عبد الهادي السبيعي (تواصل) : فنّد أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالله المسند ما يطرح عالمياً حول أن هناك كارثة مناخية ستحدث عام 2020، بقوله إنه لا يعلم الخبايا إلا الله عز وجل، وأن ما يثار حول فائدة الغبار لقتل الحشرات وتنقية الجو منها لا أساس له من الصحة.



وتحدث المسند، في حواره مع “تواصل” بأن النماذج الرياضية المناخية لديها مخرجات لارتفاع وانخفاض درجة الحرارة لفصل الصيف لهذا العام عن الأعوام السابقة ولكنها ضعيفة؛ وذلك لأن فصل الصيف رتيب ولا يوجد تغيرات كبيرة بين صيف وآخر.

وأشار إلى أن ما يحدث من انشقاقات أرضية عادةً تكون في موسم الأمطار وخاصةً بعد جريان السيول وهي نتيجة طبيعية بين السيول ونوعية الصخور، مضيفاً أن العواصف الترابية لهذا العام أكثر من الأعوام السابقة وبشكل غير مسبوق.



  • طقس الصيف عادة ما يكون رتيباً ولا يوجد تغيرات كبيرة بين صيف وآخر.
  • الغبار أضراره أكثر من منافعه وما يثار عن قتله للحشرات شائعات لا صحة لها.
  • التشققات الأرضية التي تشهدها المملكة تحدث عادة بسبب الأمطار والسيول.


وعن الطقس والتوقعات المناخية كان هذا الحوار مع أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، ومؤسس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة (تسميات)، فإلى الحوار:

* بدايةً مع دخول فصل الصيف ما هي توقعاتك لدرجات الحرارة هذا العام؟

النماذج الرياضية المناخية لديها مخرجات بهذا الخصوص، ولكن الثقة فيها ضعيفة؛ وذلك كون المدة الزمنية الفاصلة بيننا وبينها طويلة هذا من جهة، ومن جهة أخرى عادة ما يكون فصل الصيف رتيباً، ولا يوجد تغيرات كبيرة بين صيف وآخر والله أعلم.


* يقال إن الرياح المثيرة للأتربة كان هذا العام أكثر من الأعوام السابقة؟ فهل هذا صحيح وما أسباب ذلك؟

نعم صحيح… فهذا العام العواصف الغبارية عصفت بالمنطقة بتكرار غير مسبوق على حد علمي، ومن الأسباب ـ والله أعلم ـ أن الحالات المطرية كانت حاضرة ومتكررة، خلال شهري مارس وأبريل، ومتزامنة مع الرياح الهابطة من السحب والمزن الركامية المثيرة للغبار.


* هناك أقوال بأن الرياح المثيرة للأتربة “العج” مفيدة لقتل الحشرات! هل هذا صحيح؟

يتناقل الناس مقولة لابن خلدون في مقدمته حيث قال: “يرسل الله الغبار فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتل الحشرات.. فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار” ا.هـ قلت: لا أدري من أين أتى الناس بهذه المقولة! فهي لم ترد في كتابه المقدمة أصلاً.


* ما هي أضرار الغبار التي تتطلب الاحتراس واتخاذ الإجراءات الوقائية حيالها؟

الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن الغبار بوجه عام أضراره أكثر من منافعه ومنها: التلوث البيئي، ويرفع درجة الحرارة ليلاً، ويتسبب في الأمراض الرئوية كالربو، وأمراض العيون كجفاف العين ويدفع بالمئات من الناس لمراكز الطوارئ طلباً للأكسجين، كما ثبت علمياً أن ذرات التراب تحمل على ظهرها البكتريا الضارة، والفيروسات، والجراثيم الفطرية، فتنقلها من مكان إلى آخر، وثبت أن العواصف الغبارية هي المسؤولة عن نشر جراثيم التهاب السحايا (الحمى الشوكية) وسط أفريقيا.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى الغبار يتسبب بعشرات الحوادث وتعطيل آلاف المسافرين ويسبب ربكة في خطوط الملاحة الجوية، ويؤثر بشكل مباشر على النشاط التجاري والزراعي، والسياحي والرياضي والنقل والمواصلات وكذا العمليات الحربية، وقبل ذلك تعليق الدراسة.


* تتناقل مواقع عالمية أنباءً بأن هناك كارثة مناخية بحلول عام 2020! ما مدى صحة ذلك؟

كذب.. فلا يعلم الغيب إلا الله
.


* الانشقاقات الأرضية التي حدثت مؤخراً في عدة مناطق من المملكة ما هي مسبباتها؟ وهل هناك فرصة لها بالتمدد لمناطق أخرى؟!

التصدعات في الأرض أو انكشاف دحول وخسوف على وجه الأرض خاصة في المناطق الرسوبية من السعودية، تظهر عادة في موسم الأمطار، وخاصة بعد جريان السيول؛ وهي نتيجة طبيعية للتفاعل بين السيول ونوعية الصخور المكونة للقشرة الأرضية كالجير على سبيل المثال، ومدى التفاعل بينهما في تفعيل آلية الذوبان عبر عملية التجوية، التي تُذوّب الصخور عبر الزمن حتى تُشكل دهاليزَ في باطن الأرض وكهوفاً؛ ومن ثم تتسع وتقترب من سطح الأرض فينتج عنها أحياناً تصدعات أو خسوف هذا والله أعلم.