الرياض مروة رشاد وسارة دعدوش / صنعاء - عبد الرحمن الأنسي (رويترز) - تعهد الحوثيون الذين يسيطرون على شمال اليمن يوم الاثنين بإطلاق المزيد من الصواريخ على السعودية ما لم توقف قصفها للبلاد بعد أن أطلقوا صواريخ صوب الرياض خلال الليل تسبب أحدها في سقوط قتيل ومصابين للمرة الأولى.



واتهم التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين الحركة الشيعية باستخدام صواريخ إيرانية الصنع. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن التحالف يحتفظ بحق الرد ”في الوقت والشكل المناسب الذي يكفله القانون الدولي“ لحماية السعودية.

وتهدد الواقعة بتصعيد خطير في حرب أطلقت شرارة ما تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويعيش ملايين اليمنيين تحت تهديد مجاعة واسعة النطاق ووطأة الأمراض ورحمة مقاتلين قطعوا أحيانا الإمدادات الغذائية والطبية.

وقالت القوات السعودية إنها اعترضت ثلاثة صواريخ وأسقطتها فوق الرياض قبيل منتصف الليل. وسقطت شظايا على منزل في العاصمة وقتلت مقيما مصريا وأصابت اثنين آخرين.

وذكر التحالف أن الدفاعات الجوية تصدت أيضا لصواريخ أطلقت باتجاه نجران وجازان وخميس مشيط في جنوب المملكة. وقضت الهجمات على إحساس بالهدوء في مدينة الرياض التي لم تشعر مطلقا بالحرب حتى شهور قليلة مضت.

وأشاد قيادي بارز من الحوثيين بالهجوم الذي وقع عشية الذكرى الثالثة لتدخل السعودية وحلفائها العرب في الحرب اليمنية.

وقال رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد أمام حشد من عشرات الآلاف من الأنصار في العاصمة صنعاء إنه يشيد بالتقدم الناجح في القدرات العسكرية للحوثيين. وقال ”إذا أرادوا السلام فنحن مع السلام كما أسلفنا وكما قلنا لهم سابقا أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا... إذا استمرت غاراتكم فلنا الحق في الدفاع عن أنفسنا وبكل الوسائل المتاحة“.

ووضعت الحرب التحالف العربي السني بقيادة السعودية والمدعوم من الغرب ضد الحركة الشيعية الحوثية الموالية لإيران. ويسيطر الحوثيون على شمال اليمن بما يشمل العاصمة صنعاء، وينفون أنهم دمى في أيدي إيران ويقولون إن حركتهم ثورة وطنية ضد الفساد.

ويقاتل التحالف بقيادة السعودية دعما للحكومة التي تعمل من خارج البلاد لها موطئ قدم في جنوب البلاد.


* تصعيد خطير
اتهم المالكي إيران بإمداد الحوثيين بقدرات باليستية وقال إن على المجتمع الدولي ”العمل سوياً لمواجهة هذا التصعيد الخطير“ الذي يهدد المنطقة وما وراءها.

وفي مؤتمر صحفي في الرياض، عرض ما قال إنها بقايا صاروخ أطلق على الرياض إلى جانب صاروخ طراز صياد2 إيراني الصنع قال إنه جزء من شحنة كانت في طريقها إلى مقاتلي الحوثيين في اليمن.

وعندما أطلق الحوثيون صواريخ صوب الرياض العام الماضي اعترضتها الدفاعات السعودية دون أن تسفر عن أضرار رد التحالف العربي بإغلاق مطارات وموانئ اليمن وهو حصار قالت عنه الأمم المتحدة إنه زاد من احتمالات التجويع الجماعي قبل أن يرفعه التحالف جزئيا بعد ذلك.

وشن التحالف بقيادة السعودية آلاف الضربات الجوية في اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية أصاب بعضها مستشفيات ومدارس وأسواقا وقتل مئات المدنيين فيما لم يُقرب الرياض من تحقيق نصر عسكري.

وقالت المملكة إن المئات من جنودها ومدنيين قتلوا بسبب هجمات بقذائف مورتر وصواريخ قصيرة المدى عبر الحدود الجنوبية للسعودية.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص قتلوا في الصراع حتى الآن فيما يواجه الملايين مجاعة محتملة وتفشيا للأمراض بسبب عراقيل تواجه وصول إمدادات الغذاء والمستلزمات الطبية.

وتشير أحدث بيانات من الأمم المتحدة إلى أن نحو 22 مليون مدني، يشكلون 75 بالمئة من سكان اليمن، يحتاجون إلى مساعدة إنسانية. وتسبب الصراع في أسوأ تفش لمرض الكوليرا في التاريخ الحديث بنحو مليون حالة إصابة.

وحثت دول غربية السعودية وحلفاءها في الخليج على حماية المدنيين والتوصل إلى نهاية سريعة للحرب. لكنها ساندت أيضا ما تقوله الرياض عن حاجتها للدفاع عن نفسها من هجمات عبر الحدود والحد من انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة التي تطل على مسارات تجارية مهمة.

وأنحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) باللائمة على إيران في زيادة حدة الصراع.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة اللفتنانت كوماندر ريبيكا ريباريتش في بيان ”يطابق هذا نهج إيران في تقديم أسلحة متطورة للحوثيين... إيران دفعت الصراع في اليمن إلى الامتداد إلى الدول المجاورة وتقوض المساعي الدولية لحل الصراع وتزيد معاناة الشعب اليمني“.

وناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحرب في اليمن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته للبيت الأبيض الأسبوع الماضي ومع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن في الأسبوع الذي سبقه.

ونظرت السعودية إلى السيطرة الحوثية على صنعاء في 2014 في إطار استراتيجية إقليمية من عدوتها طهران لتطويقها. وأبلغ خبراء مستقلون من الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي في يناير كانون الثاني إن صواريخ حوثية وعتادا آخر فحصوه كان إيراني الصنع.

وقال دبلوماسيون ومسؤولون يمنيون هذا الشهر إن الحوثيين يجرون محادثات سلام سرية مع السعودية إذ لم تسفر سنوات من الحوار الذي تتوسط فيه الأمم المتحدة عن نتائج تذكر.