مُعجباً أشد العجب في والدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أُعجبتُ في والدي والناس كلهم معجبون به "
منذ خرجتُ على الدنيا وأنا أرى أباً كثيرون يحسدوننا عليه ، أباً مؤمناً بالله صالحاً منذ نشأتهِ وهو متدين وملتزم ومواظب على الصلوات المفروضه وعلى السنن الرواتب ، متمسكاً بدين الله وبسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم متحلياً بالأخلاق الحميده يحب الناس والناس يحبونه يخدمهم ويخدمونه يشهد الله الذي لا إله إلا هو ليس مدحاً بوالدي ولكن هذه هي الحقيقه شيء كان في قلبي أريد أن أظهرهُ في كل مكان ، لأنني أتمنى أن أتبع خُطاه وأسير على نهجهِ لكي أنال محبة الله أولاً ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم محبة الناس ..
تعلمتُ أنا وإخواني وأنباء أعمامي وأبناءهم وجميع من لهم صلة في والدي تعلمنا أموراً كثيره وأمثالاً كثيره نسخت في أذهاننا وفي قلوبنا لكي ننتفع بها ونعلم بها أبنائنا وأبناء أبنائنا وأقاربنا وأصحابنا وكثير من الناس لعلهم أن ينتفعون بها ، ولا يمنع أن أذكر لكم بعض هذه الحِكم والأمثال التي لها أثر ومعنى كبير حينما تسمعها الأذن ويتقبلها القلب وتُنسخ بداخله ..
من الحِكم التي كان يرددها والدي بشكلٍ يومي :
* ما ينفع قصر الجمام من طولها إذا ما كان تحت الجمام غلام
* ناديت حق الناس ولا ناداني وناديت حقي قال يا لبيك
* مابي أكل الذيب شاتي مابي إلا ضحك الرجال علي
* منوك ذولا وذولا كذبوك ولا ينلزم لك سوا المستحينه
* شكيت للناس ولا فادوني وشكيت لربي وفرجها
هذه من الحِكم التي كان يرددها والدي أطال الله في عمره "
إعجابي بوالدي لهُ أثر كبير في حياتي درستُ وتعلمتُ منهُ الكثير اسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ..
والدي شيخ كبير يبلغ عمرهُ الثمانون عاماً أطال الله في عمره ودام عليه نعمة الصحة والعافية يتوكأ على العصاه ويسير بها إلى المسجد وإن كان يوماً من الأيام يشكو من رجليه ننصحهُ بأن يصلي في البيت ولا يجهد نفسهُ ونذكرهُ بقول اللهِ عز وجل ( لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ...الأية ) صدق الله العظيم ولكن كان يأبى إلا أن يذهب ويصلي في المسجد ولا نستطيع أن نرفض لهُ طلبا ونحب دائماً أن لا نتجادل معهُ كثيراً إذا كان مُصراً على رأيه ، يبدو أنني وصلت إلى ما أريد شرحهُ في إعجابي بوالدي الكريم والدي لهُ كرسي في المسجد بالصف الأول دائماً يذهب إلى المسجد قبل الآذان ويعود من المسجد متأخراً ، تأتي بي الصدفه أحياناً بالصف الأول قريباً منه وأحياناً بالصف الثاني أو الثالث خلف والدي حفِظهُ الله فالذي كان يُلفت أنتباهي دائماً إقبال الناس بكثره عليه لكي يسلمون عليه ويتكلمون معه ، عدد هائل يقبلون للسلام عليه من جميع الجنسيات ويتبين لي أنهُ محبوب بشكل كبير يفوق الوصف الناس التي تُقبل للسلام عليه الغريب أن أكثرهم ليسو في نفس الحي ولكن يحبون قراءة إمامنا الفاضل وفقهُ الله فيترددون دائماً على جامع الحي ، والأغلبيه سكان جُدد في نفس الحي يختلطون مع والدي بشكل جميل ، كثير ممن لاحظتهم يحبون أن يتقربون منه ويستشيرونهُ في أمور كثيره ومنهم من يطلب أن يدعي لهم بظهر الغيب ، ولاشك أنهم وجدوا فيه الدين والروح الطيبه والأخلاق الحميده ، وكان إذا غاب عن المسجد كان في مكه أو كان خارجاً للنزهه يفتقدهُ من في المسجد كلهم ويسئلون عنهُ وعن أحوالهِ وعن صحته ، غاب والدي عن المسجد يوماً صليت في المسجد وخرجت بعد الصلاة مباشرةً ليس لكي لا يسئلني عنهُ أحد ولكن كنت عجلاً ، بعد ما وصلت إلى البيت إلا بالهاتف الخارجي يرن رفعت سماعة الهاتف إلا بمجموعة كبيره من جماعة المسجد فخرجت لهم سلمت عليهم فبدأت الأسئله عن إفتقاد والدي في المسجد وكان أحدهم يمسكني مع ثوبي بقوه وبشده يريد الإجابه فتعجبتُ كثيراً من هذا الشخص قلت الوالد بخير والحمد لله ذهب إلى أعمامي فقالوا الحمد لله الله يبشرك بالخير وأعذرنا على الإزعاج ولكن لم نتعود على إفتقاد هذا الرجل الحبيب عن الصف الأول ..
وكان والدي يفتحُ مجلسهُ دائماً لإستقبال الناس المحب لهم والمحبين له لكي ينبسط معهم وينبسطون معه وكان ممن يكون متواجداً عنده بشكل مستمر رجلاً في عمرهِ صاحب دين وأخلاق من أهل القصيم كان يمازحني دائماً إذا أخذ والدي معهُ في سيارته يقول لي ( رايحين البحرين ) فأمازحهُ وأقول له (وش تبون في البحرين) ويرد قائلاً ( نروح نستانس ونرجع ) <<< ياعيني عليك ..
اسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يطيل بأعمار والدينا وأن يحفظهم وأن يرحم ويغفر للميتين ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنه إنهُ ولي ذلك والقادر عليه ..
تقبلوا تحياتي "
