بالتيمور (دويتشه ïيله) : لطالما اُعتبر النقرس من أمراض الأثرياء القادرين على شراء الأطعمة الفاخرة واللحوم. ولكن اليوم اختلف الأمر. إذا أردت حماية نفسك من الإصابة بهذا الداء المؤلم، عليك أن تتذكر كلمة "بورين". فما هو وكيف يمكن حماية الجسم منه؟



قدم تقرير لدورية بريتش ميديكال جورنال البريطانية مجموعة من النصائح لتجنب الإصابة بمرض النقرس الذي يصيب البعض نتيجة الإفراط في تناول بعض الأطعمة. كما أوضح التقرير طرق التعامل مع المرض في حالة الإصابة به، وناقش العلاقة بين أسلوب الحياة والنظام الغذائي من جهة وأعراض مرض النقرس من جهة ثانية.

يقول الدكتور آلان غيلبر، من قسم الروماتيزم في جامعة جون هوبكنز الأمريكية: "إن النقرس هو السبب الرئيسي للالتهاب المفصلي لدى الرجال في الثلاثينات والأربعينات من العمر". كما تصاب النساء أيضا بالنقرس، على عكس ما يعتقد الكثيرون، بحسب ما أكده غيلبر في موقع يو إس نيوز الأمريكي. ويوضح غيلبر: "لا يرتفع معدل تكرار الإصابة بالنقرس مع تقدم العمر فحسب، بل يرتفع أيضاً وبشكل كبير عند النساء بعد سن اليأس". كما أن النساء الأصغر سناً ممن يعانين من مشاكل صحية في الكلى يكن أكثر عرضة للإصابة بالنقرس.

التفسير العلمي
وبحسب الخبراء، فإن الإصابة بالنقرس ترتبط بمجموعة من العوامل الصحية التي أصبحت شائعة بشكل متزايد مع التقدم في العمر. فزيادة الوزن والسمنة، ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكُلى المزمنة وارتفاع نسبة الكولسترول كلها أمراض ترتفع معدلات الإصابة بها مع التقدم في العمر، ويرتفع معها خطر الإصابة بالنقرس أيضاً، طبقاً للموقع الإخباري.

ويشير الخبراء إلى أن جسم الإنسان ينتج البورين، وعندما يتناول الإنسان اللحوم، يقوم الجسم في ذلك الوقت بتحويل البورين إلى حمض اليوريك. ومع ارتفاع تركيز حمض اليوريك في الجسم تحدث الإصابة بالنقرس. وتسمى تلك الحالة بزيادة تركيز حمض اليوريك بالدم. لذا ينبغي على مرضى النقرس الابتعاد عن تلك الأطعمة الغنية بالبورين.

ومن خلال اختبار بسيط للدم يمكن الكشف عن ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الجسم ولكن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس. ولتشخيص الإصابة بالنقرس يقوم الأطباء بسحب عينة من الدم من الإصبع الكبير أو المفصل المتأثر والكشف عليها تحت المجهر حتى يتم التأكد من الإصابة بالمرض.

الممنوع والمسموح لمرضى النقرس
وعلى عكس بعض الأمراض التي ينصح فيها الأطباء بتناول الفاكهة والخضروات، فإن النقرس لا يتم علاجه بهذه الطريقة. فعلى سبيل المثال فإن السبانخ ونبات الهليون يحتويان على مستويات عالية نسبياً من البورين. وكذلك بعض البقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا، فكلها تحتوى أيضاً على نسبة عالية من البورين.

ومن الأطعمة التي ينبغي أيضاً تجنبها الدجاج المشوي ولحم العجل والكبد واللحم المجفف (سلامي)، بالإضافة إلى أنواع معينة من الأسماك مثل السالمون والأنشوجة وهي عبارة عن نوع من الأسماك المملحة. ويحتوي كل 100 غرام من تلك الأطعمة على 360 ملليغرام من البورين.

أما عن المسموح بتناوله لمرضى النقرس فهناك أيضاً مجموعة كبيرة من الأطعمة التي تتميز بانخفاض نسبة تركيز البورين فيها. ومن تلك الأطعمة المعكرونة المصنوعة من سميد القمح القاسي. كما أن الأرز والبطاطس والخبز المخلوط بالحبوب كلها خالية من البورين. وينطبق الأمر نفسه على الجزر والطماطم والتفاح والزبادي والجبن والقرنبيط والفطر (المشروم).

وتعتبر الكحوليات بكل أنواعها من أكثر المشروبات التي ترفع تركيز حمض اليوريك في الدم، أما بالنسبة لعصائر الفاكهة فمعظمها تحتوي على نسبة عالية من السكر وهو ما قد يعزز احتمالات الإصابة بالنقرس. ويمكن لمرضى النقرس تناول الشاي بمختلف النكهات مثل شاي الأعشاب أو الفاكهة والذي يساعد على التخلص من نسبة البورين في الجسم بشكل أسرع.

الوقاية خير من العلاج
بما أن النقرس من الأمراض التي تسبب ألماً شديداً في الجسم والمفاصل، لذا فمن الأفضل تجنب ما قد يسببه أو على الأقل محاولة تقليل ما قد يساعد على ظهور تلك المشكلة. وينصح الأطباء بضرورة تقليل الدهون في الطعام وممارسة الرياضة بانتظام والمشي وركوب الدراجة مع الالتزام بالأطعمة الصحية الخالية من الأملاح العالية والبورين.

أطعمة صحية.. الإكثار منها خطير
يعد الجوز البرازيلي مصدرا مهما لمادة السلينيوم ذو الفوائد الصحية الكثيرة. فهي يعزز قدرة الجهاز المناعي ويقي من الإصابة بالسرطان ويساعد على تأخير الشيخوخة. ورغم فوائد السيلينوم، إلا أنه يصبح ساما لدى الإفراط في تناوله. ولعل أهم أعراض التسمم بالسيلينيوم تساقط الشعر والأظافر وعسر في الهضم ومشاكل في الذاكرة.



تناول الكبد مفيد جدا، فهو غني بالعناصر الغذائية كالنحاس وبعض الفيتامينات مثل"A". ورغم ذلك فإن تناول أكثر من 100 غرام من الكبد في اليوم يعني الحصول على 6 أضعاف الكمية الموصى بها من فيتامين "A" و7 أضعاف الكمية الموصى بها من النحاس في اليوم؛ ما يؤدي إلى التسمم. وأهم اعراض التسمم بفيتامين "A" مشاكل في الرؤية وآلام في العظام وغثيان. أما التسمم بمادة النحاس فيسبب تغيرات عصبية تزيد من مخاطر الزهايمر.



جوزة الطيب من البهارات ذات الطعم اللذيذ، لكنها تحتوي على مركب يعرف بالميريستسين التي لها تأثير نفسي. والإكثار منها يؤدي إلى الإصابة بنوبات صرع وغثيان وهلوسة ودوخة وفقا لما ورد في موقع "غيزوندهايت تيبس"، لذا يجب ألا تزيد كمية جوزة الطيب المتناولة عن 10 غرامات في اليوم.



القرفة: القرفة من البهارات الصحية، إذ تحتوي على الكثير من مضادات أكسدة وتقي من الالتهابات وتخفض السكر في الدم ، فضلا عن أهميتها في تخفيض مخاطر التعرض لأمراض القلب والسكري والسرطان. لكن خبراء التغذية يوصون بعدم الإكثار من تناولها، والسبب هو مادة الكومارين، فالإكثار من هذه المادة ممكن أن يؤدي إلى تسمم الكبد والإصابة بالسرطان. علما أن الكمية المسموح بتناوله ينبغي ألا تزيد عن 0.1 لكل كيلو غرام من وزن الجسم.



الأحماض الدهنية أوميغا 3 تساعد على مكافحة الالتهابات في الجسم ولها دور مهم في نمو الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب؛ لكن الإكثار منها يمكن أن يكون خطيرا. فالكمية الموصى بتناولها يوميا يجب ألا تزيد عن 6 غرامات في اليوم، فهي تؤثر على سيولة الدم، وبالتالي فإن الإفراط في تناولها مضر وخاصة لأولئك الذين يتناولون أدوية تمنع تجلط الدم.



يعرف الموز بسمعته الحسنة لطعمه اللذيذ واحتوائه على عناصر غذائية مفيدة للجسم. لكن خبراء التغذية يحذرون من الإفراط من تناوله لكي لا يتحول إلى مصدر خطر على الصحة. والسبب زيادة نسبة سموم البوتاسيوم “سيانيد البوتاسيوم” التي قد يكتسبها الجسم. ما يجعلها مضرة بالصحة وخاصة لمرضى الفشل الكلوي وفقا لما ورد في موقع "غيزوندهايت إرنيرونغ" المعني بالشؤون الصحية.

الكاتب: دالين صلاحية