فوتشا (البوسنة) (رويترز) - توافد آلاف المسلمين على بلدة فوتشا في البوسنة يوم السبت لحضور افتتاح مسجد تاريخي دُمر تماما في بداية حرب البوسنة، في احتفال استهدف تشجيع التسامح الديني بين مجتمعات منقسمة بشدة.



وكان مسجد ألاجا الذي يعود للقرن السادس عشر أحد أبرز روائع الفن المعماري العثماني الكلاسيكي في البلقان قبل تدميره خلال الحرب التي دارت بين عامي 1992 و1995 على يد قوات صرب البوسنة.

وشهدت بلدة فوتشا بشرق البوسنة عمليات اضطهاد وقتل جماعي لغير الصرب أثناء الصراع.

وقبل الحرب كانت نسبة المسلمين البوسنيين، أو البوشناق، 51 في المئة من إجمالي عدد السكان بالمدينة البالغ 41 ألف شخص، بينما كان معظم الباقين من الصرب. والآن لم يتبق سوى ألف شخص من البوشناق وسط السكان البالغ عددهم 18 ألفا.

وقال أحد المصلين ويدعى سليمان جماليا (65 عاما) ”كل ما له علاقة بالإسلام من حضارة أو ثقافة دُمر“.



يقع مسجد ألاجا في واد على نهر درينا ويعرف أيضا بالمسجد الملون. وكان المسجد واحدا من 17 مسجدا عثمانيا في فوتشا، دمرت خمسة منها خلال الحرب العالمية الثانية، وهدمت المساجد الباقية وعددها 12 مسجدا خلال الحرب التي دارت رحاها في التسعينات.

وقال محمد يوسيتش رئيس المجلس البلدي لفوتشا إن المسجد الذي أعيد بناؤه يجدد الأمل في عودة سكان ما قبل الحرب ويتيح ”بداية جديدة في فوتشا“.

ورغم مرور 24 عاما على الحرب المدمرة التي دارت بين البوشناق المسلمين والصرب الأرثوذوكس والكروات الكاثوليك، ما زالت البوسنة تشهد انقسامات على أسس عرقية وتمنع مجموعات متنافسة تحقيق المصالحة والإصلاح المطلوبين للانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقال حسين كافازوفيتش زعيم الطائفة المسلمة في البوسنة أثناء مراسم الافتتاح ”نشهد اليوم ميلاد أمل جديد في أن يجد الناس السلام في هذا المكان“.

وبدأ العمل في إعادة بناء المسجد عام 2012 بتمويل من الحكومتين التركية والأمريكية.