مكة المكرمة - عبد الله الدهاس (عطاظ) : أثار التقاذف بين أمانة العاصمة المقدسة ووزارة النقل، حول مسؤولية إغلاق جسر جعرانة، منذ نحو عامين، حيرة واستياء سكان الأحياء الواقعة شرق مكة المكرمة، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل وفض هذا الاشتباك لإنهاء المعاناة التي يعيشونها، بعلاج الملاحظات التي رصدت على الجسر، خصوصا أنه محور حيوي لأهالي الشرائع وجعرانة.


«الأمانة» و«النقل» تتقاذفان المسؤولية منذ عامين

وتذمر ناصر الهذلي من تنصل الأمانة ووزارة النقل من مسؤولية إغلاق جسر جعرانة، وإلقاء كل جهة باللوم على الأخرى، غير عابئتين بالأضرار التي لحقت بالسكان، ولاسيما القاطنين في شرق العاصمة المقدسة؛ إذ يضطرون لقطع مسافات طويلة حتى يصلوا إلى قلب أم القرى، بينما الجسر في حال فتحه يختصر عليهم كثيرا من الجهد والوقت.

وذكر أن الضبابية التي تكتنف الموضوع جعلته يستمر ما يزيد على عامين، دون أي حراك لعلاجه، فتفاقمت المعاناة، ويبدو أن أمدها سيطول، دون التوصل لأي حل قريبا.

وانتقد خالد الحربي إغلاق الجسر منذ ما يزيد على عامين، مشيرا إلى أن معاناتهم تفاقمت، متسائلا عن المسوغات التي دعت إلى إغلاقه.

وقال: «بررت الأمانة إغلاقه بوجود ملاحظات وعيوب فنية تهدد حركة المركبات، وكان من المفترض أن تعالجها سريعا، إلا أن الإغلاق استمر لما يزيد على عامين، وفي الأخير تنصلت الأمانة من المشكلة، وأنحت باللائمة على وزارة النقل»، مشددا على ضرورة علاج المشكلة سريعا وإنهاء معاناة السكان، خصوصا القاطنين في جعرانة والشرائع.



واعتبر أحمد اللهيبي ما يحدث في الجسر الحيوي يجسد الإهمال والتواكل بين الجهات المختصة، ملمحا إلى أن تقاذف المسؤولية بين الجهتين مثال صارخ للفساد.

وطالب الجهات المختصة بالتدخل ومعالجة المشكلة التي أرقت سكان شرق العاصمة المقدسة، فضلا عن الزوار والمعتمرين الذين يتوافدون إلى ميقات جعرانة.

من جهته، أفاد عضو المجلس البلدي في العاصمة المقدسة بريك العصيمي بأن جسر جعرانة يعد المدخل الرئيسي لسكان الشرائع وجعرانة والقرى التابعة لهما من جهة الشرق، ومنفذا لكثير من الزوار والمعتمرين، مرجعا إغلاقه لأسباب فنية هندسية «في ظل الغياب التام واللامبالاة والنسيان من الجهة التي يتبعها رغم المطالبات المتكررة والرفع لمن يعنيه الأمر لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجته».

وقال العصيمي: «وبحكم أني مواطن بالدرجة الأولى وعضو في المجلس خاطبت أمين العاصمة المقدسة شخصيا، وقسم الجسور والكباري بالأمانة بخطابات رسمية»، مشيرا إلى أن الأمانة ردت بأن تبعية الجسر لفرع وزارة النقل.

وأضاف العصيمي: «وبعد رفع هذا الموضوع لمكتب فرع وزارة النقل بالعاصمة المقدسة أفادوا بأن الجسر يتبع الأمانة»، لافتا إلى أن الجهتين تدعيان بأن لديهما ما يثبت صحة موقفهما.

من جهة أخرى، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بأمانة العاصمة المقدسة عماد السعدين أنه تم إغلاق الجسر المؤدي إلى جعرانة لوجود بعض الملاحظات بالخرسانة التي تحتاج إلى معالجة، مشيرا إلى أن الجسر يتبع لإدارة فرع الطرق بالعاصمة المقدسة، مبينا أنه يجري حاليا التنسيق والدراسة لبنود الإصلاح والمعالجة وتحديد التكاليف والرفع لصاحب الصلاحية.