مقالة خاصة : خبراء صينيون يستبعدون تورط سوريا فى تفجير بيروت
بكين (شينخوا) عربي : استبعد خبراء صينيون تورط سوريا فى تفجير بيروت الذى اودى بحياة رئيس شعبة المعلومات بقوى الامن الداخلى اللبنانى وسام الحسن بعد ظهر الجمعة، محذرين فى الوقت نفسه من تأثيره على تزايد الانقسام الداخلى فى لبنان والاستقرار والوضع الأمنى فى المنطقة. واستهدف موكب الحسن بسيارة ملغومة فى شارع مزدحم بمنطقة الاشرفية ذات الاغلبية المسيحية بعد ظهر امس. وأودى التفجير ايضا بحياة 8 أشخاص وإصابة نحو 70 آخرين بجروح.
وعقب الحادث سارعت بعض الدوائر فى الداخل والخارج الى وضع الجارة سوريا فى دائرة الاتهام دون انتظار نتيجة التحقيقات فى الحادث، الذى اعاد الى الاذهان التفجيرات التى وقعت فى لبنان واستهدفت سياسيين كبار ابرزهم حادث مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريرى فى عام 2005.
ومن جانبه، وصف هوا لي مينغ، السفير الصيني السابق في عدة دول عربية، في مقابلة مع وكالة انباء ((شينخوا)) بان التفجير "خطير على لبنان وسوريا على السواء"، مستنكرا "ردود الفعل السريعة والحادة" من قبل البيت الابيض الذي ادان التفجير بأشد العبارات وحمل الحكومة السورية مسؤولية اغتيال المسؤول الامني اللبناني الكبير. وقال هوا" الولايات المتحدة والدول الغربية تعتبر ان نظام سوريا وراء التفجير لانها ( اى سوريا) المستفيدة من مقتل وسام الحسن".
ويعتبر الحسن، 43 عاما، من الشخصيات الأمنية الرفيعة، وهو يرأس منذ عام 2006 شعبة المعلومات التي لعبت دورا كبيرا في كشف العديد من الشبكات العميلة لاسرائيل بالإضافة إلى كشف العديد من الجرائم الارهابية والقضايا ذات الطابع الأمني.
وكانت آخر القضايا التي تولتها شعبة المعلومات كشف تورط الوزير والنائب السابق ميشال سماحة بنقل متفجرات من سوريا الى لبنان، ووجه القضاء العسكري لسماحة في شهر اغسطس الماضي تهمة التخطيط مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك وعقيد آخر في الجيش السوري للقيام بأعمال ارهابية وتجنيد لبنانيين لاستخدامهم ضد شخصيات وجهات معارضة للنظام السوري في الشمال في محاولة لإشعال فتنة طائفية سنية "علوية أو سنية" مسيحية. واضاف هوا قوله " ربما ان الحسن يمتلك أدلة ضد سوريا اذا اعلنت ستواجه دمشق انتقادات واتهامات دولية. غير ان من يدرك حقيقة حجم الازمة فى سوريا يدرك ان الظروف الحالية ليست مواتية لسوريا بأن تضع نفسها في محنة أخرى على الأطلاق ". وقال " اعتقد ان الحادث نفسه يخدم اعداء سوريا . وفى ضوء ردود الفعل تبدو هناك رغبة قوية من جانب الغرب فى استغلال الحادث لشن ضربة جديدة ضد نظام سوريا دبلوماسيا وسياسيا".
ولم يخف هوا قلقه على الجهود السلمية للمبعوث الاممى -العربى الخاص المشترك الاخضر الإبراهيمي الذي يقوم بزيارة لسوريا، قائلا ان " الادانات الدولية الشديدة للتفجير شكلت ضربة حادة لرئيس السوري بشار الاسد، الذى من المحتمل ان يواجه عزلة دبلوماسية اكثر وحصار دولي اشد".
وشاطره الرأى ما شياو لين، الخبير فى شئون الشرق الأوسط ، ورئيس موقع اتحاد كتاب المدونات فى الصين، وقال " ان المجتمع العالمي يدرك التناقضات السابقة بين سوريا ولبنان. ولا اظن ان سوريا ستكسب شيئا من وراء تفجير قد تلام عليه فى وقت تمر فيه الأزمة السورية بمرحلة حساسة".
ووجه الخبير أصبع الاتهام الى ثلاثة اطراف ربما تكون وراء التفجير بينها "المعارضة داخل سوريا، أوالقوى الخارجية التى تسعى الى اسقاط نظام بشار الاسد،أو تنظيم القاعدة الذى يحاول دفع سوريا الى حرب اهلية شاملة وتوريط الولايات المتحدة فى مستنقع آخر لتوسيع مجال بقائه."
كما شكك تانغ جى زن، الباحث بمركز دراسات الشؤون الدولية التابع لوكالة ((شينخوا)) والمدير العام السابق لمكتب ((شينخوا)) لمنطقة الشرق الاوسط ، فى صحة الاتهامات الموجهة لسوريا. وقال ان "السلطة السورية وقواتها منشغلة فى عمليات عسكرية ضد قوات المعارضة المسلحة فى الداخل ومعالجة علاقاتها المتوترة مع تركيا فى الخارج، فلماذا تذهب للقيام بهذا العمل فى وقت تحقق فيه انتصارات كبيرة فى الميدان على قوات المعارضة المسلحة وتعيد سيطرتها على كثير من المدن؟."
واوضح تانغ انه من الصعب فى الوقت الراهن تحديد الجهة التى تقف وراء هذا الحادث، لكنه لم يستبعد وقوف المعارضة ورائه، قائلا "من المحتمل ان تصنع المعارضة هذا التفجير مثلما حصل فى قضية اسقاط الصواريخ عبر الحدود السورية التركية حتى يمكن لتركيا التدخل فى الشؤون السورية". واضاف تانغ ان التفجير يشبه "الصقيع فوق الثلج " بالنسبة للنظام السورى، الذى يعانى اصلا من مشاكل داخلية عديدة وضغوط دولية كبيرة، محذرا من تزايد الانقسام الداخلى فى لبنان، ما يزعزع الاستقرار ويفاقم الوضع الامنى فى المنطقة .
وحول التداعيات المحتملة للحادث، اوضح لي قوه فو، الباحث في المعهد الصيني للقضايا الدولية، ان الأزمة السورية لديها بالفعل تداعيات سلبية على المنطقة وخاصة لبنان، مشيرا الى ان الحادث قد يكثف النزاع بين الاطراف المتنازعة، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من أعمال العنف في لبنان.
وقال لي أن منظمة القاعدة "نشطة" في الأزمة السورية. وفي ضوء أعمال العنف في الفترة الأخيرة الماضية، تبدو هناك رغبة لدى الدول الغربية فى إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، وقد تلجأ الى المزيد من الإجراءات لفرض ضغوط أكبر على نظام بشار الأسد، بينما تعزز الدعم للمعارضة السورية، بغية إجبار بشار الأسد على التنحى.
ودعا الابراهيمي الى وقف اطلاق النار وجميع أعمال العنف فى كافة أشكاله بين القوات السورية والمعارضة خلال فترة عيد الأضحى للسماح للشعب السوري بقضاء هذا العيد في سلام وأمن. وحول دلالة دعوة الإبراهيمي، قال لي قوه فو ان المجتمع الدولي يعتقد حاليا أن الحل السياسي للأزمة السورية لا يزال صالحا.
http://www.ahrarpress.com/site/image...AA_600_439.jpg
واعرب ما شياو لين عن تخوفه من ان يثير التفجير الاضطربات والذعر داخل لبنان ويؤجج التناقضات بين التيارات المؤيدة لسوريا والمعارضة لها داخل البلاد. لكن ان تداعيات الحادث وآثاره المحتملة على المدى البعيد بحاجة الى وقت. واوضح قوله "مع الوقف سيتتضح ما اذا كانت القوى التى تحاول اسقاط بشار الاسد ستتدخل في الحادث أوتستخدمه كذريعة لتحقيق اهدافها أو سيكون لها تأثير على الحكومة اللبنانية بشأن علاقاتها مع حكومة سوريا فى المستقبل". وقال " فى هذه الحالة قد تنضم الحكومة اللبنانية الى اتهام سوريا و تخضع للضغوط الخارجية وتسلك صفوف القوى الكبرى المواجهة لسوريا، التى سيكون نصيبها المزيد من العزلة". __________________
روابط ،،،،
http://www.alamatonline.net/load_fil...1320020349.jpg
أمر بتفجير القزاز ليوهم الغرب بوجود إرهابيين
http://www.karamapress.com/pics/2096991342768272.jpg
