الجنادرية (واس) : لفتت البئر القديمة المتخذة من وسط بيت الباحة في الجنادرية أنظار الكثير من الزوار وخاصة كبار السن ممن تعايشوا معها في سابق السنين. (كان الأهالي - قديماً - يستخدمون مفردة قيم)



وتعرف البئر الموجودة بقرية الباحة التراثية بالجنادرية التي يصل طولها خمسة عشر متراً وبجانبها المجرة وعليها ادوات جلب الماء مثل البكرة او المحالة والدلاء والغرب والرشا ،ووضعت بالقرية بهدف تعريف الزوار بمعاناة الأباء في الحصول على الماء قديما وكيفية حفرهم للآبار واستخراج الماء لسقياهم وسقيا مواشيهم واطلاعهم على أشكال ومسميات الأدوات المستخدمة والمتعلقة بالبئر قديماً.

وتعتبر آبار المياه المحفورة قديماً مورداً وحيداً في ظل شح الأمطار، بل أصبحت بعد الله سبب البقاء لسكان الجزيرة العربية، وكانت ومازالت المنطقة مليئة بالآبار من مئات السنين، وتجدها في محاذاة بطون الأودية، ومسائل الشعاب، ووسط المزارع، وعادة ما تجد البئر ملتصقة بالمنازل تسهيلاً للورد، وهو نوع من الحماية والرقابة على مصدر الحياة.

كما تختلف تصاميم ومساحات تلك الآبار التي اندثر أكثرها وبقي قليل منها باستخدامات ضعيفة جداً، نظراً لتحول الأهالي إلى الطرق الحديثة في الري والسقيا، وجلب المياه في ظل اهتمام الحكومة الرشيدة برفاهية المواطن وتأمين حياة كريمة له ولأسرته.

ولازالت "البئر القديمة" ذات مدلولات عظيمة لدى سكان الباحة، خصوصاً كبار السن، الذين مازالوا يحتفظون لها بذكرى طيبة، كونها كانت يوماً مصدر ريهم وملاذهم بعد الله من العطش، وتتراوح أعماق الآبار بالمنطقة بين عشرة أمتار وقرابة أربعين متراً حسب عمق مستوى سطح الماء، وكان الأهالي قديماً يستخدمون مفردة قيم، أو قامة، أي طول الرجل كوحدة قياس متعارف عليها، فيقولون البئر عشرة قيم، أو عشرين قامة، أما بالنسبة للقطر فيتراوح بين المتر الواحد والخمسة أمتار، وكانت عملية الحفر تتم بمشاركة جميع سكان القرية، أو الوادي، وتستمر لأيام، أو أشهر، حسب نوعية الصخور والتربة، ويتكبد العاملون مرارة التعب والإجهاد الكبير في الحفر في الموقع، مستخدمين المعول والمجرفة والفاروع والعتلة والمسحاة في الحفر، وكذلك الزنابيل.