مكة المكرمة (واس) : يستقبل معرض "لبيك : رحلة الحج عبر العصور"، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، زوّاره من حجاج بيت الله الحرام وأهالي مكة، بمجمع تلال النسيم بمكة المكرمة ويستمر حتى انتهاء موسم الحج.



وتبدأ رحلة الزائر من القاعة الأولى للمعرض "مكة المكرمة عبر التاريخ"، التي يتعرّف فيها الزوّار على خصوصية مكة المكرمة، والاختيار الرباني لها لتكون بلداً محرماً وآمناً وطاهراً ومباركاً، كما اختصها بالبيت العتيق، أول بيتٍ وضع للناس، حيث جعله الله قبلةً للناس ومثابةً لهم ومهوىً لأفئدتهم.

كما يتعرف الزوار في هذه القاعة على قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وزوجته هاجر، ومعجزة بئر زمزم وخصائصها وأفضالها.

وتستعرض القاعة تاريخ بناء الكعبة منذ بناء إبراهيم عليه السلام، وحتى بنائها الحالي الذي أمر به الخليفة عبد الملك بن مروان، بالإضافة إلى التعرف على حدود الحرم المكي وشكل الكعبة من الداخل، وحقوق مكة وواجباتها على كل مسلم ومسلمة.

وفي الجزء الأخير من هذه القاعة؛ سيشاهد الزائر سرداً تاريخياً مصوراً للمسجد الحرام، بدءاً بتصورات الرحالة والمؤرخين والرسامين الأوروبيين لشكل المسجد الحرام خلال الأربعة قرون الماضية، من خلال مشاهداتهم الشخصية، ونقلاً عن شروحات الحجاج العائدين من الحج لبلدانهم، ومروراً بأوائل الصور الفوتوغرافية التي التقطت لمكة المكرمة، وانتهاءً بالتصوير الفوتوغرافي الملون.



ويواصل الزائر رحلته بالمعرض عبر القاعة الثانية "الحج في ذاكرة التاريخ" التي تستعرض رحلة الحج منذ فجر الإسلام، مستعيدة ذكريات طرق الرحلات الشاقة التي كان الحجاج يقطعونها من شتى أقطار الأرض للوصول إلى مكة المكرمة على ظهور الجمال أو سيراً على الأقدام، ومخاطر اللصوص وقطاع الطرق، إضافة إلى المصاعب الجوية التي كانت تواجههم.

واحتلت وسائل النقل الخاصة برحلة الحج مساحة كبيرة في هذه القاعة، التي يشاهدها الزائر عبر عدد من الصور الفوتوغرافية التي تغطي حقباً زمنية مختلفة، ورسومات تخيلية يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثة قرون.

كما تستوقف شهادات الحج زوار هذه القاعة، وهي الوثائق التي كان الحجاج يحصلون عليها بعد أدائهم الفريضة بالإنابة عن أشخاص آخرين، لتكون برهاناً على إتمام حجة من وكلهم بها.

وفي القسم الأخير من هذه القاعة يدخل الزائر في رحلة التحول التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فما أن تأسست الدولة السعودية ودخل الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله -مكة المكرمة، إلا وكان همه الأول بسط الأمن، وتأمين طرق الحجاج، فقضى على قطاع الطرق ونشر الأمن والأمان، وبدأ في وضع النظم والإجراءات لتمكين حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف من أداء نسكهم بيسر وسهولة، وطور وسائل نقل الحجاج ونظمها، وإعادة تعبيد طرق الحجاج.

ويستعرض هذا الجزء كلمات خالدة لملوك المملكة العربية السعودي موجهة لحجاج بيت الله الحرام، سجلها التاريخ بأسطر من نور، أوصلت رسائل راسخة مفادها أن حكام هذه البلاد تعاقبوا على بذل الغالي والنفيس وتسخير كافة الجهود لخدمة ضيوف الرحمن.



وفي القاعة الثالثة والأخيرة "من كل فج عميق" يسلط المعرض الضوء على جهود المملكة، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في خدمة ضيوف الرحمن، مستعرضة بلغة الأرقام الطاقة الإنتاجية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إضافة إلى تعريف واف ببرامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة.

كما يتعرف الزوار على البرامج النوعية التي تنفذها الوزارة في داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى المراكز الإسلامية التابعة للوزارة وتحت إشرافها.

ويضم المعرض ركناً مخصصاً للتوعية الصحية للحجاج تشرف عليه كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة أم القرى، يقدم عدداً من الإرشادات الصحية لتوعية الزوار عن العادات الصحية اللازم اتباعها أثناء الحج، والنظام الغذائي المتوازن، وكيفية الوقاية من التسمم الغذائي، والحد من انتشار الأمراض عبر اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، والتعامل مع الأمراض المزمنة.

ويعد المعرض رافداً من الروافد الثقافية التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، عبر إثراء تجربة الدينية للحجاج.

ويحرص المعرض على تقديم مادة معرفية وتاريخية ثرية، أشرف على إعدادها وتنفيذها عدد من المختصين والباحثين باللغتين العربية والإنجليزية، وفق أحدث المعايير المتحفية التي تنوعت بين الصور الفوتوغرافية والرسومات التخيلية، والأفلام المرئية، والمؤثرات الصوتية.

تقرير خالِ من الأخطاء