الحقو (واس) : شهد مركز الحقو التابع لمحافظة بيش في منطقة جازان وأوديته الثلاثة: "قرى" و "طفشه" و "شهدان" - خلال الأسابيع القليلة الماضية كغيره من محافظات ومراكز المنطقة غزارة في هطول الأمطار مع بدء موسم أمطار جازان والحالة المطرية التي تأثرت بها المنطقة حتى توشح الحقو حلة خضراء زادت من بهاء المركز وجماله.



وتواصلت السيول بالأودية الثلاثة التي تحيط بالمركز من ثلاث جهات، وفاض الخير واستبشر أهالي المركز بالأجواء الماطرة وبموسم زراعي وفير وموسم سياحي رائع.

ونظراً لتعدد تضاريس مركز الحقو - الواقع شمال شرق محافظة بيش بمسافة 32 كيلو مترًا وعن محافظة صبيا بحوالى 100 كيلو متر بنفس الاتجاه، ما بين جبال وسهول، أكسبته تربة زراعية تعد من أجود وأفضل الأراضي الزراعية في المنطقة، فكانت الزراعة وما زالت هي حياة وشغل أهالي مركز الحقو الشاغل، حيث توسعوا كغيرهم من مزارعي جازان في زراعة المحاصيل الزراعية كالذرة والسمسم والدخن، والحمضيات والأشجار المنتجة إلى جانب تربية المواشي والأغنام.



ورصدت عدسة "واس" الأجواء الجميلة ومظاهر الفرح والبهجة بالمركز الذي يقارب عدد سكانه الـ 25000 ألف نسمة، وخروج الأهالي، والتقاءهم بالزائرين للاستمتاع بالأجواء الخلابة، حيث بدت المتنزهات أمام أعين زوارها بِحُلةٍ خضراء تمتد بامتداد سهول الحقو وجباله.

تتوفر بالحقو جميع الجهات والمرافق الخدمية والخدمات التي يحتاجها الأهالي والزائرون للمركز، وحظي في هذا العهد الزاهر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بمشروعات تنموية شملت شتى المجالات السياحة والاقتصادية والزراعية والاستثمارية وغيرها.



ووفقاً لرئيس المركز إبراهيم بن يحيى الألمعي، فإن الحقو يخدم 24 قرية عبر جمعية خيرية ومكتب تعاوني للدعوة والإرشاد ولجنة تنمية محلية ومراكز صحية وشبكة طرق تربط المركز مع محافظات ومراكز القطاع الجبلي باتجاه الشرق، بمحافظات صبيا وبيش بالاتجاه المقابل.

وبين أن المركز سيشهد في المجال السياحي خلال الفترة القريبة البدء في تطوير وتحديث مطل "جبل ماغص" وإنشاء حديقة جبلية على شكل مدرجات تضفي جمالاً ورونقاً على الحصن التاريخي الذي يتربع على قمة المطل، بالإضافة إلى طرح مشروعات لاستثمار مطل وادي بيش ومطل وادي شهدان، ودراسة مجتمعية بين المركز والبلدية والمجتمع من أجل تحقيق آمال وطموحات أهالي المركز.



من جانبه أفاد رئيس بلدية الحقو أحمد بن محمد كريري أن البلدية أنجزت باقة من المشروعات الخدمية، في مجالات السفلتة والإنارة بالمركز والقرى التابعة لها ومشروعات درء أخطار السيول وإنشاء حدائق ومتنزهات وخزانات وشبكات المياه وتحسين وتجميل المداخل بالمركز.

ويعد حصن جبل ماغص، من أهم معالم المركز الأثرية ومازال واقفاً وشامخاً عبر التاريخ، ولتطويره أعدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع بلدية الحقو المخططات والدراسات الفنية لإعادة تأهيل وترميم الحصن جبل بالتعاون مع مركز التراث العمراني الوطني.



وللسوق الشعبي بالحقو نكهة أخرى إلى جانب ما يمتاز به المركز من مناظر خلابة ووديان، فمع إطلالة صباح كل يوم اثنين يشهد السوق إقبالاً كثيفاً من زواره ومرتاديه من داخل منطقة جازان وخارجها، حيث يقبلون عليه بحثاً بين بسطاته المتناثرة عن المنتجات والمصنوعات الشعبية، التي اشتهرت بها المنطقة.

وقبل أن يتسلل نور الفجر من بين عباب غيوم سماء الحقو تتسارع خطوات الباعة من مختلف محافظات المنطقة - التهامية والجبلية - نحو السوق حاملين معهم منتجاتهم المختلفة من فواكه، وخضروات، وعسل، وسمن بلدي، وتمور، وأوانٍ نحاسية وفخارية، ونباتات عطرية، وأزياء تراثية، ومستلزمات للنساء من حلي وملابس ومشغولات يدوية ومواد خزفية مستخرجة من أوراق النخيل والدوم مثل "الطّفي" الذي يصنع منه أنواع من الخزفية كسفر الطعام، والمظلات، وسجاد الصلاة، وغيرها.



ويضم السوق عددًا من البسطات النسائية التي تبرز الدور الحيوي للمرأة في السوق من خلال البيع والشراء، وعرض ما تنتج من السلع المنسوجة باليد في موقع يعد واحداً من المواقع التجارية الحيوية في منطقة جازان، إذ يعد ثاني أقدم الأسواق الأسبوعية بعد سوق صبيا الأسبوعي.

ومن داخل سوق الحقو، لاحظ مراسل وكالة الأنباء السعودية كثافة الزائرين من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة لها، ليشكلوا حركة تجارية لتداول المعروضات العتيقة من المقتنيات والأواني الفخارية التي تحتل مكانًا مهمًا داخل السوق، وتعرض فيه أواني الطهي والشرب الفخارية التي تشتهر بها منطقة جازان.



وجالت عدسة "واس"، بين باعة البن، والهيل، والقرفة، والبهارات المنتشرين في أنحاء السوق، إلى جانب باعة السمن، والعسل، والأسماك، فيما تنثر النباتات العطرية من الفل والكادي والبعيثران والشيح، روائح زكية تزيد المكان عبقاً.

ويلتقي باعة ومربو الماشية في مكان بارز من السوق، مخصص لبيع المواشي والأعلاف، حيث يجد المتسوق ضالته فيشتري ما يرغب فيه من المواشي، التي يقبل عليها المتسوقون بشكل كبير حتى وإن غلا ثمنها، فهي المفضلة لجودتها ومذاقها الرائع.



وتعرض في سوق الحقو الأسبوعي، أدوات الحراثة والزراعة والحفر القديمة مثل "المسحاة" و"الفأس"، وكذلك مرابط بعض الحيوانات، وتحديد وصقل "الشفار" و"الحربة" و"السكاكين".
وخلال الجولة، التقى مراسل "واس" أحد بائعي الملابس بالسوق الذي أوضح أنه يبيع العديد من الملابس وبأسعار مناسبة للغاية يستطيع كل مواطن شراء ما يريده من الملابس.
من جانبها بيّنت إحدى البائعات بالسوق، أنها تبيع منتجاتها الحرفية وأشغالها اليدوية من أدوات الزينة القديمة مثل "الحناء" و"الطيب" و"الكحل" و"الظفر"، التي يكثر الطلب عليها من المتسوقين، وأنها تجد ربحاً ودخلاً جيداً.



أما المواطن يعقوب العامر فقد بين أنه تم تخصيص ساحة لبيع المعروضات والبضائع المحملة بشكل دائم على السيارات، حيث تتجول تلك السيارات بأسواق المنطقة الأسبوعية، التي تكون كل يوم على موعد جديد وسوق آخر في محافظة أو مراكز أخرى.

وتصل الحركة التجارية بالسوق ذروتها، في أوقات العطل المدرسية والإجازات، نظير ما يمتاز به من معروضات تراثية متنوعة، علاوة على المكانة الاقتصادية التي يعززها السوق بمركز الحقو، فإنه يعد واحدًا من مقومات السياحة ومقصداً للزوار.

تم تصويب (38) خطأ