حلم نسجه خيالي الجشع حتى صور لي أنثى مخملية أصبحت في ذهني معياراً تقاس به النساء والذي لم تبلغ فيه أنثى ممن عرفت كحد أقصى ثلاثة من عشرة بل أن بعض النساء تستكثر عليها الواحد فيه كيف لا وتلك المخملية جمعت التواضع والأدب جمعت الهدوء والإزعاج الصامت ذلك الذي يثور في ذهنك عند سماعها أو الجلوس معها حيث كانت صفاتها الروحية مسبغة على صفاتها الجسدية مما جعلها بساتين من الورود تنبت في كل حرف يخرج منها يالله مازالت رائحتها عند أخر تراب اليابسة في شمي مخالطة بريحة الملح والتوابل عندما تبسمت سمعت تكسر عروقي التي جفت من الدم..
صورتها رغم ضبابتها في ذهني إلا أن قرنية عيني مازالت تحتفظ بها أنها عظمة النساء في هذا الزمان وسيدة البهاء رقيقة الألوان في التفاتتها نظرت أم لطفلها وفي خطوتها مشيت ملك لكرسيه في أنفاسها مع أبتسامها نسمة هواء هربت من تحت أوراق شجر الحناء لحظة شروق الفجر...
أنها أنثى من نعومتها قد يجرحها لبسها أو حتى شعر رأسها أخشن مافيها موطئ قدمها والذي تمر به على الأرض كأنه يذوب كالزبدة في مشيها..
لو لم أراها لقلت أن من رأيت أحدى نساء الجنة ولكنها سيدة المنارات وآخر الجميلات ملاذ الروح وبهجة فؤاد شيخ النظر...