[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الجنرال / أخي الحبيب الرائد7

أرجو أن لايفهم المقال حسب معناه الحرفي فهناك بالداخل مالايخفى على ذوي الفطن أمثالكم ، وها أنذا أطرحة مرة أخرى وبأسلوب بعيد عن المساويك لكي لاتطرح لم أكن أريدها حول سنة السواك :




[align=center]السياسة عند الضارب بالسياط) قراءة مبسطة في فكر المتسلط والمقهور [/align]



من مشاكل الأمة والفرد هي التماهي مع المتسلط (صاحب السلطة الطاغية)

حينما يطغى المتسلط ،مهما كان منصبه ، ولو ( ضارب بالسياط) وطغى في تعامله مع من هم دونه ، وتحت إمرته ، ويخضعون لتنفيذ سلطته ، فزاد قهره لهم ، واضطهاده ، وإمعانه في إذلالهم ، ولم يهتم : أرضوا أم هم يسخطون ! من تملل سكوت ، أو عذاب من استمرار قهر ، وازدياد للاضطهاد في ظل احتمال رهيب بسبب عدم قدرتهم على الرد أو الوقوف بوجهه خوفًا من تلويح ذلك الـ(ضارب بالسياط) بالتنكيل بهم ، وسد الطرق أمامهم إذا أرادوا العمل عند غيره ، إما بالرفض أو التنازل عن كم كبير من الراتب السابق ، ولربما زاد الاضطهاد المادي ليذهب لاضطهاد نفسي ، يحقر فيه من كل من كانت لديه بقايا عزة وكرامة ، واستمرار ذلك المتسلط بما يحدثه للآخرين من الشعور بالنقص والضعة ، وجعلهم يتيقنون من عدم القدرة على أخذ الحق ، أو ردع ذلك المتسلط عن تسلطة ، فيزداد الكبت ، وتزداد معه مشاعر الذنب والألم النفسي ، ولو حاول أن يقول له ( كفى ) أو أن يعرفه بأن نهجه ليس حتى في صالح ذلك المتسلط على الزمن البعيد ، وأن ذلك التعامل أصبح مؤلما لدرجة عدم احتمال العيش ، فسيجد أنه ( راح في خرايطها) ، وهنا سيتراكم الشعور بالفشل بالحصول على قيمة اعتبارية لذاته ، وكذلك توازنه النفسي للتحقق من احترامه لنفسه ، وهنا يأتي الحل الذي سيريح به نفسه وذاته لحد ما ، وليسهل عليه مجابهة الحياة وتحدياتها الأخرى ، ليضع نفسه والآخرين هم السبب في كل ما يعانيه من (الضارب بالسياط) وأن مافعله بهم ليس إلا من أجل مصلحتهم أولا وأخيرا ، ومن أجل أن تزدهر ( التربية )، وأنهم لن يعرفوا مصلحتهم الآن لفقدهم لحكمة (الضارب بالسياط) ، ولكن مع الأيام ، والوقت ، والزمن ربما يصلون إلى حكمة ذلك الـ(ضارب بالسياط) الذي غضبوا عليه في يوم عمت بصائرهم ، وهنا نجد التماهي والذوبان مع المتسلط حتى لايشعر بأنه قد قُهر ، بل هو يتبع ما أصبح يراه صحيحا ولاعيب من إتباع الصحيح .

ومن ثم سيتحول ذلك الذي كان مقهورًا ، إلى مدافع من الطراز الأول ، والمبرر المخلص لـ( الضارب بالسياط) ، وبعد فترة ستجد عدد المدافعين عن (حصن الضارب بالسياط) يزداد بسبب مهارة ذلك الرجل(المدافع الأول) في الاقناع ، ولربما شككت أنت في موقفك المتخاذل من ( الضارب بالسياط) وأوردت ما تقنع به نفسك في تفكيرك المخطئ .

ودعني هنا أحاول إفهامك بعضا من حكمة ( صاحب الضرب بالسياط) وكيف يحصل التماهي
:
فلولا الله ثم (صاحب السياط) - نعم أصبح صاحبها الآن وليس مجرد ضارب فقط – أقول لما تربت الأمة كلها ، بل لن تجد جيلا مؤدبا ، يعرف حقوق الكبار ، وبدور ( صاحب الضرب بالسياط) الذي يعطف على أبنائه ( الصغار) ، ولولا المحبة لما استخدم معهم (سياطة) فإن المحب يقسو على من يحبهم أحيانا ، وحتى دائما ( ما المانع ؟) ليعرفوا الطريق الصواب ، وليقتربوا من الحقيقة التي لايستطعون رؤيتها ، وفي النهاية لن نجد ذلك التمرد من الصغار أو معدومي الفهم ، بل وستسير الحياة على وتيرة واحدة من الهدوء وتبادل المحبة ، لأن العدل سينطلق من( صاحب السياط) ولن يأمن العقوبة كل من أساء الأدب ، ولم يكن من (صاحب السياط) إلا تأمينها حتى يرعوي من يفكر في ( سرقة السياط) ، ولن يستقيم بحال من الأحوال أن ( يملك الجميع سياطا ) ، ولم يكن ضرب الكبير والصغير والمرأة والشيخ إلا عادات كفرية أراد أعداء الدين بث سمومها على المسلمين لينجرفوا تحت رداء الجرأة والوقاحة ، على الرغم من أن الحياء شعبة من شعب الإيمان ، فلو فقدت ذلك العامل حياءه في الرد على (صاحب الضرب بالسياط) فلن يعمل أحد ، وستزداد البطالة ، ولن يعلو للأمة شأن .

هكذا في شكل مبسط سهل يحصل التماهي مع كل متسلط .