طوكيو (أ. ف. ب) : أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين ان لديه "ثقة كبيرة" بحملة مكافحة الفساد التي اطلقتها السلطات السعودية واعتقلت خلالها العشرات من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية في المملكة، مؤكدا ان هؤلاء ابتلعوا ثروات البلد على مدى سنوات.



وقال ترامب في تغريدة على موقع تويتر "لدي ثقة كبيرة بالملك سلمان وبولي العهد السعودي، فهما يدركان بالضبط ما الذي يفعلانه"، مؤكدا ان "بعضا ممن يعاملانهم بقسوة +حلبوا+ بلدهم على مدى سنوات!.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اجرى السبت اتصالا هاتفيا بالرئيس الاميركي ناقشا خلاله "التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها إضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس).

وعبّر الملك سلمان خلال الاتصال عن إدانة الرياض للهجوم الذي شهدته نيويورك الاسبوع الماضي وقتل فيه ثمانية اشخاص في عملية دهس.

وجاء الاتصال بين الرئيس الاميركي والعاهل السعودي بعيد حملة توقيفات غير مسبوقة في السعودية طاولت امراء ومسؤولين ووزراء حاليين وسابقين على خلفية تهم بالفساد.

وفي تغريدة على تويتر قال ترامب السبت انه تمنى على الملك سلمان ان تختار الرياض بورصة وول ستريت لطرح أسهم مجموعة النفط السعودية العملاقة "ارامكو" المقرر في 2018.

واكدت المجموعة السعودية في اواخر تشرين الاول/اكتوبر ان هذه العملية، التي قدمت على أنها اضخم إدراج في البورصة في العالم، ستتم في النصف الثاني من 2018، ويتوقع ان تنتج عائدات تصل الى الفي مليار دولار.

وتشكل هذه الخصخصة الجزئية التي تقضي ببيع 5% من ارامكو حجر الزاوية في مشروع اصلاحات طموح أطلقه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للحد من اعتماد اقتصاد المملكة على النفط.

وكان رئيس ارامكو أمين الناصر اكد ان مكان الادراج قيد البحث وسيتم الاعلان عنه في الوقت المطلوب.

والسعودية احد اكبر واهم حلفاء ادارة ترامب في الشرق الاوسط .


ترامب يشيد بحملة التطهير السعودية ويعبر عن الثقة في الملك وولي العهد
واشنطن - يارا بيومي و جوناثان لانداي (رويترز) - أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إجراءات اتخذها ولي العهد السعودي شددت قبضته على السلطة من خلال حملة تطهير لمكافحة الفساد شملت اعتقال أمراء ووزراء ورجال أعمال.



وعزز هذا التأييد العلاقات الأمريكية السعودية التي تحسنت كثيرا خلال رئاسة ترامب فيما يرجع لأمور منها رؤية الزعيمين القائمة على التصدي لإيران، العدو اللدود للرياض، بشكل أكثر نشاطا في المنطقة.

وقال ترامب على تويتر يوم الاثنين إن لديه ”ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد السعودية“ عقب الاعتقالات الواسعة في أكبر حملة تطهير لمكافحة الفساد في التاريخ السعودي الحديث. وقال الرئيس الأمريكي أيضا ”هما يعلمان جيدا ما يفعلانه“ مضيفا ”بعض أولئك الذين يعاملوهم بصرامة كانوا ‘يستنزفون‘ بلدهم لسنوات“.

وحملة التطهير هي الأحدث ضمن سلسلة خطوات كبرى اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز نفوذ السعودية على الساحة الدولية وزيادة سلطاته داخليا.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الأمير محمد ”أصبح المحرك الرئيسي لعملية صنع سياسة السعودية. تحرك بنشاط لتهميش المعارضين وتركيز سلطة صنع القرار وترسيخ نفسه باعتباره الوريث بلا منازع لتركة آل سعود“.

وأضاف المسؤول أن الأمير محمد ”يسعى أيضا لإنعاش ثقة الشعب في الملكية السعودية من خلال تنويع الاقتصاد وتخفيف القيود الدينية وتنفيذ إصلاحات اجتماعية واسعة النطاق“.

إنجاز مثير
وعاد جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه، الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، مؤخرا من السعودية فيما أثار تكهنات عما إذا كانت لديه فكرة عن خطط ولي العهد. وقال البيت الأبيض في الوقت الذي أعلنت فيه الزيارة إنها كانت في إطار جهود كوشنر بشأن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ومن بين المقبوض عليهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين.

وقال روب مالي نائب الرئيس للشؤون السياسية لدى مجموعة الأزمات الدولية ”إنه لإنجاز مثير أن يتمكن بشكل أساسي من أن يحيد فعليا كل مصادر المعارضة المحتملة، ومنافسيه المعارضين، سواء كانت دينية أم إعلامية أم سياسية أم عسكرية“.

وأضاف مالي المستشار البارز السابق في شؤون الشرق الأوسط خلال حكم باراك أوباما ”على الجانب الآخر ... فإن خلق الكثير من الأعداء في وقت واحد يشكل دوما مجازفة. فليس واضحا كيف يمكن لأولئك الأعداء أن يردوا“.

ومن بين المقبوض عليهم أيضا الأمير متعب بن عبد الله الذي أقيل من منصب وزير الحرس الوطني وهو أحد مراكز القوى الرئيسية التي تضرب بجذورها في قبائل المملكة.

وأعاد ذلك للأذهان قرارا اتخذه الملك سلمان في يونيو حزيران بتعيين ابنه الأمير محمد وليا للعهد بدلا من ابن عمه الأمير محمد بن نايف الذي أعفي أيضا من منصب وزير الداخلية.

وحذر مسؤول كبير سابق بالمخابرات الأمريكية من أنه نظرا للولاءات في الحرس الوطني فإن ولي العهد قد يواجه رد فعل قويا. وأضاف ”أجد من الصعب تصديق أنه (الحرس الوطني) سيذعن ببساطة ويقبل بفرض قيادة جديدة بهذا الشكل التعسفي“.

مواجهة مع إيران
توترت العلاقات الأمريكية السعودية خلال عهد أوباما الذي شعرت الرياض أنه يعتبر التحالف معها أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.

لكن إدارة ترامب تعهدت بالتصدي لإيران بفاعلية أكبر في المنطقة. وتشاطر إدارة ترامب السعودية وجهة نظرها بأن إيران تزعزع استقرار المنطقة عبر عدد من الوكلاء في دول منها لبنان وسوريا واليمن. وتنفي طهران تلك المزاعم.

وفتحت الأحداث التي شهدتها السعودية في الأيام القليلة الماضية الباب على ما يبدو أمام احتمال حدوث مواجهة أشد مع إيران ووكلائها. واتهمت السعودية لبنان يوم الاثنين بإعلان الحرب عليها بسبب ما تصفه بعدوان جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران على المملكة.

واستقال السياسي اللبناني المتحالف مع السعودية سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان يوم السبت حيث أعلن استقالته من الرياض ملقيا باللوم على إيران وحزب الله.

واعترضت الدفاعات الجوية السعودية يوم السبت أيضا صاروخا باليستيا أطلق من اليمن صوب العاصمة الرياض. وأشادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بالسعودية ”لفضحها“ دور إيران في اليمن وتزويد طهران للمسلحين الحوثيين هناك بأنظمة صاروخية.

وقال مالي لرويترز ”بين تلك (استقالة الحريري) وإطلاق الصاروخ على الرياض... تزامن الحدثين يعني أن احتمال وقوع تصعيد، ضربة ما ضد حزب الله أو ضد إيران أو ضد الإثنين أكثر ترجيحا مما كان عليه قبل بضعة أيام بالتأكيد“.