.:. الدعاء .. الحلقة الثانية عشرة ؟ من أسباب الإجابة ( 8 ) دعاء المضطر .:.
الثامن من أسباب الإجابة
دعاااااااااء المضطر
قال مالك بن دينار : خرجت إلى الحج وفيما أنا سائر فى البادية ، إذ
رأيت غراباً فى فمه رغيف ، فقلت : هذا غراب يطير وفى فمه رغيف ،
إنه له لشأناً ، فتتبعته حتى نزل عند غار ، فذهبت إليه فإذا بى أرى
رجلا مشدوداً لا يستطيع فكاكاً ، والرغيف بين يديه ، فقلت للرجل :
من تكون ؟ قال : أنا من الحجاج وقد أخذ اللصوص مالى و متاعى
وشدونى و ألقونى فى هذا الموضع ، كماترى وصبرت على الجوع
أياماً ثم توجهت إلى ربى بقلبى وقلت : يا من قال فى كتابه العزيز :
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) فأنا مضطر فارحمنى فأرسل الله إلى هذا الغراب بطعامى .
فى هذا الموقف نرى حال الداعي قد أثر فى إجابة دعوته فقد كان
مضطراً فقد كل الأسباب ولم يبق له إلا باب السماء .. والله حرمه من
الأسباب ليتعلم أن يتعلق قلبه برب الأسباب لا بالأسباب حتى إذا عاد
للحياة الطبيعية و أصبحت الأسباب فى يده لم يلتفت إليها . .....
سبب آخر لإجابة دعائه : أن العبد كان سائراً فى طاعة قبل أن يقع فى هذا البلاء فقد كان ذاهباً للحج والله لا يخذل أولياءه .
******
بنى الحجاج بن يوسف الثقفى داراً بواسط بالعراق فدعا الناس
للفرجة والدعاء بالبركة ..
فذهب الحسن البصرى رضى الله عنه إلى هناك فوقف خطيباً فى
الناس ليلفت الناس عن الانبهار بالزخارف إلى كراهية الظلم الذى
يمارسه الحجاج بن يوسف وقال فيه كلاما غليظا . فلما أشفق الناس
عليه من بطش الحجاج قال : لقد أخذ الله ميثاق أهل العلم لتبيننه
للناس ولا تكتمونه ... ثم انصرف ولما بلغ الحجاج ما حدث استشاط
غيظاً ولام أتباعه على عدم الرد عليه و أخبرهم أنه سيجعله عبرة
للناس و أرسل فى طلبه وأعد فى مجلسه النطع والسياف فظن
الناس أنه قاتله وقبل أن يدخل الحسن البصرى إلى مجلس الحجاج
تمتم بكلمات فلما دخل عليه فوجىء الناس بأن الحجاج يحسن
استقباله وأجلسه بجواره وطيب لحيته وسأله فى بعض المسائل ثم
أذن له بالإنصراف ..
وما أن غادرالحسن البصرى المجلس حتى جرى الحاجب خلفه
وسأله ناشدتك الله ما هذه الكلمات التى كنت تتمتم بها فإن الحجاج ما استدعاك ليطيب لحيتك ؟
فقال الحسن : قلت : اللهم ياولى نعمتى وملاذى عند كربتى ، اللهم اجعل عقوبته لى برداً وسلاما كما جعلت الناربردا وسلاماًً على إبراهيم .
والموقف الأخير لصديق يعمل مهندسا كان قد أصيب بالتهاب رئوى أدى إلى خراج على الرئة ..
حاول الأطباء علاجه مدة شهرين كاملين وأعطوه كل أنواع المضادات بلا فائدة ، حتى فقد وزنه واقترب من نهايته ..
وفى يوم من الأيام وبعد مغادرة الأطباء للمستشفى الذى كان يقيم فيه توجه إلى ربه
وقال : يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء اشفنى وعافنى .
وأخذ يبتهل ويردد الدعاء حتى شعر أن شيئاً فى صدره يريد أن يخرج
وبعد سعال خفيف خرجت كرة من الصديد وضعها فى إناء بجواره
وشعر بتحسن تام بعدها لقد أصبح قادراً على الحركة مرة أخرى ،
وكانت المفاجأة حينما جاء الأطباء فى الغد ..
ووضع الطبيب سماعته على صدره فلم يسمع شيئا مما كان يسمعه ووجد ابتسامته تعلو وجهه وقبل أن ينطق الطبيب
قال صديقى : لقد شفانى الله بالدعاء .
فكم من مرضى أقرباء لنا حاروا مع العلاجات والأطباء فلابد من أن
ننصحهم مع أخذهم بأسباب الشفاء ومع استمرارهم فى الدواء أن
يتضرعوا ويلجأوا إلى ربهم عز وجل بالدعاء ( دعاء المضطر ) والله هو
الذى يجيب فهو قادر على كل شىء سبحانه ...
اللهم إنا نسألك مغفرة الذنوب وستر العيو ب و أن تتوب علينا لنتوب
.......... اللهم آمين ........
الحلقة القادمة
:: من أسباب الإجابة ::
( 9 ) جمعية القلب
أرشيف السلسلة
اخوكم :
ابو فيــصل
مواقع النشر