واشنطن (الدولية) : عبرت لجنة العلاقات العامة الأمريكية – الإسرائيلية (أيباك) أكبر لوبي يهودي داعم لإسرائيل في العالم عن قلقها من سلوكات إيران و حليفتها قطر في صناعة الإرهاب و دعمهما و تمويلهما له ماليا و لوجيستيا في منطقة الشرق الأوسط،مطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ اجراءات عقابية و قرارات حظر ضد طهران و الدوحة لإجبارهما على وضع حد لسياساتهما في تفعيل المنظمات الإرهابية و تقوية شوكتها.



جاء ذلك خلال ندوة موسعة نظمها معهد هادسون على هامش أمام مؤتمر “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (إيباك) في واشنطن،شارك فيها قيوديون في لجنة العلاقات العامة الأمريكية – الإسرائيلية من عدة تخصصات.


- قياديون في إيباك ناقشوا في واشنطن دعم قطر لتنظيمات مثل: «الإخوان» و«حماس» و «الحوثيين» و «حزب الله».

و استهل جوناتن كريسلير،مدير التطوير و الاستراتيجيات لمنظمة إيباك، مداخلته بتسليط الضوء على الخطر الذي يمثله الإسلام السياسي الممول من قطر و تركيا في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا،مؤكدا أنّ عمليات الإمداد القطري بالسلاح للجماعات المسلحة المتطرفة في ليبيا لم تعد خافية على أحد، وإنّ ظلت لشهور طويلة عبارة عن أخبار تتناقلها الألسن.

و قال إن « هناك صوراً مختلفة للتمويل القطري للإرهاب تحت مسميات الصفة الشرعية، منها ما يدفع فديات للإفراج عن المختطفين ». كما تطرّق لإيران متناولاً دورها في صناعة ودعم الإرهاب الحوثي في اليمن من خلال مد الجماعة الحوثية بالمال و العتاد و السلاح و الصواريخ الباليستية.


- كينيث وينشتاين الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد هدسون في واشنطن

و أضاف “لقد طفح الكيل، على قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان و الحوثيين، قطر غضّت الطرف فترة طويلة عن محاربة الإرهاب حتى داخل حدودها، برغم التأكيدات من القيادة القطرية أن قطر كانت تحارب تدفق الأموال من الدوحة إلى الجماعات المتطرفة، ولم تفعل قطر شيئاً لتثبت صحة هذه المزاعم.بل واصلت سياستها في زعزعة أمن و استقرار المنطقة بسلوكاتها».

من جهته قال مايكل دوران ،القيادي في حزب الجمهوريين الأمريكي، و أستاذ العلاقات الدولية في جامعة روبرت ف. روبرت للخدمة العامة إن « قطر لا تزال تفتقر إلى الرغبة السياسية أو القدرة على التطبيق الفعال لقوانين مكافحة تمويل الإرهاب ضد التهديدات بتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتغض الطرف عن هذه التنظيمات، فضلاً عن دعمها جماعات خطيرة وإرهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة وطالبان التي توجهت إلى قطر للحصول على التمويل».

و أضاف دوران أنّ هناك كيانات وأفراداً في قطر مستمرين في تمويل ودعم جماعات إرهابية وعنيفة متطرفة، خاصة القاعدة وتوابعها مثل جبهة النصرة و منظمة حماس و الإخوان المسلمين و غيرهما من التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن التمويل غير القانوني من قطر كان عاملاً أساسياً في قرار جبهة النصرة إعادة تنظيم وتسمية نفسها، مضيفاً أنّه أمر حيوي دراسة وتقييم تاريخ قطر في تمويل الإرهاب في ضوء قرار جبهة النصرة في يوليو 2016 تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، موضحاً أنّ «تمويل قطر للمنظمات والجماعات الإرهابية سبّب فوضى في دول المنطقة».


- مايكل هيرزوغ ، مدير معهد ميلتون فاين الدولي

و في كلمة له تحت عنوان « قطر و تمويل إرهاب حماس » قال كينيث وينشتاين الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد هدسون في واشنطن إن التمويل المالي القطري لمنظمة حماس في غزة و إدخالها حقائب بملايين الدولارات للحركة و استقبال أمير قطر المتكرر لقيادات حماس و احتضانهم في الدوحة قوى شوكة التنظيم الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

و أضاف : « برغم موقف الولايات المتحدة من حماس، فإن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال في تصريحات صحافية إن حركة حماس حركة مقاومة شرعية، ما يؤكد مرة أخرى دور حكومة قطر كداعم رئيسي للإرهاب في الشرق الأوسط،ما يضع الشراكة الأميركية مع الدوحة محل تساؤل ».

و دعا الأكاديمي الأمريكي الرئيس دونالد ترمب و وزير الخارجية مايك بومبيو إلى إعادة النظر في تعاون الولايات المتحدة مع قطر في ضوء استمرار تعامل الدوحة مع إيران واحتضان جماعات الإرهاب الإقليمية الأخرى، مثل حماس و حزب الله و طالبان و الحوثيين.

من جهته تطرق مايكل هيرزوغ ، مدير معهد ميلتون فاين الدولي. للدور الذي تقوم به كل من قطر و تركيا من خلال دعمهما للإسلام السياسي بهدف تحقيق هدف استراتيجي بالنسبة لهما و هو الدفع بالتنظيمات الإخوانية نحو السيطرة على السلطة في الدول العربية و زعزعة أمنها و استقرارها،مؤكدا أن الإسلام السياسي بات اليوم جزءا مهم من سياسة قطر التي تستخدمه كأداة لتنفيذ أجندتها الإقليمية.

و قال مايكل هيرزوغ إن قطر و تركيا تحولتا الى قاعدة مضيافة لبعض التنظيمات المشبوهة و لكثير من الإسلاميين و المتشددين،و هو ما يضع المنطقة و العالم برمته أمام تحدي مواجهة هذا الواقع.

من جهتها تحدثت نينا شيا و هي محامية أمريكية متخصصة في حقوق الإنسان والدفاع عن حرية الدين المسيحية عن التدخل القطري الإيراني المشترك في شؤون دول المنطقة،معبرة عن استغرابها من توجه الدوحة نحو محاولة تحسين صورتها من خلال حملة ضغط وتأثير متطورة تستهدف القيادات المؤثرة وكبار المسؤولين في العاصمة الأميركية، بما في ذلك أعضاء الجالية اليهودية الأميركية وقطاع السياسة المؤيدين لإسرائيل بدل التعامل مع أساس المشكلة و وقف دعمها ماليا و سياسيا و لوجيستيا للمنظمات الإرهابية مثل حماس و حزب الله و الإخوان و الحوثيين و غيرها.

و طالبت المحامية الأمريكية الكونغرس بالموافقة على تعديل قانون الحصانة السيادية الخارجية بما يسمح للمواطنين الأميركيين برفع دعاوى مدنية ضد الدول الراعية للإرهاب مثل قطر و إيران و تركيا، بغض النظر عن مكان ارتكاب الجريمة الإرهابية، حيث إنه في الوقت الحالي، تتيح القوانين للمواطنين الأميركيين اتخاذ إجراءات مدنية في المحاكم المحلية ضد شن هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية فقط.كما طالبتب بضرورة سن الولايات المتحدة لقانون لمواجهة دعم الإرهاب الدولي.


- حسن الشلغومي: قطر و طيلة السنوات الماضية كانت الداعم الأول ماليا للتنظيمات الإخوانية و المساجد التي تمتلكها في فرنسا و أوروبا

و انتقد ديفيد ماكوفسكي، عضو مجلس العلاقات الخارجية و المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن.قطر لضلوعها في سلسلة من الممارسات الشنيعة، بداية من تقمص أدوار ذات وجهين متناقضين بين ما تدعيه من مكافحة للإرهاب ودعم لجهود إحلال السلام والمصالحات من جانب، وعلى الوجه الآخر تقوم بتدعيم علاقات التعاون الوثيقة مع إيران وجماعات إرهابية مسلحة، بل وإقامة مزيد من الشراكات مع إيران. إضافة إلى شن حملات ضغط ولوبي ينفذ إلى الولايات المتحدة، والتي اشتملت على اقتراف جرائم القرصنة الإلكترونية وسرقة رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الحسابات الإلكترونية.

و قال إن قطر استغلت حملتها الأخيرة في الانفتاح على الجالية اليهودية الأمريكية لمنع تشريع استهدف رعاة حماس، حسب وثائق لوزارة العدل الأمريكية،حيث أظهرت الوثائق التي قدمها نيك ميوزين، المحامي الذي استخدمته الدوحة لتحسين صورتها داخل الجالية اليهودية، جهداً منسقاً لمنع تشريع كان يمكن أن يفرض عقوبات على قطر بسبب دعمها المالي لحركة حماس بهدف حمايتها.

و كشف اريك براون،أستاذ أمريكي في جامعة واشنطن عن حجم الأموال التي صرفتها قطر في دعم حركة حماس من أجل تنفيذ مخطط إسقاط الجيش و الشرطة المصرية في سيناء و تجنيد مقاتلين من الحركة للقتال في سوريا و العراق ،مشيرا إلى ان قطر تستغل قنواتها الإعلامية مثل الجزيرة و غيرها من أجل إستضافة قيادات حماس الإرهابية لبث افكارها و سمومها داخل المجتمعات العربية.

و أضاف « قطر لم تحرك ساكنا بعد الجدل الكبير الذى أثارته عندما أعلنت عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران،المسؤولون القطريون يصرون على تبرئة موقفهم من دعم المنظمات الإرهابية، لكن إذا أراد المجتمع الدولي البحث عن ما يثبت تورط قطر فى الإرهاب فسيجده فى علاقاتها وتمويلها للمنظمات والجماعات الإرهابية على مدى السنوات الماضية ، والذي تم رصده فى تصريحات المسئولين الأمريكين، وفى دعم الإرهاب تحت مسمى الجمعيات الخيرية ».

و خصصت الندوة محورا من أشغالها لتسليط الضوء على السياسة الجديدة لقطر في فرنسا من خلال تمويل الإرهاب و التنظيمات المتطرفة عبر بوابة المساجد،من خلال مداخلة ألقاها الإمام حسن الشلغومي رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا و التي سلط الضوء فيها على ما تقوم به الدوحة هذه الأيام من عمليات تمويب موسعة للمساجد التي تمتلكها التنظيمات الإخوانية في عموم فرنسا.

و قال حسن الشلغومي إن « التغلغل القطري وسط نسيج الجالية المسلمة الواسعة في فرنسا انطلق من المصليات و المساجد الصغيرة ليصل اليوم إلى مساجد كبيرة،متسائلا ما هدف الدوحة من هذه الخطة الجديدة في فرنسا ؟ ».

و أضاف « قطر اليوم منمهمة بشراء النفوذ وسط الجاليات المسلمة و العربية في فرنسا،التمويل الكبير للمساجد أكيد مرتبط بشروط و أهداف مسطرة،معلنا أيضا ان قطر تساهم سنويا بنحو 10 مليون يورو في دعم الإخوان لإقامة أكبر تجمع سنوي لهم في أوروبا في معرض البورجيه ».

و حذر رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا من أن النظام القطري يتخذ من مسألة تبرعه ماليا للمساجد الفرنسية و بسخاء كبير ستارا لتمويل الإرهاب في هذا البلد الذي شهد هجمات إرهابية مروعة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن النشاط القطري في فرنسا يثير القلق على استقرار الديمقراطيات الأوروبية برمتها.

و أوضح الشلغومي أن قطر و طيلة السنوات الماضية كانت الداعم الأول ماليا للتنظيمات الإخوانية في فرنسا و أوروبا،مطالبا بالتحقيق في الدور المشبوه الذي تمارسه مؤسسة قطر الخيرية في المساجد الفرنسية و تمويل مسلمي فرنسا،مؤكدا أنه بفضل المال القطري سيطر تنظيم اتحاد المسلمين الإخواني في فرنسا و الذي غير اسمه إلى تنظيم « مسلمي فرنسا » على الشأن الديني للمسلمين عبر التراب الفرنسي.

و كانت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وهي أكبر جماعة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة و العالم، اجتماعها السنوي في واشنطن حيث عبر متحدث تلو الآخر عن الدعم الأمريكي الكبير للعلاقات القوية مع إسرائيل.