القدس/بيروت - دان وليامز L ليزا بارنجتون (رويترز) - قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة حربية سورية اخترقت المجال الجوي الواقع تحت سيطرتها فوق هضبة الجولان يوم الثلاثاء لكن دمشق قالت إن نيران أطلقت على الطائرة أثناء مشاركتها في غارات على مقاتلي المعارضة داخل سوريا.



وصعدت هذه الواقعة من التوتر القائم منذ أسابيع على حدود الجولان المحتل حيث أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى مع اقتراب قوات الحكومة السورية بدعم من روسيا من استعادة أراض يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وتشعر إسرائيل بقلق من احتمال انتهاك الرئيس السوري بشار الأسد لهدنة توصلت إليها الأمم المتحدة عام 1974 تم بموجبها نزع سلاح معظم منطقة الجولان أو السماح بنشر تعزيزات من القوات الإيرانية أو من جماعة حزب الله اللبنانية هناك.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الطائرة السورية ”انتهكت على نحو جسيم اتفاقية فصل القوات بيننا وبين سوريا“. وأضاف أن إسرائيل ”قامت بالعمل المناسب“.ودوت صفارات الإنذار للمرة الثانية خلال يومين في الجولان حيث رأى شهود أثر صاروخين في السماء. وقال الجيش إنه أطلق صاروخين من طراز باترويت لاعتراض طائرة سوخوي سورية بعد أن قطعت مسافة كيلومترين داخل مجال جوي تسيطر عليه إسرائيل رغم تحذيرها.

وأفادت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في بيان بأن جنودها ”رصدوا حطاما محترقا يسقط من طائرة“ على مسافة عشرة كيلومترات تقريبا داخل الأراضي السورية جنوب شرقي المنطقة العازلة في الجولان.

وذكر مصدر غير سوري مقرب من دمشق لرويترز أن قائد الطائرة الحربية قتل. وقال المصدر إن الطائرة سقطت في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب الجولان. وتتقدم القوات الحكومية السورية نحو هذه المنطقة في محاولة لإخضاع جنوب غرب سوريا بالكامل لسيطرتها.

وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن إسرائيل استهدفت طائرة حربية سورية أثناء قيامها بغارات في المجال الجوي السوري.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله ”العدو الإسرائيلي يؤكد تبنيه للمجاميع الإرهابية المسلحة ويستهدف إحدى طائراتنا الحربية التي تدك تجمعاتهم في منطقة صيدا على أطراف وادي اليرموك في الأجواء السورية“.

وقالت قناة الميادين اللبنانية إن الطائرة سقطت على بعد 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية ولم تدخل المجال الجوي للجولان المحتل.

ودفع التوتر المتصاعد بين إسرائيل وسوريا موسكو إلى القيام بوساطة وأرسلت وزير خارجيتها سيرجي لافروف ورئيس أركان قواتها المسلحة يوم الاثنين لإجراء محادثات مع نتنياهو.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو رفض عرضا روسيا بإبقاء القوات الإيرانية على بعد 100 كيلومتر من حدود الجولان بوصفه غير كاف.

وحذر نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط يوم الثلاثاء من ”مسار مزعج من المواجهات الخطيرة والمتكررة“ بين إسرائيل وسوريا. وقال ملادينوف لمجلس الأمن الدولي ”أدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بكل بنود اتفاق عام 1974 ودعم دور قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك“.

وأفاد اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنه كان هناك تصعيد في القتال السوري قرب الجولان قبل واقعة إسقاط الطائرة يوم الثلاثاء.

وقال ”وجهنا تحذيرات ورسائل عبر قنوات عديدة وبلغات مختلفة عدة مرات خلال اليوم من أجل تفادي إساءة الحسابات والفهم أو أي انتهاك للمجال الجوي الإسرائيلي“. وأضاف عن الطائرة ”أسقطناها وتحطمت... على الأرجح في الجزء الجنوبي من الجولان السورية“.

وتابع ”ليس لدينا أي معلومات حتى الآن عن الطيارين. ليس لدي علم بأي أنباء عن رصد مظلات ولا نعلم ما إذا كان قد تم العثور على أي طيارين“.

وكان شاهد من رويترز على الطرف الجنوبي من الجولان رصد يوم الاثنين العديد من الطائرات الحربية والطائرات الهليكوبتر في الأجواء فوق الأراضي السورية وكان بعضها يسقط قنابل. ورأي الشاهد أيضا المدفعية السورية المضادة للطائرات وهي ترد بإطلاق نيرانها.

وفي فبراير شباط أسقطت المدفعية السورية المضادة للطائرات طائرة إف-16 إسرائيلية. وسقطت تلك الطائرة في شمال إسرائيل أثناء عودتها من غارة على ما وصفتها إسرائيل بمنشأة عسكرية إيرانية في سوريا. وأصيب الطياران بعد قفزهما من الطائرة.