سان فرانسيسكو/واشنطن (رويترز) - يقول خبراء إن العملية الروسية التي استهدفت التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016 جمعت بين أساليب التجسس القديمة وتقنيات القرن 21 التي لن يكون من السهل وقفها على الرغم من كشفها.



وتتعرض شركات التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك وتويتر لضغط شديد للتوصل إلى سبل لمنع ما يطلق عليها في كثير من الأحيان ”حرب المعلومات“ على مواقع الشركتين. وأصدر المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر يوم الجمعة لائحة وجه فيها الاتهام إلى 13 مواطنا روسيا استخدموا سجلات فيسبوك وانستجرام على نطاق واسع.

لكن مجموعة الأساليب التي جرى الكشف عنها في لائحة الاتهام بما في ذلك استخدام شركات وهمية وهويات مسروقة واستخدام شبكات خاصة افتراضية لتفادي الرصد على الإنترنت تشير إلى أنه حتى شركة بحجم فيسبوك قد تواجه صعوبة في منع هذه الأنشطة بنفسها حين تحدث.

كانت أجهزة مخابرات أمريكية قالت إن روسيا ستحاول التدخل في انتخابات التجديد النصفي هذا العام مرة أخرى باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية.

وقالت آن رافيل العضو السابق بلجنة الانتخابات الاتحادية الأمريكية ”لا يمكنهم وقف ذلك تماما لأن من الصعب جدا تعقب تلك الأشياء. شراء الإعلانات سرا على الموقع من خلال شخصيات مزيفة أمر يثير قلقا كبيرا“. وأضافت أن شركات الإنترنت ربما تحتاج للاستعانة بممارسات تتبعها البنوك للتعرف على هويات زبائنها وتبادل المعلومات دوريا مع السلطات.

وقالت فيسبوك إنها ستبدأ في طلب توثيق شامل من المعلنين المرتبطين بالانتخابات للتحقق من هوياتهم ومواقعهم بدءا من الانتخابات الأمريكية هذا العام. لكن حجم عملية التدقيق لم يتضح بعد. وقال دان بيتالاس المدعي الأمريكي الاتحادي السابق ”لائحة الاتهام تفصل خطة واسعة سيكون من الصعب التعرف عليها“. وقالت فيسبوك يوم الجمعة إنها تقوم ”باستثمارات كبيرة“ تحسبا لهجمات مستقبلية وتتعاون مع مكتب التحقيقات الاتحادي لردع التدخل في الانتخابات.

وجاء في لائحة الاتهام أن الحملة التي نفذها الروس بدأت بثلاثة أسابيع من الاستطلاع في 2014 حين سافر اثنان منهم إلى تسع ولايات أمريكية منها كولورادو وميشيجان. وأضافت أنهم كانوا مزودين بكاميرات وشرائح هواتف محمولة وهواتف ”وخطط للإجلاء“ إذا دعت الحاجة.

وقالت اللائحة إن المتهمين استخدموا أرقام تأمين اجتماعي مسروقة وتواريخ ميلاد لأمريكيين لفتح حسابات مزيفة على موقع (باي بال) للدفع الإلكتروني كما استخدموا مساحات على خوادم كمبيوتر داخل الولايات المتحدة لاستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة لإخفاء هوياتهم وادعاء أنهم أمريكيون.