الجنادرية (واس) : تحدى الإعاقة وتغلب على الصعاب، بإرادته وعزيمته القوية، تاركاً خلفه الأحكام المسبقة ونظرات عطف المجتمع، ماضياً بثقة وهمة عالية نحو تحقيق أهدافه للنجاح والإلهام، مسجلاً بصمة جميلة في مجتمعه.



وأكد الشاب عبد الرحمن محمد السبعي من "فئة الصم" أن الإعاقة غيّرت كل شيء من حوله، ودفعته لإعادة ترتيب أوراقه، ومنحته في ذات الوقت محبة الناس وشعبية لدى فئة الصم، إذ يقابلهم بابتسامة ووجه بشوش، ليصبح مرشداً ومدرباً معتمداً للغة الإشارة لكي ينشر هذه اللغة بين الأصحاء ويتعرفوا على آلية التواصل الصحيح مع تلك الفئة الغالية.

ويروي "السبعي في حديثه لوكالة الأنباء السعودية قصص تجاربه وتحدياته التي قهرها بعزيمته وصقل مواهبه، من خلال تلقيه التدريبات اللازمة التي أهلته لتطوير مهاراته وتقديمها من خلال مشاركاته في المحافل والمعارض والمؤتمرات، عاملاً على تمكين أقرانه من تلك الفئة ومد يد العون لهم ومساندتهم بما يسهم في اندماجهم في المجتمع، مؤكداً أن الإعاقة الفعلية هي إعاقة العقل، وأنه لن يتوقف عن ممارسة حياته الطبيعية، فالأمل يمنحه الكثير لمستقبله الواعد.

ووصف السبعي تعيينه كأحد منسوبي الخدمات الطبية في وزارة الدفاع، بالنقلة النوعية التي جعلت منه عضواً فاعلًا في المجتمع، مما وسع آفاقه وتطلعاته المستقبلية، وزاد من حرصه على إيجاد حلول لأبرز المعوقات التي تواجه فئة الصم، لاسيما في التواصل مع الآخرين والانخراط معهم.

وأكد أن حرص القائمين على معرض وزارة الدفاع في مهرجان الجنادرية 33 تمثل لفتة إنسانية من خلال حرصها على إلمام زوارها من فئة الصم بجميع القطاعات التابعة لها المتمثلة في الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، والقوات الجوية الملكية السعودية، والقوات البرية الملكية السعودية، والمؤسسة العامة للصناعات العسكرية وأصولها.

وبين أنه عمل على تعريف الزوار من (فئة الصم) واعطاءهم نبذة تعريفية عن جميع الأجنحة المشاركة في مهرجان الجنادرية، وما تضطلع به من أنشطة، لافتاً أنظارهم على أعمال المشاركين من هذه الفئة في أنشطة وفنون متعددة تضمنت الفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي والحرف اليدوية، إضافة إلى تعاونهم مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية والأجنحة المشاركة بالجنادرية، ما أتاح لهم فرص تدريبية وتطويرية مستقبلية تواكب طموحاتهم وتطلعاتهم، وتسهم في اندماجهم بمجتمعهم.

يذكر أن إدارة المهرجان الوطني للتراث والثقافة ومن خلال اجنحتها المقامة على أرض الجنادرية شهدت عدت مشاركات متعددة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعمل أكثر من (100) شاب وشابة من هذه الفئة الغالية في أعمال استقبال الزوار وتعريفهم بالبرامج والأنشطة والفعاليات المقامة بلغة الإشارة.

في سياق متصل أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لمترجمي لغة الإشارة علي الهزاني أن الجمعية تسعى إلى تأهيل وتطوير مهارات مترجمي لغة الإشارة، وتوحيد الممارسات وتثقيف الممارسين للغة الاشارة، ومنح رخص ترجمة الإشارة، وتقديم خدمات ترجمة لغة الإشارة للجهات الحكومية بشكل عام، مبيناً أن الجمعية تسعى إلى إيجاد أفضل الفرص لذوي الإعاقة السمعية، ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع، إلى جانب الإسهام في نشر لغة الإشارة وتوحيد لغة الإشارة عبر معايير مهنية تصدر من الجمعية.

ولفت الهزاني إلى أن الجمعية قدمت خدماتها لأكثر من 700 ألف مستفيد ومستفيدة منذ تأسيسها، إلى جانب تدريب وتأهيل منسوبي الجهات الحكومية والخاصة وتدريب وتأهيل مترجمي لغة الإشارة والمساهمة في توحيد لغة الإشارة، وإعداد قواميس لغة الإشارة، مبيناً أن عدد المترجمين الذين تم تأهيلهم وتدريبهم بلغ (103)مترجماً لخدمة الصم في تسهيل عمليه التواصل مع أفراد المجتمع، بالإضافة الى تقدم مبادرات متنوعة تخدم المترجمين وضعاف السمع والصم وأسرهم، وايجاد حلول تضمن الاستدامة والاستمرارية للجمعية لمواجهة أي تحديات تقف أمام رسالة الجمعية.

تم تصويب خطأين فقط