القدس (رويترز) - قال مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين إن إسرائيل والسودان اتفقا على العمل على تطبيع العلاقات للمرة الأولى، وذلك بعد اجتماع عقده زعيما البلدين في أوغندا.



وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في مدينة عنتيبي بوسط أوغندا.

وجاء في بيان إسرائيلي ”تم الاتفاق على بدء التعاون بما يؤدي إلى تطبيع العلاقة بين البلدين“.

وقال وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة فيصل صالح في تصريحات لرويترز إنه ليس لديه معلومات عن الزيارة وإن مجلس الوزراء لم يناقشها. وذكر صالح في بيان لاحق أن المسؤولين سينتظرون توضيحات لدى عودة البرهان.

وسيساعد تطبيع العلاقات مع السودان في إبراز مؤهلات نتنياهو الدبلوماسية قبل شهر من الانتخابات المقررة في إسرائيل في الثاني من مارس آذار.

وكان القادة العرب قد اجتمعوا في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1967 واتفقوا على ثلاث لاءات هي لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للسلام مع إسرائيل، ولا للتفاوض مع إسرائيل.

ويمكن أن يمهد تطبيع العلاقات الطريق أمام تعهد يعلنه الزعيم اليميني الإسرائيلي بترحيل السودانيين الذين يمثلون نحو 20 في المئة من العمال غير الشرعيين في إسرائيل، وهي خطوة يدعمها كثير من مؤيديه.

وكان هؤلاء المهاجرون قد قالوا في السابق إن من غير الممكن تسليمهم لأنهم يواجهون عقابا لسفرهم إلى دولة عدو لبلادهم.

وأضاف البيان الإسرائيلي ”يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي“.

وتابع أن الزعيم السوداني ”يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم“.

ومن المرجح أن تثير زيارة البرهان وأي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل جدلا مع كثيرين داخل السودان وخارجه في العالم العربي، وبخاصة في وقت يروج فيه نتنياهو لخطة سلام أمريكية جديدة يرفضها الفلسطينيون رفضا قاطعا.

ووصف المسؤول الفلسطيني البارز صائب عريقات اجتماع البرهان مع نتنياهو بأنه ”طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجا صارخا عن مبادرة السلام العربية“، وفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وكانت إسرائيل تعتبر السودان فيما سبق تهديدا أمنيا للاشتباه بأن إيران تستخدم أراضيه ممرا لتهريب الذخائر لقطاع غزة. وفي 2009 قالت مصادر في المنطقة إن طائرة إسرائيلية قصفت رتلا عسكريا في السودان.

لكن منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في العام الماضي نأت الخرطوم بنفسها عن إيران ويقول مسؤولون إسرائيليون إنها لم تعد تمثل مثل هذا التهديد.

ويوم الأحد قال مجلس السيادة السوداني إن الولايات المتحدة دعت البرهان لزيارة واشنطن.

وفي وقت سابق يوم الاثنين، عقد نتنياهو محادثات مع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني الذي قال إن بلاده تدرس إمكانية فتح سفارة لها في القدس.