القاهرة - حسن عصام الدين (البوابة نيوز) : من المثبت علميا أن المساحات الخضراء تعمل على تحسين الصحة العامة للمواطنين، حيث تعطي الإنسان الأكسجين وتعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يعمل على تنقية الأجواء وإمداد الحيز المكاني بالهواء المناسب والخالي من الشوائب.


- زراعة 45 ألف شجرة مثمرة بجهود فردية عبر مبادرة "شجرها"

وفي دراسة حديثة قامت بها كلية الطب بجامعة نيويورك الأمريكية، اكتشفت أن تلوث الهواء وغياب وجود مساحات خضراء، يسفر عنه العديد من الأمراض الخطيرة مثل مرض السكر من الدرجة الثانية والقلب والسكتة الدماغية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول دور الدولة في مواجهة تلك الموجات الحرارية غير المسبوقة خاصة في ظل نقص المساحات الخضراء داخل العديد من المناطق داخل مصر كالقاهرة على سبيل المثال.

وفي ذلك السياق قال المهندس عمر الديب، صاحب مبادرة شجرها الخاصة بالزراعة، إن انخفاض الرقعة الزراعية من أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ما يأتي في ظل غياب الوعي بأهمية زيادة المساحات الخضراء، في الوقت الذي يمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في زراعة الأشجار مما يعمل على تحسين جودة الهواء وتحقيق عوائد مادية أيضًا إذا ما تم زراعة أنواع من الأشجار المثمرة وهو ما جعله يتجه إلى زراعة 45 ألف شجرة مثمرة بـ10 محافظات مثل شجر الليمون والتوت والخوخ وغيرها من أنواع الأشجار كبديل لأشجار الزينة في العديد من المناطق الصحراوية.



وأضاف الديب أنه يأمل في أن تكون المبادرة شاملة بحيث تغطي كافة المحافظات وتعمل على توفير الفواكه والخضروات بحيث تكتفي مصر ذاتيًا وفي ذات الوقت يعمل ذلك على تحقيق عائد مادي للمواطنين القابعين بالمناطق التي تم زراعة الأشجار المثمرة داخلها، ما يأمل أن يؤدي في الوقت نفسه إلى تخفيض أسعار الفواكه والخضراوات التي يتم زراعتها بدلا من أشجار الزينة التي لا يوجد لها جدوى مثل الأشجار المثمرة، لافتًا إلى أن التوسع في الزراعة يعمل على تحسين جودة الهواء، مما يعمل على مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة التي يعاني منها الكثير من المصريين على مدار الأعوام الأخيرة في ظل موجات حرارة غير مسبوقة.


- خبير زراعي: يجب الاهتمام بالتشجير لمواجهة الاحتباس الحراري

وأكد المهندس هاني زريق، الخبير الزراعي، أن المناطق الخضراء كالحدائق منعدمة أو تكاد تكون موجودة في بعض المناطق بمصر، لاسيما المحافظات المليونية كالقاهرة التي تشهد نقصا في تلك المساحات الخضراء على نطاق واسع، مشيرا إلى أن الأوكسجين مهم لخلايا الجسم الذي يستنشقه الإنسان لينتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة مضخة القلب لتأخذ خلايا الجسم منه الأكسجين وتحوله إلى غاز الكربون وتعيده مره أخرى عبر الدم إلى الرئتين.

واشار إلى أن نقص الاهتمام بالمساحات الخضراء أمر سلبي يحتاج إلى التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، لاسيما مع ارتفاع نسب الملوثات الصناعية بالجو، لافتًا إلى أن هناك العديد من خطوات العمل والتي يمكن من خلالها مواجهة ذلك كإنشاء مشاتل الأشجار غير التقليدية كالنيم والماهوجني والكافور والسدر والعمل على توسيع زراعة الأشجار على جانبي الطرق المختلفة لمواجهة ارتفاع عوادم السيارات بالجو والتي يكون لها عامل في زيادة ارتفاع درجات الحرارة نتيجة للاحتباس الحراري.