المطر العشوائي لجدة العشوائية وكوارث عشوائية
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه
بقدر الألم الذي يعتصر قلوبنا بعد مصاب جدة الجلل ، بقدر ما شعرت بالغبن من تصريحات تعلن أن ماحدث لجدة من موت للأرواح وتهدُّم وانهيارات وتلف للمتلكات وغرق السيارات ماهي إلا لعشوائيات فقط ، ففكرت كيف تم التوصل إلى هذا الإعلان بينما نرى أحياء راقية وأبنية مسلحة وخطوط سريعة تغرق ، ولكني وجدت أن الإعلان ربما يقصد أن المطر جاء عشوائيا ( يعني دون توقع المكان الذي سيسقط فيه )
وربما يقصد عشوائيا بأنه : لايعلم المطر انه سيسقط في ارض لم تجهز بالصرف الصحي لامتصاص تلك الأمطار فكانت عشوائية السقوط .
وربما يقصد بالعشوائية بأن : الكوراث حدثت هنا وهناك دون تحديد المكان الذي ستحدث فيه الكوارث .
وربما يقصد في العشوائية بأن : السبب لا يتحمله أي مسؤول عن جدة بل سيكون الاحتمال عشوائيا على العديد من المسؤولين دون تحديد (يعني هكذا عشوائيا)
وربما يقصد بالعشوائية أن : الأمر سينتهي كسحابة صيف دون أن يحاسب أحد فالسبب كوارث طبيعية عشوائية لاتستطيع أي دولة أوروبية عشوائية أن تسيطر عليه ، وأكبر دليل كارثة كاترينا ( العشوائية) بأمريكا المتقدمة بشكل عشوائي لم تتعشوى على تلك الكوارث العشوائية
هذا كان تفسيري العشوائي لمعنى العشوائية .
وفي النهاية اتعشوا قبل لا تناموا لصلاة العيد ، على ألا يكون العشاء عشوائيا وإلا سيدخل المعدة بشكل عشوائي ، وكل مادة غذائية ستضيع عشوائيا دون الاستفادة من خصائصها .
مع احترامي للناضجين
ابو فيصل إبراهيم
مصاب جدة الجلل والأخذ بالأسباب
[align=center]بســم الله الـرحمــن الرحيــم
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصاب كان جللا ومايزال ، وقدر الله وقضائه كائن رغم كل شيء ، ولكن وكما قال الله سبحانه وتعالى لذي القرنين : " فاتبع سببا" وهنا حق التوكل وليس التواكل ، أن نأخذ بالأسباب ومن ثم فكل شيء قضاء وقدر نحمد الله عليه ولانسخط والعياذ بالله ، ولكن يحق لنا أن نسخط ممن قصر من المسؤولين وممن أراد أن يميع الموضوع ، وممن أراد أن يجعل السبب واحد لايتعداه للمسؤول من الجهات المعنية بالبنية التحتية والصرف الصحي الذي لم يطرأ علي تغيير ملاحظ لأكثر من 30 عاما ، وفوق كل هذا يتم السكوت عن عمل المستعلين من القوم أراض سكنية في وديان وأماكن لاتصلح للسكن وذلك لتعرضها في أي لحظة سيول لخطر عظيم كأحياء شرق جدة ، بل وساهمت الحكومة بإعطاء صكوك وتصاريح بناء ، وأدخلت الكهرباء وأتبعتها بعد سنين طوال ببقية الخدمات في أماكن أخطر مايكون فيها الحفاظ على أمن الإنسان من مجموعة الأودية والأراضي العائمة ، ولكن وكما قيل ( لأجل عين تكرم مداين ) فغض المسؤولون آنذاك بصرهم عن السكنى هناك وتكدس الناس وأصبحت أحياء تعج بالبشر والمصالح الحكومية من مراكز شرطة إلى دفاع مدني إلى سوبرماركت إلى مطاعم معروفة لتزداد أسعار الأراضي هناك وبشكل فلكي لم يكن يتوقعه من قطن تلك المنطقة قبل أكثر من عشرين عاما ، ولكن وفوق ذلك ببدأ الضغط على مايسمى بـ(بحيرة المسك) ونظرا لأن تلك الأحياء قامت على مساحات كبيرة من المياه الجوفية فسيزيد الضغط على تلك البحيرة التي تعد مصرفا صحيا أيضا للبيارات ، وتكون تهديدا ينتظر الوقت فقط ، ولنتخيل لاسمح الله إذا تهدم ذلك السور فماذا سيحل بتلك الآلاف المؤلفة من الخليقة هناك ، هنا نقف متوسلين خاضعين مذعنين إلى الله بأن يرحم سكان تلك الأحياء خاصة وأن يقيض لهم ولمدينة جدة من يخاف الله فيها ويجعل تلك المليارات التي يعطعيها خادم الحرمين الشريفين تُرى حقيقة ملموسة على أرض الواقع .
لاشك وأن للظلم والتجاوز أثر فيما حدث فلم تخلو جدة من الظلم ولم تخلو كأي مدينة من وجود من يفسد فيها ماليا وأخلاقيا ولكنها كأي مدينة فيها الصالح والطالح ، وفيها من ينكر المنكر ، ومانستطيع نحن إلا أن ننكره بأقلامنا وألسنتنا وقلوبنا وللدولة ان تنكره بيدها حتى لانتعدى حدود اختصاص الدولة ، ولننادي بأن أهل جدة لايزالون ينكرون النكر ويأمرون بالمعروف وكثير من هم يفعلون ذلك ولايمنعهم إلا متنفذ وصلت شخصيته لدرجة عدم المساس بما يخص أصحاب السمو أو حصانة لم يستطع أن يقترب منها مواطن عادي ، وهذا ما يحدث في كثير من مدن المملكة ولاداعي للتحديد فالأمثلة كثيرة وقد رأينا ما يسوء العين والقلب وقرأنا من مقالات بعض الشيوخ في المناطق الأخرى ما يشيب له الرأس ، ولكن لندعوا الله أن يرفع عنا هذا المصاب وأن يجازي كل مقصر ، وكل متهاون ، وكل ناعق على العمى ، وكل من يدعو للفساد بشتى صوره بأن حسبنا الله ونعم الوكيل .
مع احترامي للناضجين
أبو فيصل إبراهيم