المتنبي - لعينيك ما يلقى الفؤاد وما يلقى
	
	
		المتنبي 
أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين 
915 - 965 م 
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما يلقى = وللحب ما لم يبقى مني وما بقي 
وماكنت ممن يدخل العشق قلبه = و لكن مـن يبصـر جفونـك يعشـق 
أغرك منـي أن حبـك قاتلـي = وأنـك مهمـا تأمـري القلـب يفعـل 
يهواك ما عشت قلبي فإن أمـت = يتبـع صـداي صـداك فـي القبـر 
أنت النعيم لقلبـي والعـذاب لـه=فمـا أمـرّك فـي قلبـي وأحـلاك 
وماعجبي موت المحبين في الهوى = و لكن بقـاء العاشقيـن عجيـب 
لقد دب الهـوى لـك فـي فـؤادي =دبيـب دم الحيـاة إلـى عروقـي 
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتمـا=قتيـلا بكـى مـن حـب قاتله قبلـي 
لو كان قلبي معي مااخترت غيركم=و لا رضيت سواكم في الهوىبديلا ً 
فياليت هذا الحب يعشق مرة=فيعلـم مـا يلقـى المحـب مـن الهجـر
عينـاكِ نازلتـا القلـوب فكلهـا =إمـا جريـح أو مصـاب المقـتـل
وإني لأهوى النوم في غير حينـه =لعـل لقـاء فـي المنـام يكـون
ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق =ولكن عزيـز العاشقيـن ذليـل 
نقل فؤادك حيـث شئـت مـن الهـوى =مـا الحـب إلا للحبيـب الأول 
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها=ففي وجه من تهوى جميع المحاسـن 
لا تـحـارب بناظـريـك فــؤادي =فضعيـفـان يغلـبـان قـويـا
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً =وحقك يا روحـي سكـرت بـلا شـرب 
كتـب الدمـع بخـدي عهـده =للهـوى و الشـوق يملـي ماكـتـب 
أحبـك حُبـيـن حــب الـهـوى =وحـبـاً لأنــك أهــل لـذاكـا
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً =ولم أر بدراً قط يمشي علـى الأرض
قالواالفراق غداً لا شك قلت لهم=بل موت نفسي من قبل الفـراق غـداً 
قفي و دعينا قبل وشك التفرق =فما أنا مـن يحيـا إلـى حيـن نلتقـي
قبلتها و رشفـت خمـرة ريقهـا =فوجـدت نـارَ صبابـةٍ فـي كوثـر
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت =فلم تطـفَ نيرانـي وزيـدوقودهـا 
لأخرجن مـن الدنيـا وحبكـم =بيـن الجوانـح لـم يشعـر بـه أحـد 
تتبع الهوى روحي في مسالكه =حتى جرى الحب مجرى الروح في الجسد
أحبك حباً لو يفض يسيره على الخلق =مات الخلـق مـن شـدة الحـب 
فقلت: كما شاءت و شاء لها الهوى =قتيلك قالت: أيهـم فهـم كثـر
أنت ماض و في يديك فؤادي =رد قلبـي وحيـث مـا شئـت فامـضِ
ولي فـؤاد إذا طـال العـذاب بـه=هـام اشتياقـاً إلـى لقيـا معذبـه
ما عالج الناس مثل الحب من سقم =ولا برى مثله عظمـا ًو لا جسـدا
قامـت تظللنـي و مـن عجـب =شمـس تظللنـي مـن الشـمـس 
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى =و زرتك حتى قيل ليـس لـه صبـر 
قالت جننت بمن تهوى فقلـت لهـا =العشـق أعظـم ممـابالمجانيـن 
ولـو خلـط السـم المـذاب بريقهـا =وأسقيـت منـه نهلـة لبريـت 
و قلت شهودي في هواك كثيرة =وأَصدَقهَـا قلبـي و دمعـي مسفـوح 
أرد إليه نظرتي و هو غافـل =لتسـرق منـه عينـي ماليـس داريـا 
لهـا القمـر السـاري شقيـق وإنهـا =لتطلـع أحيانـاً لـه فيغيـب 
ملكـت قلبـي و أنـت فـيـه =كـيـف حـويـت الــذي حـواكـا
قـل للأحبـة كيـف أنعـم بعدكـم =وأنـا المسافـر والقلـب مقيـم
خضعت لها في الحب من بعد عزتـي =و كـل محـب للأحبـة خاضـع 
و لقد عهدت النار شيمتها الهـدى=و بنـار خديـك كـل قلـب حائـر 
عذبـي مـا شئـت قلبـي عذبـي =فعـذاب الحـب أسمـى مطلـبـي 
سـوف تلهـو بنـا الحيـاة و تسخـر =فتعـال أحـبـك الآن أكـثـر 
والله ما طلعت شمـس و لا غابـت =إلا و ذكـرك متـروك بأنفاسـي 
سكرنا و لم نشرب من الخمر جرعة =ولكن أحاديث الغرام هي الخمـر [/poem]