الجبيل الصناعية (واس) : انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر والمعرض السعودي للروبوتات، الذي تنظمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور عددٍ من المسؤولين، بمركز الملك عبد الله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية.



وأعرب مدير الخبراء بوحدة التحول الرقمي الوطني المتحدث الرئيس للمؤتمر المهندس فيصل الخالدي، عن فخره لتواجده في منطقةٍ صناعيةٍ وطنيةٍ ضخمةٍ مثل الجبيل الصناعية، التي يقود التحول الرقمي فيها كوادر وطنية بكفاءة عالية، مؤكدًا سعي وحدة التحول الرقمي لمساعدة القطاعين الحكومي والخاص لوضع رؤيةٍ وطنيةٍ موحدةٍ تضع المملكة في ريادة عالم التقنية الرقمي.

وأشار المهندس الخالدي إلى أن التحول الرقمي وثيق الصلة بالثورة الصناعية الرابعة، التي يساعد على انتشارها عدد من العوامل، مثل زيادة عدد الحساسات الصناعية إلى 50 مليارٍ بحلول عام 2025، والتضخم المتسارع للقوة الحسابية لأجهزة الكمبيوتر خلال العقد الماضي، وزيادة عدد الروبوتات الصناعية بنسبة 63% ما بين عامي 2015 و 2019م.

عقب ذلك ألقى الأستاذ المشارك في علم الروبوتكس بجامعة الملك سعود الدكتور خالد المتعب - المتحدث الضيف -، كلمة عن التوجهات السائدة في عالم الروبوتات وتطبيقاتها عالميًا ومحليًا، مشيرًا إلى أن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت من ضروريات العصر، فيجب التأكد من تكامل القطاعين الأكاديمي والصناعي للموافقة بين إستراتيجية النمو الاقتصادي في المملكة ونمو قطاع الروبوت.



وأشار الدكتور المتعب إلى تطبيقات الروبوتات المتنوعة، منها استخدام الروبوتات لاستكشاف الفضاء والكواكب المجاورة، واستغلاله للمساعدة في العمليات الجراحية وإعادة التأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع الصحي، والاستخدامات الترفيهية كالروبوت الترحيبي والعناية المنزلية.

عقب ذلك انطلقت جلسات المؤتمر التي تحدث فيها مدير كلية الجبيل الصناعية الدكتور عيد الهاجري، عن أهمية الربط بين القطاعين الأكاديمي والصناعي للاستفادة من إمكانيات الروبوتيكس، وأن الجيل القادم سيستخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتيكس لأداء بعض المهام والاستفادة من تجاربها مباشرةً.

من جانبها ركزت الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور فاطمة باعثمان في كلمتها، التي تمحورت حول الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه لزيادة فعالية عملية التصنيع، مبينة أن التصنيع الذكي المستقبلي سيتميز بعدة عوامل تزيد من تنافسيته، مثل اعتماده على الابتكار المزعزع الذي يزيد من الحصة السوقية، واستخدامه للتقنيات المبتكرة مثل الروبوتيكس، والبيانات الضخمة، والتحليل التنبؤي، والمحاكاة، والحوسبة عالية الأداء.



وتواصلت الجلسة بكلمة لرئيس الجمعية العربية للروبوت المهندس إسماعيل ياسين، الذي أوضح أن التقنيات المتقدمة تصدرت مسرح الصناعة العالمي مثل الروبوتيكس وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعطينا القدرة على إنتاج أنظمةٍ ذكيةٍ قادرةٍ على خدمتنا بطرقٍ أدق وأفضل، منبها على أن بعض التقنيات الحديثة ما زالت غير ناضجة حتى الآن، وأن الاعتماد الكامل عليها لاتخاذ القرار في هذه المرحلة ليس محبذًا .

فيما تحدث مهندس المختبر من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية المهندس كاوت تيليجونف، عن جهود مختبر الروبوتيكس والأنظمة الذكية والتحكم التابع للجامعة، وقال : إن بحوثهم تركز على أربعة مجالاتٍ رئيسةٍ في عملهم، وهي النظم الذاتية للقيادة، والتفاعل بين البشر والآليات، والآليات الذاتية التجميع، والأساسيات، مستعرضًا بعض المخرجات البحثية للمختبر.

ثم تواصلت أعمال المؤتمر بالجلسة الثانية من المؤتمر، التي استضافت عددًا من خبراء الصناعة لمناقشة حالات استخدام الروبوتات الناجحة في شركاتهم، وبدأت الجلسة بممثل شركة بيكر هيوز راميش باريز، والذي تحدث عن نظامٍ روبوتي متطورٍ صنعته الشركة لفحص الأوعية، سواءً كان أنبوبًا لنقل الموائع، أو خزانًا لحفظ السوائل وغيرها، وتعتمد هذه التقنية على قدرة الروبوت بالالتصاق بجدران الوعاء والمشي عليها وتصويرها، ما يعطي المهندسين القدرة على فحص سلامة الوعاء وصيانته عن بعد ومن الداخل والخارج.



ثم تحدث ممثل شركة سابك المهندس هديب الشهراني عن استخدام نظامٍ شبيهٍ لصيانة أحد خزانات الأمونيا الضخمة، وهو ما وفر مبالغ طائلة على الشركة وقلل من مدة الصيانة المفترضة من ستة أشهرٍ إلى أيامٍ قليلة.

كما استعرض الرئيس التنفيذي لشركة أيه سي إس الألمانية أندري بالفينوف أحد ابتكارات شركته، وهو روبوت زاحف يفحص الأنابيب من الداخل، فيما ثحدث ممثل شركة بلانيس تكنولوجي سيد أمين حسن عن الحلول التي تقدمها شركته للفحص الروبوتي للمناطق المغمورة بالماء.

وقدم سنلكومار بيلاي من شركة حديد ورقة بحثية عن استخدام الروبوتات في أحد مصانع الشركة لأتمتة عمليات صهر وصب الحديد.

وتحدث بعدها ممثل شركة شرق المهندس عمرو حسنين عن حالة استخدام الطائرات من دون طيارٍ لفحص الشعلات النارية العالية للمصانع، باستخدام الطائرات بدون طيار (درون) المزودة بمناظير الرؤية الحرارية.



واختتمت الجلسة بمتحدث شركة حديد عبد الله المسند، الذي ناقش جانب الدعم التقني والصيانة للروبوتات، مشيرًا إلى أن شركته واجهت عدة مشاكل متكررة مع أحد الأذرع الصناعية الآلية التي يملكونها، والتي لم يتمكنوا من حلها رغم محاولاتهم الحثيثة والجهد الكبير.

وأقيم على هامش فعاليات اليوم الأول ورشة عمل تتحدث عن مجال ريادة الأعمال في مجال الروبوتيكس، التي قدمها وسام منشي من شركة الأساليب الذكية، تحدث فيها عن طريقة بناء الشركات الناشئة في مجال الروبوتيكس، وأهم اللاعبين والداعمين والمستثمرين في المنظومة البيئية في هذا المجال، وكيف يمكن للشركات الصغيرة أن تنافس عمالقة الصناعة القائمين بالفعل.

يشار إلى أن المؤتمر ناقش مواضيع مهمةٍ لتطوير قطاع الروبوتيكس في المملكة، مثل التصنيع الذكي وتطبيقات الأتمتة، وأسباب انتشار الروبوتات الصناعية التقنيات المستقبلية ونقص المهارات، وتطبيقات السلامة في مجال الروبوتيكس.

واستضاف المعرض المصاحب أبرز الجهات البحثية والأكاديمية والصناعية الفاعلة في مجال الروبوتيكس بالمملكة، مثل مركز أبحاث الروبوتات الذكية من جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وشركة بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك، وشركة الروبوتات العربية.

تم تصويب (7) أخطاء منها شرك اغظ الجلالة (الله)