القاهرة (رويترز) - أظهرت النتائج الرسمية يوم الاثنين فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفترة ثانية بحصوله على 97 بالمئة من أصوات الناخبين، وهي نفس النسبة التي حققها قائد الجيش السابق ومنحته رئاسة مصر قبل أربع سنوات.



بيد أن نسبة الإقبال كانت متدنية إذ لم تتجاوز 41 بالمئة على الرغم من المساعي الحثيثة لحمل أكبر عدد ممكن من المصريين على التصويت في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.

ويأتي فوز السيسي الكاسح بالانتخابات تأكيدا للنتائج الأولية التي ظهرت بعد انتهاء التصويت مساء الأربعاء الماضي.

وضمت الانتخابات منافسا وحيدا آخر، وهو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى الذي يقول إنه مؤيد للسيسي، وذلك بعد وقف جميع مرشحي المعارضة الجادين لحملاتهم في يناير كانون الثاني. وألقت السلطات القبض على المنافس الرئيسي للسيسي وتعرض مدير حملته للضرب بينما تراجع مرشحون محتملون آخرون عن خوض السباق مستشهدين بحملات ترهيب.

وقال السيسي إنه كان يود أن يخوض عدة مرشحين الانتخابات مضيفا أن لا ذنب له في تراجع مرشحي المعارضة المحتملين.

وقال المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون لإعلان النتائج النهائية يوم الاثنين إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.

وقد يمثل تدني الإقبال انتكاسة سياسية للسيسي الذي أشار قبل الانتخابات إنه يعتبرها استفتاء على رئاسته أكثر من كونها منافسة حقيقية. وبلغت نسبة الإقبال في انتخابات 2014 التي منحته فترته الرئاسية الأولى 47 بالمئة.

وصورت وسائل الإعلام الرسمية عدم التصويت بأنه خيانة لمصر. ونقلت وسائل إعلام أجنبية ومحلية عن بعض الناخبين قولهم إنهم تلقوا مغريات للإدلاء بأصواتهم من بينها أموال وسلع غذائية، لكنهم لم يذكروا من عرض عليهم ذلك.

وقال مسؤولون إن هذه الوقائع لو حدثت فهي لم تتم برعاية الدولة وكانت محدودة للغاية.


الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة - رويترز

* انتقادات
يقول منتقدون إن شعبية السيسي تراجعت في ظل الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي زادت من تردي أحوال معظم المصريين وأيضا بسبب حملة قمع لم يسبق لها مثيل على المعارضين.

ويقول مؤيدوه إن هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تواجه جماعة متشددة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شبه جزيرة سيناء وهزتها اضطرابات بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد نحو ثلاثة عقود له في الحكم.

وقاد السيسي في 2013 إطاحة الجيش بأول رئيس يختاره المصريون في انتخابات حرة، وهو محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات على حكمه. واكتسح السيسي الانتخابات التي جرت بعد ذلك بعام بنسبة 97 بالمئة من الأصوات.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من حملة القمع التي شنتها السلطات ضد المعارضة، بما في ذلك وسائل الإعلام، قبل اقتراع الأسبوع الماضي. والتزم حلفاء السيسي الرئيسيون في الغرب والمنطقة الصمت إلى حد بعيد إزاء انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في مصر.

وخلال انتخابات الأسبوع الماضي، قالت السفارة الأمريكية في القاهرة على تويتر ”نحن متأثرون جدا بحماس الناخبين المصريين ووطنيتهم“. وهنأت روسيا السيسي بفوزه بالانتخابات قبل إعلان النتائج الرسمية.