محمد السيد (الأناضول) : كشفت دراسة دولية حديثة، أن الوزن الزائد يمكن أن يتسبب في زيادة خطر إصابة الأشخاص بالاكتئاب، بغض النظر عن الأمراض الأخرى التي تسببها السمنة.



الدراسة قادها باحثون بكلية الطب في جامعة "إكسيتر" البريطانية، بالتعاون مع باحثين من جامعة جنوب أستراليا، ونشروا نتائجها، الثلاثاء، في "المجلة الدولية لعلم الأوبئة" العلمية.

وأوضح الباحثون أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن الاكتئاب شائع بين الأشخاص المصابين بالسمنة، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تكشف أن الوزن الزائد يمكن أن يسبب الاكتئاب بحد ذاته، حتى بالنسبة إلى هؤلاء الذين لا يعانون مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالسمنة.

وللتوصل إلى نتائج الدراسة، راجع الفريق بيانات البنك الحيوي البريطاني المأخوذة من أكثر من 48 ألف شخص مصاب بالاكتئاب.

وقارن الفريق بياناتهم مع بيانات أكثر من 290 ألف شخص آخر غير مصابين بالاكتئاب، وولدت المجموعتين بين عامي 1938 و1971.

واستخدم الفريق منهجا بحثيا جينيا لاستكشاف العلاقة السببية بين الوزن الزائد والاكتئاب، باستخدام الجينات المرتبطة بالوزن الزائد والأمراض المتعلقة به مثل السكري.

واكتشف الفريق أن زيادة الوزن مرتبطة جينيا بارتفاع مستويات الاكتئاب، حتى في ظل عدم إصابة الأشخاص بأمراض أخرى مرتبطة بالسمنة مثل السكري على سبيل المثال.



ونقلت الدراسة عن الدكتور جيس تايرريل قائد فريق البحث قوله، إن "السمنة والاكتئاب من المشاكل الصحية العالمية، ولهما تأثير كبير على الحياة، بالإضافة إلى تكلفتهما الباهظة على الخدمات الصحية".

وأضاف تايرريل أنه "لم يكن من الواضح ما إذا كانت السمنة في حد ذاتها تسبب الاكتئاب، أم أن المشاكل الصحية المرتبطة بها هي التي يمكن أن تسبب الاكتئاب".

وأوضح أن "التحليل الجيني الذي أجراه الفريق يخلص إلى أن التأثير النفسي للسمنة من المحتمل أن يتسبب في الاكتئاب، وهي نتيجة ستساعد العلماء في جهودهم المبذولة للحد من الاكتئاب".

وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن كشفت في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حاليا مع الاكتئاب.

وحذرت المنظمة من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18 بالمائة بين 2005 و2015.

ووفقا للمنظمة، فإن هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون السمنة، ويموت ما لا يقل عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة.