تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سدر نجران.. ارتباط بذاكرة الإنسان والمكان



خولة المعجب
April 10th, 2025, 20:19
نجران (واس) تحتل أشجار السدر مكانة بارزة في حياة الإنسان وهوية المكان بمنطقة نجران، ضاربة بجذورها أعماق التاريخ، وتمنح المشاهد سرديات الخضرة والجمال والصمود، متجاوزة كونها مصدرًا للأكسجين أو مأوى للكائنات الحية، ومصدرًا للغذاء والعلاج والصناعة، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية التي ارتبطت بذاكرة السكان المحليين قديمًا وحديثًا.

https://pbs.twimg.com/media/GbYPeSkXcAAowk6?format=jpg&name=small
11 شوال 1446هـ 09 أبريل 2025م

وتشكل أشجار السدر بمنطقة نجران مصدرًا بيئيًا يسهم في تنقية الهواء، ويعزز الغطاء النباتي ويكافح التصحر، ويقلل التلوث، ويعزز حضورها جودة الحياة، وبهيبتها معلمًا بيئيًا لتعلم البقاء والصمود، وتحتضن كذلك مساحات ظلالها الوارفة أماكن الفرح والاجتماع والشعر والتعلم قديمًا، ويقصدها محبو الطبيعة والتنزه والتأمل، فهي الذاكرة الممتدة والصورة الحية التي لا تمحى من الوجدان الإنساني.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/hTRRyGX656qAPIr5vzFhxuJjKHdplwGcPmhTvi1Z.jpg

وأوضح لـ"واس" مدير فرع المركز الوطني للغطاء النباتي ومكافحة التصحر بمنطقة نجران ماجد آل سالم أن شجرة السدر من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة ذات التفرعات الكبيرة ويصل ظلالها لأكثر من 15 مترًا، وتزهر مرتين في السنة خلال فصلي الصيف والشتاء، وثمارها ذات مذاق حلو، وتنتشر في المنطقة بالمواقع الجبلية والأودية والقرى، حيث تتميز الأشجار التي بالأودية والقرى بأن تكون أوراقها دائرية وكبيرة، أما الجبلية تكون ورقتها صغيرة ومدببة، ونموها أبطأ من سدر الوادي.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/TYMw7xGsWDBQBn0o7JmjWs5NXjxSCMa49wNJuJmp.jpg

وأشار إلى أن أشجار السدر تنتشر في مدينة نجران ومحافظات ثار، وحبونا، وبدر الجنوب، وتُعد من أفضل الأشجار لمكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي، وذلك لكبر حجمها وطول عمرها، الذي يصل لمئات السنين، وكذلك لفوائدها الغذائية والصحية والصناعية للإنسان، وتتخذها الحيوانات والطيور مأوى، ومصدرًا للغذاء، وتعتبر ملاذًا طبيعيًا لعشاق الرحلات البرية والمتنزهين لقضاء أوقات من الاسترخاء والترفيه تحت ظلالها الوارف.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/zRo949vXZpjyA1t7nUxFtPvznfFGafx3YC25c1SQ.jpg

وأكد آل سالم حرص المركز الوطني للغطاء النباتي ومكافحة التصحر على الإكثار من زراعة أشجار السدر بالمنطقة لملائمتها للبيئة المحلية، فتم زراعة أكثر من 100 ألف شتلة سدر في مواقع مختلف بمدينة نجران ومحافظاتها الشمالية، خلال الأربع سنوات الماضية، وكذلك زراعة 60 ألف شتلة سدر خلال العام الماضي، في المدينة الجامعية، والمتنزهات الطبيعية، كما وقع المركز خلال العام الجاري مذكرات تفاهم مع جامعة نجران، وشركة أسمنت نجران، والتعليم، والهلال الأحمر، والحرس الوطني، تهدف إلى زراعة 250 ألف شتلة خلال العام الجاري.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/VDGhIcKgRDaTqJw5dMgAz76YfeM8TEnNaweAdSQf.jpg

ولفت النظر إلى أهمية المحافظة على أشجار السدر المعمرة من الاحتطاب والقطع، التي تكثر في أودية "الجزم" بمحافظة ثار، و"موعاه" بمركز هداده، وفي وادي "عرقان"، و"ذي حباب"، والعديد من المواقع بمدينة نجران، التي يصل أعمار بعضها لمئات السنين، مبينًا أن المركز يقوم حاليًا على مشروع يستهدف إنشاء حواجز خرسانية لعدد من الأشجار الواقعة في الأودية لحمايتها، وكذلك حصر أعداد "أشجار السدر" وتقدير أعمارها، بالإضافة إلى وضع لوحات ارشادية تحوي معلومات عن الشجرة وتاريخها الزمني.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/IOEzzQJhpTDDXZalRO3FSm6vmlfmB400wYowWrBd.jpg

بدوره تحدث رئيس جمعية نجران الخضراء رفعان آل عامر عن جهود الجمعية في تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة واستزراع الأشجار التي تلائم البيئة المحلية ومنها أشجار السدر، التي تٌعد من أفضل الأشجار الشوكية، وذلك لتأقلمها مع البيئة المحلية وسرعة نموها، وقلة استهلاكها للمياه، مشيرًا إلى أن الجمعية ضمن جهودها قامت باستزراع أكثر من 45 ألف شجرة سدر، خلال السنتين الماضيتين، على الطريق الرئيسي لـ "نجران الرياض"، وفي المتنزهات الوطنية، كما تعمل على زراعة أكثر من 15 ألف شجرة سدر خلال عام 2025.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202504/z2VB5iRRpHzXoNcfgEc1B9fE78uFO3QkX54JeoJK.jpg

وأشار آل عامر إلى أهمية شجرة السدر في المورث الشعبي للمملكة بما فيها منطقة نجران، التي ارتبطت البيئة المحلية بها ارتباطًا وثيقًا كونها من أهم الأشجار الشوكية لما تتمتع به من خواص بيئية استفاد منها الإنسان قديمًا في بناء أسقف البيوت الطينية القديمة، وصناعة الأواني المنزلية، وأيضًا في الزراعة وحرث الأراضي، ونقل المياه، والعلاج والتجميل القديم المستخلص من ثمارها وأوراقها مثل الحناء.

https://pbs.twimg.com/media/E-MOcidWYAAn2BJ?format=jpg&name=small

من جانبه أفاد المواطن أحمد محسن اليامي في العقد الثامن من عمره أن شجرة السدر التي تجاور بيتهم الطيني القديم تعد من الرموز الطبيعية التراثية بالقرية، ويقدر عمرها بأكثر من 120 عامًا، لتشكل رمزًا بيئيًا يمثل الصمود والسلام، مرتبطة بالمكان والإنسان، وحالها حال الكثير من أشجار السدر أو ما يسمى محلياً بـ "العلب"، التي تحمل أسماء الأشخاص، ويستدل على الأماكن من خلالها، وتشكل جزءًا من تاريخ وهوية المكان، والموروث الشعبي للمنطقة، موضحًا أن من أشهر السدر المعمرة بالمنطقة "سدرة موقع الأخدود الأثري"، حيث كانت ومازالت مقصدًا للزوار للتعرف على معالم الموقع الأثري.


https://pbs.twimg.com/media/FMYrK1AXwAEMVUp?format=jpg&name=small

https://www.doraksa.com/mlffat/files/3202.jpg

https://pbs.twimg.com/media/EO4vJBaW4AAWZgl?format=jpg&name=small

https://pbs.twimg.com/media/Gml7i-jXkAA6JQo?format=jpg&name=small

http://doraksa.com/mlffat/files/3074.png

http://doraksa.com/mlffat/files/2937.jpg

ظافر قبلان
November 26th, 2025, 19:25
جيزان (واس) تشكل أشجار السدر في منطقة جازان عنصرًا مهمًا من عناصر الغطاء النباتي المحلي، بوصفها من الأشجار المعمّرة القادرة على التكيّف مع البيئات الجافة وشبه الجافة، والإسهام في تعزيز التوازن البيئي في الأودية والشعاب.

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/84/Ziziphus-areva-israel.jpg/960px-Ziziphus-areva-israel.jpg
05 جمادى الآخرة 1447هـ 26 نوفمبر 2025م

وتنمو أشجار السدر منفردة، ويصل ارتفاعها إلى نحو 10 أمتار، وتمتاز بجذورها القوية وفروعها المتشابكة؛ مما يجعلها عاملًا طبيعيًا لمقاومة التصحر وتثبيت التربة، إضافةً إلى دورها في توفير موائل مناسبة للحياة الفطرية، إذ تتخذها الطيور والحيوانات مكانًا لبناء الأعشاش بين أغصانها.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/An8gM7ukIKNObbzgAwAlQuGUw6ti78nfG9no1G8G.jpg

وتزهر السدر مرتين سنويًا خلال فصلي الصيف والشتاء، ما يجعلها مصدرًا مستمرًا للرحيق وإنتاج العسل، ولا سيما عسل السدر المعروف بجودته العالية، حيث يتابع مربّو النحل مواسم الإزهار للاستفادة من هذا المورد النباتي، كما تنتج أشجار السدر ثمار النبق ذات اللون البرتقالي أو الأحمر والمذاق الحلو، والغنية بالألياف والمعادن؛ لتكون أحد الموارد الغذائية الطبيعية في البيئة المحلية.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/Uw1Zi49YkL6Z0cEV1RZZ0rQ0mMpEmt7nr9OAESYG.jpg

ويمتد حضور السدر إلى الاستخدامات التقليدية، حيث استُخدمت أوراقها في تنظيف الشعر والعناية به، واستُفيد من مسحوقها في ممارسات العناية بالبشرة، فضلًا عن ظلالها الواسعة التي تجذب المتنزهين ومحبي الطبيعة، وتحتضن الجلسات الاجتماعية والأنشطة البرية، بفضل امتداد أغصانها وملاءمتها للبيئات المفتوحة؛ لتبقى مرتبطة بثقافة المنطقة واحتياجاتها اليومية عبر الزمن.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/qEwTyuCGLn8iMj77nr2DTnjU5DGxRxochxi1rFqn.jpg

وتحمل أشجار السدر في جازان قيمة بيئية وثقافية وغذائية، ودورًا في دعم التنوع الحيوي، لتبقى جزءًا أصيلًا من المشهد الطبيعي في المنطقة، وشاهدًا على العلاقة المتوازنة بين الإنسان وبيئته في هذه الرقعة الغنية بخصوصيتها الطبيعية.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/B0LKfkTJ6deC1vx4EWQuMJt4kUTJDTZBRFnqzEvw.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/5M9ARckTZHEbnutJKblc9cG2bpSbi9LIj42Z7Lzb.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/jLYcMhtdBBNd4GUm92gss6XTa5CmrOKls5z2DoJC.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/iYHxWCcF5GRaECowHwffZc9yLpqebZcBO7Utl33J.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/UUDP9HNT6Un2gt4SEeavUZKBpv0s6yWIuZVZrGtz.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/Owgi5akPvJ9Wo4JiZBSiTW3RwuNrADzIXn20J8Tv.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/5XgrVJBgZURlZUuBguArhAZLQgyxvMCcI5GtR0Id.jpg