لنبدأ حديثنا بسؤال

مالذي يسبق الآخر القراءة أم الكتابة ؟؟


في مراحل الحياة الأولى من عمرنا ... نتعلم كيفية نطق الحروف...

نمسك القلم ... ثم نكتب ما نقرأه



إذا تعلم القراءة طريقا للكتابة

حتى إن أول آية نزلت في القرآن قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) .



إن القراءة تمدنا بمعين من الثقافة ... تصقل مواهبنا ... وتنمي مداركنا ...

وتأتي الكتابة لتترجم كل تلك المعاني وكل تلك الثقافة....



،



ماهي أنواع القراءات وما تأثيرها على نوعية الكتابة ؟؟



حينما كنت في المرحلة الثانوية مثلا .. وفي حصص المطالعة

كانت المعلمة تطلب منا قراءة سريعة للدرس .. ثم تطلب منا الأفكار المستفادة

أو كما كانت تسميها الفكرة العامة

ثم تطلب منا قراءة صامتة لفترة من الوقت ... ثم يليها قراءة جهرية



طيب .... لماذا هذا التدرج في القراءة وهل في ذلك حكمة ..؟؟



فقط قبل أن أجيب.. علي أن انوه لكم أني احمل شهادة علمية ...

بعيدة عن التخصص الأدبي ...لذلك ما سأجيب عليه مجرد

وجهة نظر يحتمل صحتها أو حتى خطأها



/



لنعود إلى التدرج ...

قراءة سريعة... قراءة صامته ... قراءة جهرية



القراءة السريعة .. تمنح التفكير أو حتى العقل تمهيدا عن الغرض من الموضوع

أو كما أتخيلها أنا ... نوعاً من الألفة مع ما نقرأه...



مثلها مثل لما يسجل عندنا عضو جديد...

يكتب موضوعا في الترحيب ... ثم تنطلق مسيرته



،



القراءة الصامتة... لعل هذه المرحلة أهم مراحل القراءة



لأنها تعطينا مساحة من التأمل والتفكير فيما نقرأ.... وتجعلنا نعيش المعاني ونتدبرها

وهي في نظري ... المحك الأساسي في الثقافة والمعرفة وهو ما نستخدمه

في حياتنا اليومية أثناء قراءة كتاب أو جريدة أو حتى قصيدة أو نثر....



،



القراءة الجهرية ... لتدريب اللسان أولا على النطق السليم للحروف

وبالتالي تجاوز الأخطاء الإملائية في الكتابة



أما بالنسبة لنا كمستمعين فحتى يتسنى لنا إتاحة الفرصة لعقولنا أن تركز !!!

تركز على أمر واحد فقط .. هو الإنصات دون القراءة

وحتى نصفي أذهاننا من كل شيء ماعدا التفكر فيما نسمع والفهم الصحيح له

وبالتالي بلورة أفكارنا وتطوير مهاراتنا

قال تعالى ( وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).



،



يبقى السؤال .. !!!

هل كل من امسك القلم وكتب نطلق عليه مسمى كاتب ؟؟



للأسف لقد أصبحنا نطلق على كل من ينثر موضوعا ( كاتبا )

متناسين أن الكتّاب فئة من الناس تحمل علما وثقافة...

تملك حس التمييز بين الخطأ والصواب ...!!

لا تقف عند حد معين من البحث والمعرفة....



،



قال احدهم... الكاتب المثقف الجاد هو قارئ بالدرجة الأولى، يقرأ كثيراً ليكتب قليلاً



.



أخيرا ...

تختلف الآراء وتتعدد ... ولكن مهما اختلفت فأننا نتفق على أمر واحد... !!!



القراءة طريق للكتابة والاثنين مرتبطين ببعضهما .. وإتقان احدهما وسيلة لإتقان الآخر