دويتشه ﭭيله (د.ب.أ) : وأنت تقطف زهرة هل فكرت أنها تراك؟ في طبعة جديدة من كتاب "ماتعلمه النباتات"، يكشف أحد الباحثين عن حقائق علمية تنشر لأول مرة، عن إدراك النباتات لمحيطها الخارجي من خلال حواس شبيهة بحواس الإنسان.



ظلت قضية مدى إدراك النبات للوسط المحيط بهبعيدة عن البحث العلمي لفترة طويلة. ولكن هذا الموضوع أصبح محل اهتمام علمي متزايد في الآونة الأخيرة مما دفع الباحث دانيال شاموفيتز لتأليف كتابه "ما تعلمه النباتات" والذي نشر لأول مرة عام 2012، ثم حظيت طبعته الحالية بتنقيح واسع وإضافات كثيرة.

عن هذا التنقيح يقول مؤلف الكتاب في مقدمته إن وتيرة الاكتشافات العلمية في عالم النبات تسارعت بشكل جعل الطبعة الجديدة تحتوي على معلومات رائدة، ربما كانت متضادة مع بعض الاستنتاجات التي وردت في الطبعة الأولى. يعد شاموفيتز، باحث علم الأحياء، شخصية شهيرة في عالم أبحاث النبات. قال المؤلف إنه يريد من خلال كتابه تقريب علم النبات لقاعدة عريضة من الجمهور.

واختار لهذا الهدف طريقة ربما ظن البعض أنها غير علمية، حيث شبه وسائل الإدراك لدى النبات بحواس الإنسان. ولكن هذه الطريقة تساعد في فهم ما يجري داخل النبات. بالطبع ليس لدى النبات أعين يرى بها، ولكن فصل "ما يراه أحد النباتات" خصص للأشكال المتنوعة التي تدرك بها النباتات الضوء. بل يستطيع النبات من خلال ذلك التعرف على الألوان المختلفة. أجرى شارليز داروين بالفعل تجارب عن توجه الجراثيم للضوء، ومن المعروف عن زهرة عباد الشمس أنها تتوجه نحو الشمس. هذا التوجه الضوئي معروف عن الكثير منالنباتات.

كما أن النباتات ليس لها أنف ومع ذلك فإنها لا تطلق عطورا فقط، بل يمكن أن تشعر بالروائح المنبعثة من جيرانها، حيث تستطيع التعرف على بعض المواد الكيميائية الموجودة في الهواء المحيط بها. كما تستطيع الأشجار على سبيل المثال بواسطة مواد الفيرومونات الكيميائية تحذير نظرائها الموجودة في الوسط المحيط وذلك عندما تتعرض لهجوم من الحشرات الضارة.

كما أن "حاسة التذوق" لدى النبات قادرة على إدراك مواد كيميائية مختلفة، ولكن ليست المواد الموجودة في الهواء بل في الماء والتربة. ويمكن أن يؤدي التلامس إلى أن توقف النباتات نموها أو أن يتسارع هذا النمو كما يحدث على سبيل المثال عندما يلامس نبات متسلق سياجا.

على أي حال فباستطاعة الكثير من النباتات التمييز بين الساخن والبارد وملاحظة ذلك عندما تهتز أفرعها بفعل الرياح. وفي نهاية المطاف يتطرق المؤلف إلى كيفية معرفة النبات مكانه وما الذي يتذكره.

كتاب "ما يعلمه النبات" مثير للجميع الذين يريدون معرفة المزيد عن هذه الكائنات الخاصة. يكتب شاموفيتز بشكل تسهل قراءته جدا عن أبحاث علم الأحياء ولكنه يكتب أحيانا أيضا عن تاريخ البحث العلمي في هذا المجال والمطبوعات العلمية الزائفة. لا شك أن قراء الكتاب سينظرون للنباتات نظرة مختلفة بعد مطالعة هذا الكتاب.

أجمل الحدائق النباتية في العالم
حدائق كيو في جنوب غرب لندن هي موطن أكبر دفيئة (بيت زجاجي معتدل الحرارة) من العصر الفيكتوري في العالم. ومن بين أندر النباتات التي تحتضنها هي "إنسيفالارتوس وودي" من جنوب إفريقيا، من جنس السيكادا، التي لم يعثر سوى على واحدة منها فقط في الطبيعة.



تأسست حديقة كريستينبوش النباتية الوطنية في كيب تاون على المنحدر الشرقي لجبل تيبل في جنوب إفريقيا في عام 1913، وهي أول حديقة نباتية في العالم تحافظ على تلك النباتات الأصلية في المنطقة فقط، وتعرضها.



فوق الدائرة القطبية الشمالية في أقصى شمال العالم، في حديقة ترومسو بالنرويج التابعة للجامعة، تزهر آلاف النباتات من المناطق القطبية، والجبال المرتفعة في الصيف- بما في ذلك الخشخاش الأزرق من جبال الهيمالايا.



أعلنت اليونسكو حديقة ريو دي جانيرو في البرازيل، التي تأسست في عام 1808، محمية المحيط الحيوي. تضم هذه الحديقة الضخمة حوالي 6500 نوع من النباتات، والكثير منها مهدد بالانقراض.



تعد الحديقة النباتية الاستوائية بسنغافورة إحدى أكثر حدائق آسيا شهرة بفضل مجموعة الأوركيد الكبيرة. بإمكان الزوار المشي عبر الغابات المطيرة في الحديقة، المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي منذ عام 2015.



تضم حديقة مونتريال النباتية 10 دفيئات زراعية، بالإضافة إلى 30 حديقة، مثل الحديقة الصينية، التي تعتبر الأكبر من نوعها خارج الصين. كما تضم حديقة الأمم الأولى نباتات أصلية مثل شجرة القيقب، وعدداً من المعارض.



تشتهر الحديقة النباتية في جزر موريشيوس، في المحيط الهندي، بزهورها الكبيرة وزهور اللوتس. وتقع هذه الحديقة، التي أنشئت في الأصل لزراعة التوابل، بالقرب من قرية بامبليماوسيس، وسميت بـ (سيووساغور رامغولام)، تيمناً بأول رئيس وزراء لجمهورية موريشيوس المستقلة.



تمتد الحديقة النباتية في برلين-داهلم بألمانيا على مساحة 43 هكتاراً، وهي أكبر حديقة نباتية في أوروبا. تتألف الحديقة من بيت استوائي واحد وحدائق محيطة به، ما يجعلها مجتمعة تضم 20 ألف نوع من النباتات من جميع أنحاء العالم، من ضمنها أشجار النخيل، والكروم، والخيزران العملاق.



لينا إلتر/ ريم ضوا.