اسطنبول، زين خليل (الأناضول) وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، المتظاهرين أمام منزله بالقدس الغربية بأنهم "مليشيات فاشية"، زاعما أنهم يهددون بقتله هو وأفراد أسرته.


مظاهرات أمام منزله للمطالبة بإبرام صفقة لإعادة الأسرى في غزة

جاء ذلك في كلمة مصورة على خلفية مظاهرات حاشدة أمام منزل نتنياهو للمطالبة بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، وشهدت إحراق عدد من السيارات.

وقال نتنياهو: "في الديمقراطية التظاهر أمر شرعي. لكن ما يحدث في المظاهرات الممولة والمنظمة والسياسية ضد الحكومة، هو تجاوز لكل الحدود". وأضاف أن المتظاهرين "يخربون الممتلكات ويغلقون الطرق ويتسببون في بؤس ملايين المواطنين، ويطاردون المسؤولين المنتخبين وأطفالهم إلى رياض الأطفال والمدارس".

وزعم أن المتظاهرين "يهددون يوميا بقتلي، أنا رئيس الوزراء، وعائلتي، ويرتكبون أيضا أعمال حرق متعمد، طالت سيارة، وقالوا إنهم سيحاصرون منزلي بحلقة من النار، تماما مثل المليشيات الفاشية".

ومضى نتنياهو بالقول: "ما يحدث هنا ببساطة هو غياب تطبيق القانون، وعندما لا يكون هناك تطبيق، يحدث تصعيد". وتابع: "أين تطبيق القانون؟ لا تطبيق على الإطلاق، وهذا الأمر يجب أن يتغير. هذا ما أطالب به أجهزة إنفاذ القانون. هذا ما يطالب به شعب إسرائيل لكي نُبقي الديمقراطية هنا".



وذكر أن المتظاهرين "بدأوا بالفعل باقتحام الحواجز، ثم محاولة اقتحام الأسوار، وبعدها أطلقوا قنابل إنارة كادت أن تحرق حارسة أمن حتى الموت قرب بيتي". وخلفت تصريحات نتنياهو ردود أفعال عديدة في إسرائيل.

وقال يائير غولان، زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض: "نتنياهو، أكثر شخص يحظى بالحماية في الشرق الأوسط، يخاف على حياته ويحاول صرف النقاش عمّا هو مهم حقًا، لكنه يفرّط بحياة المختطفين وبحياة جنود الجيش الإسرائيلي منذ 698 يومًا". وأضاف غولان، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، "يجب استبدال حكومة الميليشيا الفاشية بقيادة نتنياهو".

بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، مخاطبا رئيس الوزراء: "نتنياهو، ألم تكتف من التباكي والتذمر اللامتناهي؟"



وأكمل: "أنت (يا نتنياهو) أكثر شخص محمي بالشرق الأوسط، ومن يقف خارج منزلك المحصن والفخم هم عائلات الضحايا الحقيقيين – المختطفون الذين يئنون في الأنفاق منذ سنتين، وأنت لا تقوم بالصفقة التي ستنقذ حياتهم".

فيما قال "أوفير" والد الأسير الإسرائيلي "روم براسلافسكي": "عار عليك يا رئيس الوزراء أن تسمينا ميليشيات فاشية. لن أسمح لك أن تعيد ابني في كيس. بينما نحن هنا، أنتم ترفعون الكؤوس؟ عار عليكم"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وفي وقت سابق الأربعاء، أوقفت الشرطة الإسرائيلية 13 متظاهرا خلال احتجاجات في القدس الغربية طالبت بإعادة الأسرى من قطاع غزة ولو على حساب وقف الحرب المستمرة منذ 23 شهرا.



وأعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إطلاق فعاليات احتجاجية في القدس الغربية ليوم واحد لمطالبة الحكومة بقبول اتفاق إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وتركزت الاحتجاجات في محيط منزل رئيس الوزراء بالقدس الغربية ومحيط البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي وبعض الوزارات. وأضرم محتجون النار في إطارات سيارات وحاويات قمامة على مقربة من منزل نتنياهو، ما أدى إلى اندلاع نيران في عدد من السيارات، وفقا للشرطة الإسرائيلية.

وبدأت الفعاليات التي أطلق عليها المتظاهرون اسم "يوم التشويشات"، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وتستمر حتى ساعات المساء.



وتأتي الفعاليات في إطار محاولة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بالمقترح الذي قدمه الوسطاء لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة والذي قبلته حركة حماس.

وفي 18 أغسطس المنصرم، وافقت "حماس" على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووافقت عليه تل أبيب.

وبدل ذلك، يدفع نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة "حماس" وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين وتأكيد الجيش الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرا على حياة الأسرى.



والأربعاء، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، رسميا إطلاق عملية "عربات جدعون 2"، التي تستهدف احتلال كامل مدينة غزة بعد تطويقها وتهجير الفلسطينيين منها.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفا و746 قتيلا، و161 ألفا و245 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 367 فلسطينيا بينهم 131 طفلا، حتى الأربعاء.​



صورتين كافية عن اي تعقيب