رواشين البلدة القديمة بالوجه قيمة تاريخية وحرفية
الوجه - محمد الشريف (واس) : تكتسب البلدة القديمة في محافظة الوجه، بمبانيها الأثرية ومينائها وأسوارها وقلاعها، قيمة تاريخية وإرث عمراني، وإطلالة على نمط وفنون البناء القديم ومهارات ابن المكان في أعمال العمارة.
https://www.spa.gov.sa/image-resizer...8359468918.jpg
وأثرى الموقع الجغرافي شمال ساحل البحر الأحمر تاريخ البلدة، وقديما عُرفت بميناء الحجر "مدائن صالح"، وورد اسمها في بعض المصادر التاريخية، فقد ذكرها اليعقوبي في كتابه "البلدان" والعذري في كتابه "نظام المرجان ومسالك البلدان" وغيرها من المؤلفات، وكانت كذلك معبراً لنقل وتبادل الثقافات والتجارة بين دول غرب وشرق البحر الأحمر، وممراً لقوافل الحجاج.
ما يلفت نظر الجائل بين أزقة وحارات بلدة الوجه القديمة هندسة "الرواشين"، وجمالية تصاميمها وما أضفته من ميزة لأساليب البناء التقليدي في البلدة مع غيرها من المدن الساحلية، يمتزج فيها خليط من الثقافات العربية والأخرى، فالموقع جعلها محطة للعابرين من شمال وشمال غرب الجزيرة العربية وبوابة بحرية للقادمين من قارة إفريقيا باتجاه الأراضي المقدسة لأداء الشعائر الدينية أو الزيارة والتجارة.
مراسل "واس" زار الموقع وحاور عدداً من المهتمين بتاريخ وأنماط البناء التقليدي بالوجه، فإلى جانب الشكل الجمالي "للرواشين" على واجهات المباني، تساعد في تخفيف درجات الحرارة خلال فصل الصيف فالأخشاب ذات طبيعة عازلة، وتقلل من دخول الأتربة والغبار إليها، في حين أن تصميم الروشان يسمح بتواصل ساكني المنزل مع منهم بالخارج.
https://www.spa.gov.sa/image-resizer...8359486027.jpg https://www.spa.gov.sa/image-resizer...8359462538.jpg
https://www.spa.gov.sa/image-resizer...8359466221.jpg https://www.spa.gov.sa/image-resizer...8359486027.jpg
وعن صناعة الرواشين، بين الحرفي عبد الملك الحربي، أنها من الصناعات التراثية التي اشتهرت بها محافظة الوجه، وقديماً تنفذ في موقع المبنى، بدأ من مسح الخشب يدوياً وتقطيعه حسب شكل الروشان ثم رسم النقوش والزخرفة، وتجميعها لترفع بعد ذلك بواسطة الجبال لتركيبها.
وأكد الحربي، أن الاهتمام بهذه الحرفة ولّد تنافساً بين صناعها، اتسم بالتعدد في الخامات المستخدمة وتنوعاً في الزخارف مما أضفى بعداً وجمالاً للشكل الهندسي غاية في الروعة.
من جانبه أوضح الباحث في تاريخ منطقة تبوك علي بن سليمان البلوي، أن الروشان استخدم كذلك في مدن الحجاز، وبعض الأقاليم المجاورة، بحكم التواصل والتبادل التجاري.
وأفاد أن تصميم الرواشين يساعد على التحكم بمداخل الهواء والضوء للغرف، كما تُصف عليها من الداخل أواني الماء الفخارية للتبريد بفعل تعرضها لتيار هوائي مستمر.
إعداد وتصوير: محمد الشريف
تم تصويب (31) خطأ منها (الأحمر ،وممراً) والصواب (الأحمر، وممراً)
رواشين: واجهة تقلبات الأجواء معمارياً
الوجه (واس) في قلب البلدة التاريخية القديمة بمحافظة الوجه، وفي كل زاوية منها، يبرز "الروشن" شامخًا بصفته رمزًا للعمارة التقليدية، وشاهدًا على براعة الأجداد في ابتكار حلول معمارية للتكيف مع الظروف المناخية في المناطق الساحلية، وأداة عملية لحماية المنازل من أشعة الشمس، وتوفير الراحة لساكنيها.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...75hyKnEW3V.jpg
10 صفر 1447هـ 04 أغسطس 2025م
وتعمل "الرواشين" بطريقتها الفنية على تخفيف درجات الحرارة في المنازل خلال فصول الصيف، وذلك من خلال تصميمها الفريد الذي يسمح بدخول الهواء الخارجي للمنزل والعمل على تكييفه، حيث تعرف بأنها النافذة أو الشرفة البارزة المصنوعة من أجود ألواح الخشب،،،
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...ELoQqUtUsJ.jpg
الواح تستخدم في تغطية النوافذ والفتحات الخارجية، ويتم نحتها "
بفن التعشيق (تداخل خامات هنسياً)" وهو عبارة عن أنماط ونماذج هندسية معقدة تخرج في هيئة زخارف متشابكة ومتداخلة ومتقاطعة،،،
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...DMWyHbgncj.jpg
وتتميز بجمالها ورونق تصميمها، فحين يشتد وهج الشمس في الصيف، وتكتظ الأزقة بحرارتها، تتحول الرواشين إلى ملاذ حقيقي لسكان المنازل، فهي تعمل بصفتها حاجزًا خشبيًا يمنع أشعة الشمس المباشرة من التسلل إلى الغرف،،،
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...8as6FLjKEh.jpg
وفي الوقت ذاته، تسمح بدخول النسمات الباردة القادمة من البحر الأحمر، وكان سكان ذلك الزمان يجلسون خلف هذه الرواشين في نهار الصيف الطويل، يراقبون الحياة في الخارج دون أن يؤثر في خصوصيتهم.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...Bb75vhVSsZ.jpg
وتكتسب البلدة القديمة في محافظة الوجه، بمبانيها الأثرية ومينائها وأسوارها وقلاعها، قيمة تاريخية وإرثًا عمرانيًا، وإطلالة على نمط وفنون البناء القديم ومهارات ابن المكان في أعمال العمارة.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...pP8uPpEODn.jpg
وأثرى الموقع الجغرافي شمال ساحل البحر الأحمر تاريخ البلدة، حيث عرفت قديمًا بميناء الحجر "
مدائن صالح"، وورد اسمها في بعض المصادر التاريخية،،،
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...RbsJgbw6oQ.jpg
فقد ذكرها اليعقوبي في كتابه "
البلدان" والعذري في كتابه "
نظام المرجان ومسالك البلدان" وغيرها من المؤلفات، وكانت كذلك معبرًا لنقل وتبادل الثقافات والتجارة بين دول غرب وشرق البحر الأحمر، وممرًا لقوافل الحجاج.