الرياض (واس) : استعرضت دارة الملك عبد العزيز مكانة منطقة القصيم التاريخية ونهضتها التنموية في العهد السعودي بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - لمناطق المملكة التي استهلها اليوم بالقصيم، مشيرة إلى أن صفحات التاريخ تختزل مخزونًا ثريًّا ذا علاقة بتأسيس دولة التوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - حيث شهدت القصيم العديد من المعارك التي رسمت الطريق لترسيخ هذا الكيان العظيم.



وأشارت الدارة إلى أن تاريخ القصيم يحتفظ بموقعها المتميز في قلب الجزيرة العربية، وتمر بها طرق الحج القديمة، وعرفت بهذا الاسم منذ القدم لطبيعة المنطقة، التي كانت مستقرًّا للعديد من الهجرات البشرية قديماً، كما شهدت دخول معظم قبائل القصيم في الإسلام بداية من العام التاسع من الهجرة بعد غزوة الحديبية، كما ورد ذكرها في الشعر العربي على مختلف العصور مما يستحضر قيمتها التاريخية حيث جاء في لسان العرب أن القصيمة ما سهل من الأرض وكثر شجره، والقصيمة منبت الغضى والأرطى والسلم، ولا تزال القصيم تحتفظ بهذه الآثار والمعالم حتى الوقت الحالي.

وبينت الدارة أن القصيم تحوي معالم أثرية بارزة في مقدمتها ما هو موجود في عيون الجواء موطن الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد والآثار الجاهلية كموارد المياه المنقورة في الصحراء والكتابات القديمة المخربشة والرسوم المنوعة على الجبال، إضافة للمآثر الإسلامية الخالدة الآثار، ومعالم من بقايا طريق درب زبيدة، معتبرة وادي الرمة أهم ظاهرة طبيعية في منطقة القصيم الذي يعبرها من الغرب إلى الشرق، كما أنه أطول وادٍ في شبه الجزيرة العربية إذ يبلغ طوله الحالي 600 كلم من منبعه قرب المدينة المنورة إلى مصبه في رمال الثويرات شرقي القصيم.



واستطردت الدارة أن منطقة القصيم، تعانق التاريخ وهي تشهد حقبة العقيلات المهمة وما حملته من متغيرات وتأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلمية على القصيم، والعقيلات اسم أطلق على جماعة من أهل القصيم يذهبون للتجارة عبر قوافل الجمال للشام ومصر والعراق، مكتسبين العادات والتقاليد عبر رحلاتهم للبلاد العربية المجاورة، إضافة لكسب العلاقات الاجتماعية والثقافية التي فتحوا أفقها مع هذه البلاد.

وذكرت أن رجال العقيلات يضرب بهم في أمانتهم وصدقهم، مشتهرين بتيسير حملات الحج من الشام والعراق وفلسطين وتركيا السالكين شمال الجزيرة العربية لمكة المكرمة، إضافة إلى أنه كان لهم إسهام مهم في توحيد الجزيرة العربية على يد الملك المؤسس – رحمه الله -.

وعدت الدارة القصيم التي اشتهرت بالزراعة أكبر منطقة في العالم لزراعة النخيل، وتحتضن أكبر سوق للتمور في العالم في مدينة التمور ببريدة إضافة للأكلات الشعبية التراثية التي لم تندثر عبر التاريخ، وعرف بها القصيم كالجريش، والمرقوق، والمطازيز، والهبيش، والدويف، والسويق، والمجمار، والقرصان "المراهيف"، والمراصيع، والمصابيب، والكليجاء، والحنيني، والقشد، والقفر أو الشريح "القديد"، والمحزرة، والحميس، والخلع، واللحيسة، والبلول، والمريسة.



الجدير بالذكر أن منطقة القصيم، هي إحدى المناطق الإدارية الثلاث عشرة بالمملكة ومقر إمارتها بريدة، وتبلغ مساحتها 73,000 كم2، وتحدها من الشمال والشمال الغربي منطقة حائل، ومن الشرق الزلفي، ومن الجنوب السر والوشم، وتتبع هذه المدن منطقة الرياض، ومن الغرب منطقة المدينة المنورة.

وتضم القصيم 13 محافظة تذخر كل منها بالعديد من المعالم السياحية المهمة ومن أهم تلك المدن: مدينة بريدة، ومحافظات عنيزة، والرس، والمذنب، والبكيرية، وعيون الجواء، ورياض الخبراء، والأسياح، والنبهانية، والشماسية.

تم تصويب (9) أخطاء، منها (عبدالعزيز) إلى (عبد العزيز)