جدة (واس) تُعدّ مدينة ثول الواقعة على ساحل البحر الأحمر، إحدى المدن ذات الأهمية التاريخية والاقتصادية في منطقة مكة المكرمة، إذ ارتبط اسمها منذ القدم بمهن البحر كصيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ والصدف "المحار"، حيث كانت مركزًا تجاريًا حيويًا يخدم القرى المجاورة، وسوقًا عامرًا لتبادل السلع والمنتجات الحرفية، ما أكسبها مكانة بارزة في السياقين المحلي والإقليمي.
22 محرم 1447هـ 17 يوليو 2025م
"واس" كان لها هذه الجولة التي رصدت خلالها الإرث التاريخي والمخزون الحضاري، الذي كانت تتسم به مدينة ثول على ساحل البحر الأحمر وموقعها الإستراتيجي المحتضن لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بوصفها أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم، وإحدى الجامعات السعودية الحديثة المتميزة في تعليمها، وتقدر مساحتها نحو (36) مليون متر مربع.
وتقع ثول على مسافة (80) كيلومترًا شمال محافظة جدة، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم نسبةً لوادي ثول المحيط بالمدينة من الجنوب والشمال، فيما تحتضن مرفأ الصيادين لـ180 قاربًا ومرفق آخر لقوارب النزهة بسعة (120) مركبًا والمجهز بالمرافق الخدمية كافة، بالإضافة إلى الكورنيش الشمالي بمساحة 385,000 متر مربع يرتبط بجزيرة تبلغ مساحتها 250,000 متر مربع.
ويُعد مزاد ثول من أبرز الوجهات لبيع الأسماك الطازجة، التي تصل مباشرة من البحر الأحمر إلى المشترين، إذ يُقام هذا المزاد الحيوي بشكل يومي بعد صلاة العصر، ويستمر حتى حلول وقت المغرب أو حتى نفاد الكمية المعروضة من الأسماك.
ويتميز حراج ثول الذي أنشئ منذ سنين طويلة بأسماكه الطازجة، ولا يقبل السوق بغير سمك بحر ثول، وبه أجود أنواع الأسماك، خصوصًا سمك الناجل الأحمر، الذي يأتي به الحواتون على فترتين، الصباح الباكر أو قرابة غروب الشمس، والحريد، والناجل، والشعور، والبياض، والطرباني، والهامور، والسردين، والصافي، والسيجان، والخرم أو الكومبير، وسمك الفارس، والعربي، والعقام وغيرها، وتتفاوت الأسعار من حين إلى آخر، تبدأ من (50) ريالًا للشكة الواحدة وتصل إلى (300) ريال حسب نوع السمك.
ويجلس الدلال في وسط حلقة من المشترين، يبدأ فيها بالنداء على السمك المعروض، ليتنافس المشترون برفع السعر، كما تتأثر أسعار السمك بعوامل الطقس والوفرة، فكلما كان البحر هادئًا زاد الصيد وقل السعر، أما في حال وجود رياح شديدة أو اضطرابات بحرية، فإن كمية الصيد تقل، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
سوق السمك - ثول
وتمتد بعض رحلات الصيد إلى (3) أيام متواصلة، يقضيها البحارة في عرض البحر، بينما يكتفي البعض الآخر بالخروج بعد صلاة الفجر والعودة مع صلاة العصر، لتسليم الكمية وبيعها مباشرة في المزاد.
وأكد عدد من المشترين وأصحاب المحال أن مزاد ثول يمنحهم فرصة شراء أسماك طازجة بسعر أقل، بالإضافة إلى جودة مضمونة لا تتوفر في أماكن أخرى، ما يجعل هذا السوق وجهة مفضلة للكثيرين من داخل ثول وخارجها.
مواقع النشر