واشنطن (رويترز) - تقدم جمجمة متحجرة لمخلوق صغير وجدت في ولاية يوتا الأمريكية تحت عظمة قدم ديناصور نظرة ثاقبة عن واحدة من أكثر مجموعات الثدييات بدائية ودفعت العلماء إلى إعادة النظر في توقيت تفكك القارة الأرضية العملاقة (بانجيا) الذي نتج عنه قارات الكرة الأرضية المعروفة الآن.



ووصف العلماء يوم الأربعاء جمجمة حيوان ثديي بدائي صغير من العصر الطباشيري يطلق عليه (سيفليودون واكارموستش) في حجم أرنب بري صغير عاش قبل 130 مليون عام و يتمتع بصفات تشير إلى أنه يمتلك حاسة شم قوية وربما كان حيوانا ينشط في الليل.

وقال تشي-شي لو عالم الحفريات في جامعة شيكاجو ”إنه آكل للنباتات كما يتبين من أسنانه... ومن الرواسب التي يحملها يرجح أنه كان يعيش على ضفاف أو سهول نهر صغير“.

وكانت الجمجمة التي يبلغ طولها 7.5 سنتيمتر محفوظة جيدا وكاملة تقريبا على خلاف الحفريات المفتتة لمجموعة الثدييات التي ينتمي إليها الحيوان والمعروفة باسم (الهارميديات).

وتطورت الثدييات البدائية الأولى خلال العصر الترياسي (الثلاثي) حينما ظهرت الديناصورات للمرة الأولى من مخلوقات جمعت بين سمات الزواحف والثدييات.

وعثر على الجمجمة خلال أعمال حفر في موقع شمال متنزه أرتشز الوطني شرق ولاية يوتا. ولم يعرف علماء الحفريات من هيئة المسح الجيولوجي في ولاية يوتا أنها دُفنت في الصخور التي نقلت إلى المختبر للدراسة حتى نظروا تحت عظمة قدم ديناصور آكل للعشب يدعى هيبودراكو.

وقد تكون تلك أفضل جمجمة محفوظة من مجموعة (الهارميديات) وتلقي مزيدا من الضوء على المجموعة.

وقال آدم هاتنلوكر عالم الحفريات في جامعة ساذرن كاليفورنيا ”مقارنة بالثدييات الحديثة يملك هذا الحيوان مخا بسيطا على شكل أنبوب ويفتقر إلى الهياكل العظمية المعقدة التي تتصل عادة بالجزء الأمامي من الدماغ ومنطقة الأنف وله جذور أسنان بسيطة وسمات بدائية أخرى“.

ويقول الباحثون إن اكتشاف (سيفليودون) وله أقارب معاصرون في أفريقيا يشير إلى أن الروابط بين النصف الشمالي والنصف الجنوبي للكرة الأرضية استمرت بعد 15 مليون سنة مما كان يعتقد في السابق.