المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النزل التراثية بمنطقة الباحة .. عبق الماضي مع إطلالات الطبيعة



بريق امل
May 17th, 2024, 18:28
الباحة (واس) تعد منطقة الباحة واحدة من المناطق والمدن العديدة التي تكتنز إرثاً كبيراً من فن العمارة القديمة، الذي يبرز في قراها المتناثرة في أنحاء المنطقة، حيث روعي في تصميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها أن تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأن تتلاءم مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة، حيث تقوم النزل التراثية بدور حاسم في الثقافة السياحية، فهي بيئة خصبة وعاملًا رئيسًا لجذب المزيد من الاستثمارات، فأصبحت هذه النزل متنفسًا يتوافق مع أذواق العديد السياح في المملكة والخليج والعالم، وسط أجواء للحياة القديمة التي أصبحت حلم الكثير لقضاء أوقات ماتعة.

http://doraksa.com/mlffat/files/2717.png
02 ذو القعدة 1445هـ 10 مايو 2024م

ومن أبرز ما يميز تلك النزل التراثية هو اعتمادها على الطبيعة دون سواها، حيث يبنى البيت من الأحجار والأشجار التي تُجلب من مختلف أنحاء المنطقة، وعادة ما تكون من صخور الجرانيت والبازلت التي تزين بأحجار المرو، فيما يسقف البيت بأشجار العرعر التي تُغطى بالطين.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/RvdUObPWzhAk40cu8ALInVZ52KH6IwSsdxfHrVk0.jpg

وأوضحت صاحبة نزل العايد التراثية شريفة الغامدي بأنها عملت طوال السنوات الماضية على جمع أكبر عدد من تراث المنازل القديمة ليعيش الزائر تجربة الحياة القديمة والجميلة التي كان يعيشها أهالي منطقة الباحة قديمًا.


وبينت أنها استطاعت بمساعدة من أسرتها تحقيق حلم العمر وشغفها واستثمار وقت ما بعد التقاعد في إنشاء نزل تراثي سياحي، إذ تمكنت من تحويل المنازل القديمة في قريتها من مباني متهالكة إلى موقع سياحي وبيئي جاذب لمحبي الهدوء والاستجمام.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/iFOjkyiiTPTLjAzXD1f19PS96vZmRprgCkZ3K4wv.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/A5AI644v1xQTKltbismPgG7RXKEiLcXLdEoPxWiK.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/dhiEY8o3XbwjTs0H35ItgfNZUxBZxpGKcm6jskkn.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/Ov3YhZ8gj8JxlGNe1iZdiaqeqtYeW1SwxfEDZGsP.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/Kw6Lkj8Hyb9vrTQ4F84D3kQfuwd77N1hzwzyvFvH.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/nUJ4uzOdhnKd086GIDyz1FVYZTMOPrJhAyHsBkoQ.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/xcvsC6B85ILOedQW7voWnOUgr8hdTqZpOs68Utfu.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/445cqXxAoM4qfQE4FKSVMJd1WXbgrFUsGprN6QCR.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/So5q3yj09toflMhAd3F9vPMHjx8teNS8m1EJcORP.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/0Ajs16goHdrMEwWLs0c0nwI212JZ8Y1FJRCBjE49.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/l9EJYt7YdZikltiG3ekFX8YjIeEaagDTxq8eTMbs.jpg

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202405/cX0JTm0tSyl03jobiZyI3uRMxy9KPaLkzQZmzmmH.jpg




http://doraksa.com/mlffat/files/2497.jpg

رابحة العدوية
November 1st, 2025, 16:09
جازان (واس) على امتداد السهول الساحلية لمنطقة جازان، يلتقي البحر النخيل، وتهمس الرياح بقصص الأجداد، وتقف العشّة الجازانية شامخة ببساطتها، منسوجة من سعف النخيل وعرق الأيادي الطيبة.

https://almasdaronline.com/uploads/site_images/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D8%B4%D9%8E%D9%91%D8%A9..-%D8%A5%D8%B1%D8%AB-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%B2-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A.jpg
09 جمادى الأولى 1447هـ 31 أكتوبر 2025م

فالعشّة الجازانية بيت من القش والطين، يحمل رمزًا لهوية عاشت وارتبطت بتاريخٍ يعكس عمق العلاقة بين الإنسان وبيئته في منطقة جازان.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/nVzT9WXwIqe0kh184YVqbuOnP23HzyJa0aonlv9k.jpg

وكان الجازاني حين يبني عشّته لا يحتاج إلى مهندسٍ أو خريطة، بل يعرف فقط كيف يتناغم مع الطبيعة، فيختار المكان بعناية، ويجمع جريد النخل وسعف الدوم وأغصان السمر، ليبني منها بيتًا يحتضن أسرته وأيامه، وتنساب نسمات البحر بين جدرانه لتلطّف حرّ الصيف، وتملأ أركانه بأصوات الجدات وحكايات المساء.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202511/DRb6WIySRW5acMN8hKRzhanq0Ppoz6LnrGA08Nvx.jpg

وشكّلت العشّة الجازانية رمزًا للرضا والقناعة، وفضاءً يجتمع فيه الناس على فطرة نقية، يتبادلون الأحاديث حول البحر والزراعة والحياة، وتُروى بين جدرانها قيم التعاون والكرم وحب الأرض، التي ما زالت تسكن وجدان أبناء جازان حتى اليوم.

https://pub-a0fe29ed512a454eb858af73b205c8eb.r2.dev/storage/thumbs/56/thumb1073.jpg

ورغم تطوّر العمران وتبدّل مظاهر الحياة الحديثة، ما زالت العشّة الجازانية حاضرة في المشهد الجيزاني، إذ عادت في ثوبٍ عصري يزيّن المهرجانات والمقاهي الشعبية والمنتجعات السياحية، مزدانة بالألوان التراثية والحصر اليدوية والمباخر، لتروي للأجيال الجديدة قصة الإنسان الذي صنع الجمال من البساطة.

https://i.pinimg.com/1200x/bc/08/35/bc083594a6c111b9e4718b38fb19487a.jpg

وفي بنائها، للطبيعة دورٌ أساسيّ وجميل؛ فالجازاني يستمد من بيئته كل ما يحتاجه، مستخدمًا سعف النخيل وجريدها لصنع الجدران والسقف لما يتميز به من قوة ومتانة ومقاومة للعوامل المناخية، فيما تُستخدم أغصان السَّمر والسِّدر والمض والدوم في تدعيم الأعمدة والزوايا، كونها من الأشجار القوية المنتشرة في السهول الساحلية لجازان، كما تُفرش الأرض بطبقةٍ من الطين المخلوط بروث البقر والرمل الناعم لتوفير البرودة نهارًا والدفء ليلًا.

https://pbs.twimg.com/media/Ec3ijdYXgAISq4k?format=jpg&name=small
الصورة: الشقيق، التقطها ولفريد ثيسيجر -بريطاني- يونيو 1946م

وبهذا التناغم الفريد بين الإنسان والطبيعة، تبقى العشّة الجازانية نموذجًا مميزًا للعمارة البيئية المستدامة، وشاهدًا على عبقرية الإنسان في التكيّف مع بيئته، ومظهرًا من مظاهر الأصالة التي تجمع عبق الماضي وضياء الحاضر.





:p3:

مساكن القش والطين (https://folkculturebh.org/ar/index.php?issue=67&page=article&id=1073)