واشنطن - إدريس علي / فيل ستيورات (رويترز) - قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس إن ثمة حاجة ملحة لإيجاد حل سياسي لحرب اليمن وعبر عن أمله في نجاح جهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مشددا على دعمه التام للرياض.



وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن في 2015 ضد الحوثيين الموالين لإيران الذين أجبروا حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا على الخروج من البلاد. وسقط في الحرب الأهلية ما يقدر بنحو عشرة آلاف قتيل.

وقال ماتيس معبرا عن الدعم القوي للرياض ”علينا أيضا إحياء الجهود بشكل عاجل للبحث عن حل سلمي للحرب الأهلية في اليمن ونحن ندعمكم في هذا الصدد“.

وردا على سؤال من الصحفيين في بداية المحادثات عما إذا كان سيناقش قضية سقوط خسائر في صفوف المدنيين في اليمن قال ماتيس ”نحن نسعى إلى إنهاء الحرب، هذا هو الهدف النهائي. وسوف ننهيها بشروط إيجابية لشعب اليمن وأيضا مع تحقيق الأمن لدول شبه الجزيرة“.

وعين الأمين العام للأمم المتحدة هذا العام الدبلوماسي البريطاني السابق مارتن جريفيث مبعوثا جديدا لليمن في محاولة لدعم جهود الوساطة من أجل السلام.

وأشاد ماتيس بالسعودية بسبب ”الكميات الكبيرة من المساعدات الإنسانية“ التي قدمتها للمدنيين في اليمن. وقال التحالف بقيادة السعودية هذا العام إنه سيخصص 1.5 مليار دولار للمساعدات الإنسانية لليمن.

وتسببت الحرب في تشريد أكثر من مليوني شخص ودفعت البلاد، التي كانت بالفعل الأفقر في شبه الجزيرة العربية، إلى حافة مجاعة واسعة الانتشار فيما أصيب نحو مليون شخص بالكوليرا.

ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء قرارا يسعى لإنهاء دعم الولايات المتحدة لحملة السعودية في اليمن.

وصوت المجلس بأغلبية 55 مقابل 44 برفض القرار الذي سعى للمرة الأولى لاستغلال بند في قانون سلطات الحرب لعام 1973 يسمح لأي سناتور بطرح قرار حول سحب القوات المسلحة الأمريكية من أي صراع لم تحصل على تفويض من الكونجرس للمشاركة فيه.

وتبع التصويت المواقف الحزبية إلى حد كبير على الرغم من تصويت عدد قليل من الديمقراطيين مع أغلبية الجمهوريين بالرفض فيما أيد عدد قليل من الجمهوريين مساعي إصدار قرار بإنهاء دعم الحملة.

وخلال نقاش في مجلس الشيوخ قبل التصويت وصف بعض داعمي الإجراء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في اليمن بأنه ”كارثة إنسانية“ ألقوا بالمسؤولية عنها على السعوديين.

وفي كلمة للصحفيين بعد الاجتماع قالت وزارة الدفاع إن ماتيس لم يتطرق للخسائر المدنية في اليمن لكن الأمر فتح للنقاش بعد أن طرح صحفي سؤالا عن الأمر.

وقالت المتحدثة باسم البنتاجون دانا وايت إنه خلال الاجتماع تحدث ولي العهد عن زيادة التعاون مع الجيش الأمريكي بما في ذلك التدريب.

ورحب الرئيس دونالد ترامب ترحيبا حارا بالأمير خلال اجتماع في البيت الأبيض هذا الأسبوع ونسب الفضل في تعزيز فرص العمل الأمريكية إلى صفقات أسلحة مع المملكة.

وذكرت البنتاجون أن ماتيس وولي العهد ناقشا أيضا أفغانستان وأن الرياض مستعدة لمساعدة أعضاء حركة طالبان وأسرهم المهتمين بمساعي المصالحة.

وقالت الولايات المتحدة إنها ترى مؤشرات على اهتمام من عناصر في حركة طالبان الأفغانية لإجراء محادثات مع كابول لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 عاما.

وقالت وايت المتحدثة باسم البنتاجون إن ولي العهد السعودي بدا ”إيجابيا تماما“ بشأن قدرة دول الخليج على تجاوز الأزمة بينها.

وتحرص واشنطن على إنهاء المواجهة بين قطر من جهة وعدة دول عربية بينها السعودية من جهة أخرى. وأدى الخلاف لحدوث انقسامات بمجلس التعاون الخليجي وأضر بالمساعي التي تقودها الولايات المتحدة للحفاظ على جبهة قوية ضد إيران.

ماتيس يؤكد على أهمية السعودية لأمريكا في اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نقل وزير الدفاع الأمريكي، جيمز ماتيس، تعازيه لولي ولي عهد المملكة العربية السعودية ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان في مقتل البحارة السعوديين إثر هجوم انتحاري بزوارق حوثية على فرقاطة سعودية غرب ميناء الحديدة، في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء، شدد فيه على أهمية السعودية بالنسبة لأمريكا.

وأصدر البنتاغون بياناً، جاء فيه: "تحدث وزيرة الدفاع جيمز ماتيس هاتفياً مع ولي ولي العهد المملكة العربية السعودية ووزير الدفاع محمد بن سلمان لمناقشة الشراكة الدفاعية القوية بين الولايات المتحدة والسعودية. وفي أول حديث لهما، شكر الوزير ماتيس وزير الدفاع لمساهمات السعودية في مواجهة تنظيم داعش في جميع أنحاء العالم. وأكد مجدداً على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، ولا سيما في مواجهة التحديات الأمنية الجديدة والناشئة في الشرق الأوسط. وأعرب الوزير ماتيس أيضاً عن رغبته في التشاور عن كثب مع السعودية بشأن القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك."

كما تتطرق ماتيس في الاتصال إلى واقعة الهجوم الانتحاري الحوثي الذي تعرضت له الفرقاطة السعودية، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" في تقريرها الذي ذكر: "في بداية الاتصال أعرب (ماتيس) عن استنكاره للحادث الإرهابي الذي تعرضت له إحدى الفرقاطات السعودية غرب ميناء الحديدة وعن تعازيه في وفاة البحارة السعوديين، وقد شكر (الأمير محمد بن سلمان ماتيس) على مشاعره النبيلة تجاه المملكة، وأشار إلى العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين والتي تمتد لأكثر من ثمانين عاماً، منوهاً بخبرة معاليه في المنطقة والتطلع للعمل معاً لخدمة مصالح البلدين ومحاربة الإرهاب والميليشيات والقرصنة وأن من اللازم إعادة الاستقرار لدول المنطقة وتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين."