الخرطوم/ الأناضول ) : أعلن حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة في السودان، الثلاثاء، "اعتقال" أمينته العامة سارة نقد الله، ونجلة زعيم الحزب أم سلمة الصادق المهدي. وأوضح الحزب في بيان، اطلعت عليه الأناضول، أن القياديتين في الحزب "اعتقلتا خلال تنفيذ وقفة احتجاجية بالعاصمة الخرطوم اليوم".



وقال الحزب إن القوات الأمنية تعاملت مع المحتجين "بعنف مفرط، واعتقلت عشرات المواطنين الذين عبروا عن رأيهم بسلمية". وأعلن البيان اعتقال "القيادية بالحزب الجمهوري (معارض) أسماء محمود محمد طه، والمحامي والناشط الحقوقي البارز نبيل أديب، إلى جانب عدد آخر من النساء والرجال" دون ذكر عددهم.

وأكد حزب الأمة أن "ثورة الشعب مستمرة، وتكسبها الأيام صموداً أسطورياً وتقدماً تراكمياً، وإن القمع والبطش والقتل والاعتقالات لن تثني عن المضي قدماً بكل بسالة".

وأشار البيان إلى "اعتقال أكثر من 80 من أعضاء وقيادات حزب الأمة"، منذ بدء لاحتجاجات. وأضاف: "وبلغت الاعتقالات الآلاف بين المتظاهرين والنشطاء والسياسيين والمهنيين والإعلاميين".

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السودانية حول ما ذكره الحزب. وفي وقت سابق الثلاثاء، فرقت الشرطة السودانية والقوات الأمنية، وقفات احتجاجية بالعاصمة الخرطوم، نظمها محامون ومعلمون، وخريجو جامعة، بحسب شهود عيان.
والأربعاء الماضي، أعلن حزب الأمة، أن السلطات أوقفت نائب رئيس الحزب، السيدة مريم الصادق المهدي، قبل أن يتم الإعلان في وقت لاحق الإفراج عنها.

ومنذ 19 ديسمبر/كانون أول الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 31 قتيلا، وفق آخر إحصائية حكومية، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر ناشطون وأحزاب معارضة العدد بـ50 قتيلا.

وسبق أن أقر الرئيس عمر البشير، عبر تصريحات متفرقة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الحالية، بوجود مشاكل اقتصادية يعاني منها السودان، لكنها ليست بالحجم الذي تضخمه وسائل الإعلام "في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان"، حسب قوله.

وفي 29 يناير/كانون أول الماضي، أعلنت السلطات السودانية أنها قررت الإفراج عن جميع معتقلي الاحتجاجات، وهو ما شككت به المعارضة.