دافوس (سويسرا) يارا بيومي (رويترز) - استغل مسؤولون خليجيون عرب المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الأربعاء لانتقاد إيران بسبب ما قالوا إنه سلوكها الذي يزعزع استقرار المنطقة، مستغلين غياب إيران عن الحدث السنوي.



وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دائم الحضور في المنتدى السنوي، الذي يجمع كبار الساسة والرؤساء التنفيذيين والمصرفيين، وغالبا ما كان يشتبك مع نظرائه الخليجيين العرب في جلسات متنافسة.

لكنه لم يحضر هذا العام.
ونتيجة لذلك، كان المنتدى مفتوحا على مصراعيه أمام السعودية والإمارات والبحرين لانتقاد إيران، وكذلك أمام انتقاد أقل حدة من آخرين.

وتتنافس إيران، القوة الشيعية الرئيسية، والسعودية السنية والمتحالفة مع الولايات المتحدة على النفوذ في الشرق الأوسط حيث تدعمان أطرافا متعارضة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حلقة نقاشية بالمنتدى ”في الشرق الأوسط لدينا رؤيتان متنافستان. رؤية نور ...ورؤية ظلام، ورؤية الظلام هي الطائفية، وهي تحاول استعادة امبراطورية دمرت منذ آلاف السنين، وهي تستخدم الطائفية والإرهاب لكي تتدخل في شؤون الدول الأخرى“. وأضاف ”التاريخ يظهر أن النور دائما ما ينتصر على الظلام“.

وتنفي إيران التدخل في شؤون الدول العربية. وقال ظريف العام الماضي في دافوس إن إيران والسعودية يجب أن يكون بمقدورهما العمل معا للمساعدة في إنهاء الصراعات في سوريا واليمن.


وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر في روما أول ديسمبر كانون الأول 2017 - رويترز

كما تقاتل قوات تقودها السعودية وتساند الحكومة اليمنية الحوثيين المتحالفين مع إيران في الحرب الأهلية اليمنية. ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزويد إيران الحوثيين بالصواريخ بأنه ”يعد عدوانا عسكريا ومباشرا من جانب النظام الإيراني وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة“.

أما رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري فوجه انتقادات محسوبة للجمهورية الإسلامية. وحكومته الائتلافية، التي تضم جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، تعني أن عليه أن يتحسس الخطى. ويتهم حلفاؤه السعوديون حزب الله بشن حرب في أنحاء الشرق الأوسط بالوكالة عن إيران.

ودفعت استقالة الحريري العام الماضي لبنان إلى صدارة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران. ثم عدل لاحقا عن قراره. وقال في جلسة منفصلة ”إيران دولة يجب أن نتعامل معها... أنا كرئيس مجلس الوزراء في لبنان أريد أن تجمعني أفضل العلاقات بإيران، ولكن أن تكون هذه العلاقات من دولة إلى دولة“.

وأضاف ”ربما إيران هي تحد في المنطقة لكن الحوار هو جزء من حل هذا التحدي، وهذا ما نتطلع إليه... لا يمكن لإيران أن تتدخل في اليمن“.

واعترفت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بأن برلين لديها مشكلات مع إيران لكنها استغلت وجودها في المؤتمر للدفاع عن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية الكبرى عام 2015، والذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منه.

وقالت ”لدينا مخاوف عديدة بشأن إيران، ونرى قطعا مشكلات كثيرة مع إيران. لكننا نعتقد أن الاتفاق (النووي) الإيراني يجسد المشكلة الأساسية ونعتقد بالتالي أن علينا الالتزام بالاتفاق طالما التزمت به إيران أيضا“.