تونس - رافد عجيل (تونس الآن) : كتاب "مهم جدا" يتحدث عن سلطة الإعلام الاجتماعي وتأثيراته في المنظومة الإعلامية التقليدية والبيئة السياسية، نشره مركز الجزيرة للدراسات خلال عام 2017، يشتمل المؤلف على أربع أوراق بحثية، كتبها أربعة من الباحثين العرب المتخصصين بالإعلام والاتصال،،،



شملت الورقة الاولى على بحث قدمه الأكاديمي، د. جمال زرن، عنوانه (الإعلام التقليدي والجديد في سياق تمدد الإعلام الاجتماعي وشبكاته) مستهلا بحثه بحديث عن "خطاب النهايات" من خلال متابعته وبشكل متواتر شهادات وتصريحات لنخبة من الخبراء والمختصين في الشأن الإعلامي وعلم مستقبليات الاتصال بأنه بحلول سنة 2020 او حتى قبلها ستنتهي الصحافة الورقية. وستنقرض كلياً سنة 4040، ويمكن وصف مثل هذا الخطاب بخطاب النهايات:

- نهاية التلفزيون ونهاية الشاشة الكبيرة.
- نهاية ثقافة المكتوب.
- نهاية الاذاعة.
- نهاية جمهور التلقي.

إنها حالة من التنجيم الدائم وكأن المسألة باتت سباقاً في قراءة الغيب. لكن علينا أمام هذا الخطاب القائم على النهايات القول بأنه حتى مع النهايات توجد دائما بدايات،،، هكذا على الجميع ان يعي أن خطاب النهايات في علاقته بالميديا قد انتهى منذ اصبح كل شيء رقمياً وقد حاول المؤلف على حد قوله في هذا البحث مراجعة الرؤية، وعرض جملة من الاستشكالات المتصلة بالإعلام التقليدي والإعلام الجديد وعلاقتها بالإعلام الاجتماعي وشبكاته التي يمكن حصرها في المحاور الأتية:

- ثورة الإعلام الجديد: الجديد يولد من أحشاء القديم.

- الإعلام الجديد والإعلام الاجتماعي: من دكتاتورية الأرقام الى حشد بلا وجه.

- الإعلام التقليدي والإعلام الجديد من منظور الإعلام الاجتماعي وشبكاته.

- الإعلام الاجتماعي وأعادة توزيع الادوار.

- الإعلام التقليدي والإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي: أية علاقة.

الورقة الثانية البحثية قدمها د. كمال حميدو (استاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر) بعنوان الإعلام الاجتماعي وتحولات البيئة الاتصالية العربية الجديدة حاول فيها ان يخوض بشكل اساسي في إشكالية التحولات المتسارعة التي فرضتها تقنية الاتصال الحديثة في مجال الاتصال داخل العالم العربي،،، وقد طرحت مجموعة من التساؤلات البحثية وهي الأتية:

- ما محددات ومرتكزات البيئة الاتصالية الجديدة في العالم العربي؟

- ما السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية المفسرة لتحولات المنظومة الاتصالية إلى صيغتها الجديدة؟

- ما مسببات ومعاني تحول السلوك الاتصالي عند المستخدم العربي؟

- ما التأثير تلك التحولات الاتصالية على آلية عمل الفضاء العام في العالم العربي؟

الورقة البحثية الثالثة قدمها، د. عبد الله الزين الحيدري (استاذ باحث في علوم الإعلام والاتصال في قسم الإعلام جامعة قطر) وهي بعنوان: "الميديا الاجتماعية: المصانع الجديدة للرأي العام. حيث بين فيه المشكل الابرز المطروح في بحوث الإعلام والاتصال العربية على وجه الخصوص وهو الاهتمام الفائق بالدور الذي تؤديه الميديا الاجتماعية في تداول قضايا الشأن العام ومناقشتها والتأثير في صناعة الرأي العام. مبيناً جواز اعتبار مرحلة الانبهار بتطور الأنظمة الاتصالية المندمجة سبباً آخر وراء ما يحدث من تركيز وأعتناء بدراسة شبكات التواصل الاجتماعي ميديولوجيا وسوسيولوجياً وهي مرحلة شبيهة بالتي ميزت ظهور الإذاعة والسينما، والمعروفة بمرحلة التأثير القوي لوسائل الإعلام؛ إذ ساد الاعتقاد خلالها بأن وسائل الاتصال الجماهيري تنفرد بالتأثير الفعال والمباشر على سلوك الأفراد وهو اعتقاد اختزلته نظرية عرفت بـ "الرصاصة السحرية".

يؤكد د. الحيدري ان: "الميديا الاجتماعية وسط فردي دينامي يتحقق في الوسط الجمعي والجماهيري، هو ان ما يجري في حدود الشبكة العنكبوتية من عمليات تواصلية مركبة متنامية يجسد في واقع الامر سلسلة لامتناهية من السلوكيات العشوائية غير القابلة للقياس الدقيق والتي لا يمكن احتواؤها بفعل تعديل يحدث داخل النظام لان البيئة الجديدة المساة اليوم بالإعلام الجديد مهيأة لحدوث الفوضى لاعتبارها نظاماً ديناميا معقدا تحدث داخلها سلوكيات غير منتظمة وغير مستقرة بل ان عناصرها المادية والرمزية مولدة لمثل هذه السلوكيات، فالفوضى بتعبير آخر هي خاصية من خصائص البيئة اللاخطية التي اصبح من العسير التحكم في ديناميتها والتنبؤ بحالتها المستقبلية". وقد طرح البحث مجموعة من التساؤلات البحثية وهي الأتية:

- الى أي مدى يمكن اعتبار شبكات التواصل الاجتماعي محدد قويا في بناء الرأي العام ، خصوصا نسب المستخدمين في العالم لهذه الشبكات تتزايد كل يوم.

- هل الحضور المضاعف لشبكات التواصل الاجتماعي في حياة الناس مجرد حتمية تقنية سبق لـ ماكلوهان أن تحدث عن تجلياتها، أم انه حضور فاعل في حركة التغيير الاجتماعي وحاسم في اختياراته؟

- هل باتت الشبكات الاجتماعية المولد الحقيقي للفعل الاجتماعي مثلما يلوح في ظاهر الاحداث الاجتماعية والسياسية بالخصوص كما في احداث الربيع العربي و او احداث الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا خلال يوليو / تموز 2016.

- هل يجوز اعتبار المواقع الاجتماعية الوسيط الميدياتيكي القوي الذي انقذ نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من محاولة الجيش الاستيلاء على السلطة.

الورقة البحثية الرابعة والاخيرة قدمها، د. عبد الرحمن الشامي (استاذ في جامعة قطر) عنوانها: استخدامات قادة الرأي العام الخليجي لشبكات التواصل الاجتماعي. اشار د. الشامي الى: "اقتحام شبكات التواصل الاجتماعي مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلانية والتسويقية والترويجية وغيرها من جوانب الحياة وأنشطتها المختلفة،،، فالفعل الاتصالي الذي يتم على شبكات التواصل الاجتماعي يقوم بدور في انتاج معرفة تختلف عن نمط التقليدية؛ حيث تتسم بالانتقائية والمرونة والتكاملية والنسبية والواقعية" وتضمن البحث مجموعة من التساؤلات الأتية:

- ما أهم شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها قادة الرأي العام الخليجي؟

- ما مدى انتظام قادة الرأي الخليجي في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي؟

- ما الاشباعات الطقوسية والمنفعية المتحققة لقادة الرأي الخليجي باستخدام شبكات التواصل؟

- ما اهم الاستخدامات الدينية لشبكات التواصل الاجتماعي من قبل قادة الرأي الخليجي؟

- ما ابرز الموضوعات التي ينتجها قادة الرأي الخليجي عبر هذه المنصات الاجتماعية؟

- ما مدى استفادة قادة الرأي الخليجي من خصائص شبكات التواصل الاجتماعي كمنصات تجمع بين تجليات الإعلام القديم والجديد؟

- ما ابرز وظائف شبكات التواصل الاجتماعي في ظل الحصار على دولة قطر؟

- ما مدى تكامل وسائل الإعلام القديم والجديد في تعاطي قادة الرأي الخليجي مع الحصار المفروض على دولة قطر؟


محرر الكتاب د. محمد الراجحي باحث في مركز الجزيرة للدراسات ومشرف برنامج الدراسات الإعلامية.

الكتاب : سلطة الإعلام الاجتماعي
"وتأثيراته في المنظومة الإعلامية التقليدية والبيئة السياسية"
،

المؤلف : مجموعة من الباحثين العرب
تحرير : محمد الراجحي
الطبعة : ط1، 2017، عدد الصفحات: 165
الناشر : مركز الجزيرة للدراسات، دولة قطر

تم تصويب (101) خطأ - مطبعي ونسخي


الكاتب: رافد عجيل
صحفي وباحث وإعلامي عراقي