الرياض - أندرو تورشيا (رويترز) - تخطط مدينة صناعية بالمملكة العربية السعودية لاستضافة مهرجان لموسيقى الجاز قرب نهاية العام مع دخولها قطاعات السياحة والترفيه وذلك كأحد نتائج الإصلاحات الاقتصادية الرامية لإنهاء اعتماد المملكة على صادرات النفط الخام.



وحفلات الترفيه العامة بما فيها الموسيقى والرقص نادرة في المملكة المحافظة. وفي يناير كانون الثاني استضافت مدينة جدة أول حفل موسيقي عام في أكثر من عشر سنوات شارك فيه فنانون عرب.

لكن الإصلاحات التي أطقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخذت تغير أجواء الأعمال. وجعل الأمير البالغ من العمر 32 عاما من السياحة والترفيه قطاعات أساسية ينبغي تطويرها من أجل توفير فرص عمل.

وقال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية التي تطور مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر قرب مدينة جدة إنه يستهدف جلب موسيقيين أجانب للمشاركة في إحياء مهرجان لموسيقى الجاز.

وقال الرشيد إنه ليس واضحا إن كانت قواعد التأشيرة المعمول بها حاليا تسمح بحضور جمهور أجنبي كبير خلال المهرجان لكنه توقع طلبا كثيفا على التذاكر بين المواطنين السعوديين. وقال الرشيد في مقابلة يوم الأربعاء على هامش مؤتمر دولي يروج للسعودية كوجهة للاستثمار ”يوجد طلب هائل غير مستغل على مثل تلك الحفلات والعروض الثقافية“.


فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية مع رويترز في الرياض - رويترز

وتسلط خطط استضافة مهرجان لموسيقى الجاز الضوء على تحول في التركيز بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية منذ أن بدأ الأمير محمد إصلاحاته في العام الماضي.

كانت المنطقة الاقتصادية التي تدعمها الدولة، ويعيش بها نحو 7000 شخص، قد دشنت في العام 2005 بهدف استضافة مصانع وميناء.

وقال الرشيد إن نشاط الصناعات التحويلية في نمو. ويوجد في المنطقة قرابة 120 مستأجر صناعي وهو رقم يرتفع بنحو عشرة سنويا. وقفزت انتاجية الميناء 14 بالمئة في النصف الأول من 2017 مقارنة معها قبل عام إلى 821694 حاوية مكافئة لعشرين قدما.

غير أن المنطقة تركز حاليا بكثافة على السياحة بعد بناء منشآت مثل ملعب للجولف ومرسى بحري. وزار المدينة 300 ألف شخص إجمالا حتى الآن هذا العام ارتفاعا من 170 ألفا في العام الماضي و15 ألفا في 2015.

وتخطط المدينة الاقتصادية لزيادة عدد الفنادق لديها إلى عشرة بحلول 2020 من اثنين حاليا. وقال الرشيد إنه يجري حاليا تصميم ثلاثة وإنه جرى توقيع اتفاقات لإقامة مشروعات مشتركة من أجل اثنين آخرين.

وشركة إعمار المدينة الاقتصادية، التابعة لإعمار العقارية في دبي، ضمن نحو ست مشروعات في السعودية تهدف لإقامة مناطق صناعية وعمرانية تعرف باسم ”المناطق الصناعية“.

وكان النجاح الذي حققه أغلبها محدودا وتباطأت أعمال التطوير مع تأثر الاقتصاد بانخفاض أسعار النفط في السنوات الأخيرة.

وقالت الحكومة في العام الماضي إنها تراجع الخطط الخاصة ببعض المناطق الاقتصادية بسبب ”تحديات حقيقية تهدد استمراريتها“. ومن بين تلك المشروعات مدينة جازان الاقتصادية التي خضعت لعملية إعادة هيكلة.

وقال الرشيد إن الحكومة حاضرة في استراتيجية شركة إعمار المدينة الاقتصادية وإن الشركة تتعاون بشكل وثيق مع وزارة الإسكان وهيئة الترفيه وغيرها من الهيئات الحكومية فيما يتعلق بخططها للأعمال.

وأضاف معلقا على دخول شركته قطاع الترفيه ”إذا كنت شركة من القطاع الخاص وتنتظر عودة أسعار النفط للارتفاع حتى تعود الظروف الطبيعية مجددا فأنت مخطئ“. وأضاف ”هذا هو الظرف الطبيعي الجديد“.