أوريغون - هـ.د/ع.ش (دويتشه ïيله) : بلوغ التسعين من العمر أمر لا يحدث كثيرا، لكن تجاوزه بالرغم من تواجد الأعضاء الداخلية للجسم في مكان مختلف عن مكانها الطبيعي، أمر يشبه المعجزة. قصة سيدة أمريكية عاشت قرنا من الزمن بأحشاء مقلوبة.



بلغت الأمريكية روسي ماري بينتلي 99 عاما من العمر بالرغم من أعضائها الداخلية لم تكن تتواجد في مكانها الصحيح. ولم يتم اكتشاف هذا الأمر النادر إلا بعد وفاة هذه السيدة الأمريكية، والتي تبرعت بجثتها لإجراء أبحاث علمية، حسب ما نشرت جامعة أوريغون للصحة والعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول أستاذ علم التشريح، كام والكر، والذي أشرف رفقة طلبته على تشريح جثة هذه السيدة الأمريكية "كنت أعلم بأن شيئا ما غير عاد موجود، لكننا استغرقنا بعض الوقت لمعرفة تكوين هذه الأعضاء".

التكوين الغريب لجسم روسي ماري يُعرف في القاموس الطبي بانقلاب وضع الأحشاء. وهي حالة خِلقية يتم فيها عكس الأعضاء الحشوية الرئيسية من مواقعها الطبيعية. وهو ما ينطبق أيضا على هذه السيدة الأمريكية، حيث يتواجد كبدها ومعدتها وغيرها من الأعضاء الداخلية في الجهة اليسرى بدل اليمنى، كما هو معتاد. أما قلبها فيتواجد في مكانه المعتاد بالجهة اليسرى.

وحسب جامعة أوريغون للصحة والعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية فإن حالة واحدة فقط من 22 ألف ولادة جديدة تصاب بانقلاب وضع الأحشاء. ويعاني الكثير من هؤلاء من أمراض قلب خطيرة تهدد حياتهم بالإضافة إلى أمراض أخرى نادرة. وفق ما جاء في موقع "web.de" الألماني.

ويبدو أن روسي ماري لم تكن تعلم بخصوصية حالتها، حسب ما صرح به أقربائها الذين أوضحوا أنه جرى استئصال ثلاثة أعضاء من أعضائها خلال حياتها، مشيرين إلى أن جراحا واحدا فقط هو الذي انتبه لشكل أحشائها المقلوب. وتعتقد ابنة روسي ماري أن والدتها قد تكون سعيدة بسبب الاهتمام الذي حظيت به بعد موتها. وتقول لويسه أليه "علمها بأنها كانت مختلفة وعاشت رغم ذلك، أمر كان سيرسم بسمة كبيرة على وجهها".