تل أبيب (تايمز أوف إسرائيل) : الكاتب الاسرائيلي المشهور عاموس عوز (كان ناشط سلام مؤيد لحل الدولتين) توفي يوم الجمعة بعد معركة قصيرة مع مرض السرطان بعمر 79 عاما. قالت ابنته فانيا عوز-سالزبرغر في بيان قصير. “توفي عوز بهدوء في نومه، محاطا بالأحباء، شكرا لجميع الذين أحبوه”، قالت، مطالبة الجمهور باحترام خصوصية العائلة.



كان عوز واحدا من أشهر الكتاب في إسرائيل. فاز بالعشرات من الجوائز، بما في ذلك “جائزة إسرائيل”، وتمت ترجمة كتبه إلى 45 لغة. وقد ذكر مرارا كمرشح رئيسي لجائزة نوبل للآداب، لكنه لم يحصل عليها.

ولد بإسم عاموس كلوسنر في القدس في فلسطين الانتدابية، وهي المدينة التي تحدي فيها أحداث الكثير من أعماله.

كان عوز، الذي يعتبر أبرز المؤلفين إنجازا في تاريخ الأدب الإسرائيلي، من بين أكثر الناشطين اليساريين في البلاد ومؤيدي حل الدولتين.

“كانت نقطة البداية الصهيونية بالنسبة لي بسيطة: نحن لسنا وحدنا في إسرائيل وفي القدس، ولا الفلسطينيين وحدهم. لا يمكننا أن نصبح أسرة سعيدة واحدة”، قال الكاتب في مقابلة عام 2015.

“هناك طريقة أخرى: إنهم لن يذهبون إلى أي مكان، وليس لديهم مكان يذهبون إليه؛ ليس لدينا مكان نذهب إليه. يجب تقسيم البيت إلى عائلتين”، قال عوز، أحد مؤسسي مجموعة “السلام الآن”

بعد الإعلان عن وفاته، تدفقت الإشادات من مختلف الأطياف السياسية في إسرائيل.



“قصة حب وضوء، و الآن ظلام عظيم”، قال الرئيس رؤوفين ريفلين، في اشارة الى سيرته الذاتية “قصة حب و ظلام”، والتي تحولت الى فيلم لناتالي بورتمان.

“الحزن قد انحدر علينا”، قال ريفلين، واصفا عوز بأنه “أعظم كاتب لدينا، وعملاق الروح”.

“سيتم تذكر عاموس عوز كعملاق! لقد أثرت كتاباته على أجيال من الإسرائيليين واليهود ومتابعيه من العالم أجمع”، قال إسحاق هرتسوغ، رئيس الوكالة اليهودية والرئيس السابق لحزب العمل.

“لغته الأصيلة والغنية، وقوته الأخلاقية ومحنته من أجل العدالة والسلام ستكون إرثه الأبدي. التعازي القلبية لعائلته!”.


وزيرة الثقافة ميري ريغيف، التي كانت في كثير من الأحيان على خلاف مع عوز سياسيا، قالت إن أعماله “دارت حول العالم وألهمت كل قلوبنا”.


- عاموس عوز يقرأ من أحد كتبه في عام 2011. (Tomer Neuberg / Flash90)

أيمن عودة، رئيس حزب القائمة (العربية) المشتركة أشاد به كرجل مساواة.

التقيت بعاموس عوز عدة مرات، وحتى عندما تجادلنا (كثيرا جدا!) كان شريكا يقف من أجل المساواة، إنهاء الاحتلال، والسلام”، قال. “لم يكن خائفا من التعبير عن رأيه وكان موهبة استثنائية”.

رشحت روايته الأخيرة “يهودا” لجائزة مان بوكر. بغض النظر عن القصة البوليسية عن يسوع ويهودا، كانت مليئة بالعناصر المألوفة الأخرى لأي رواية لعوز، بما في ذلك الشخصيات الغامضة، ضواحي القدس المعقدة، والأسئلة التي لا تنتهي حول دولة إسرائيل.

في حديثه إلى صحيفة التايمز أوف إسرائيل بعد نشره، قال عوز إن شيئا منه شخصيا كان في كل من شخصيات “يهودا” الثلاثة، ولكن هذا ليس بالأمر غير المعتاد، بالنظر إلى أن كل ما يكتبه هو بطريقة ما سيرته الذاتية، ينشأ من الأشياء التي سمعها، رأها، حلمها، قرأها، أو تخيّلها.


- عاموس عوز في منزله في تل أبيب، يناقش “يهودا”، روايته الأخيرة،
التي صدرت باللغة الإنجليزية في سبتمبر
2016 (Jessica Steinberg/Times of Israel)

ما هو مألوف لدى قراء أعمال عوز السابقة هو ظروف القصص، القدس عام 1959، السنوات التي تعتبر “في الصباح التالي”، قال عوز، “بعد الكارثة، بعد النشوة، بعد التغييرات الضخمة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ اليهودي. خطوط الدجاج والبيض، نقص الكهرباء، البيروقراطية، والقائمة الطويلة لخطوط الهاتف”.

وأضاف أن شباب عوز في القدس كان في مدينة مقسمة، مع “الأسلاك الشائكة وحقول الألغام والجدران والقناصة. لقد كانت مدينة صغيرة للغاية، ولكن مع نوع من الاتحاد الفضفاض للمجتمعات المختلفة التي تعايشت بشكل سلمي للغاية”.

كانت مدينة مقسمة مرتبطة ببقية اسرائيل بممر ضيق نوعا ما وتُهدد يوميا تقريبا”، قال عوز. “حتى قبل دولة إسرائيل، كان مكانا متوترا للغاية وغير آمن مع عدم اليقين بشأن المستقبل عندما كنت طفلا صغيرا”.

لم يتحدث أحد إلى عوز الشاب حول تلك الشكوك، لكنها كانت في الجو. وهذه المدينة، مدينة شبابه، المكان الذي جاء فيه الناس ليصلوا، هي شخصية رئيسية أخرى في الرواية. لكن مثل بقية الرواية، لم يكن من السهل كتابتها.