ألبيرتا / كندا (دويتشه ﭭيله) : لقي عرض مخطط التسلسل الجيني لمرض الجدري على موقع إلكتروني انتقادات كبيرة، حيث يخشى النقاد من أن تقع هذه المعلومات في أياد غير مسؤولة وتستغلها لنشر هذا الوباء الفتاك.



قام عالمان من جامعة ألبيرتا الكندية بنشر مخطط التسلسل الجيني لمرض الجدري، الذي يعتبر مقضياً عليه رسمياً، ونشرا نتائج دراستهما في الموقع الإلكتروني لدورية "بلوس وان" العلمية. ولقي نشر العالمان الكنديان لهذه الدراسة وعرضها على العامة انتقادات كبيرة من طرف خبراء وعلماء عدة. وبرر عالما الفيروسات ديفيد إيفانس وزميله ريان نويس بأن دراستهما كانت ممولة من شركة للأدوية بهدف ابتكار فيروس اصطناعي يمكن أن يقود إلى تطوير لقاح أكثر فاعلية ضد مرض الجدري كما جاء في موقع "فوخن كورير" الألماني.

ويرى عالم الفيروسات الألماني شتيفان بيكر أن "هناك بالفعل ما فيه الكفاية من لقاحات ضد مرض الجدري" وأن لا داعي لتطوير لقاحات أخرى. وانتقد عالم الفيروسات توماس إنغليسبي من مركز الأمن الصحي من جامعة جونز هوبكينز الأمريكية هو الآخر هذه الخطوة ووصفها بـ"الخطأ الفادح"، مضيفاً أن "العالم أصبح الآن أكثر عرضة للجدري"، حسب ما جاء في موقع "فوكوس" الألماني.



مخطط ابتكار مرض الجدري

ويخشى علماء الفيروسات أن يُحفز نشر مخطط مرض الجدري على إحياء هذا المرض الخطير مرة ثانية وأن يستغله البعض لشن اعتداءات بيولوجية ونشر هذا الوباء من جديد. وقد استغرق استئصال الجدري، الذي يعد من أبشع الأوبئة في تاريخ البشرية، عقوداً واستثمار جهود وأموال طائلة، لاسيما أن منظمة الصحة العالمية بدأت في تنظيم حملة عام 1967 للقضاء على هذا الوباء الفتاك، لتعلن عام 1980 نجاحها في القضاء على المرض نهائياً.