الرياض - محمد القحطاني (واس) : قدرت المؤسسة العامة للحبوب حجم الاستهلاك الشهري للدقيق ومشتقاته في المملكة بنحو (5) ملايين كيس، يزن الواحد منها 45 كجم، إذ يعد من أهم العناصر الغذائية للإنسان لاحتوائه على البروتينات والنشويات الموجودة في : الخبز، وبعض المعجنات بمختلف أصنافها، في حين تنتج المؤسسة 60 مليون كيس دقيق سنويًا أي ما يقرب من 164,000 كيس يوميًا، بإجمالي مبيعات بلغ 2.7 مليون طن سنويًا، محققة زيادة عن عام 1436/1437هـ نسبته 3.5%، وتصدرت منطقة مكة المكرمة حجم المبيعات بنسبة 28%، يليها منطقة الرياض بنسبة 24%، ثم خميس مشيط، فالدمام.



وتشرف المؤسسة على إنتاج الدقيق في عدد من شركات المطاحن المنتشرة في مناطق الملكة عن طريق مطاحن ضخمة تبلغ تكلفة الواحدة منها 200 مليون ريال، وتعمل على مدار (24) ساعة، ليتم إيصاله مدعوما إلى المصانع والمخابز بجودة عالية حتى يصل إلى المستهلك في صورته النهائية بتكلفة قليلة، في حين يستغرق إنتاج الدقيق نحو يومين يمر خلالها بعدة مراحل طويلة تبدأ من تنظيف القمح وترطيبه، مرورًا بفصل قشرة حبة القمح (النخالة) عن اللب الدقيق، وصولًا إلى مرحلة الجرش والطحن والتعبئة.

ومن قلب العاصمة الرياض العامرة بالحيوية يبرز المعرض السعودي الدولي للمخبوزات والمعجّنات في دورته الثانية الذي يقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض وسط أجواء مناخية ممتعة تسود العاصمة هذه الأيام، وتجعل الزائر لها يتشوق لسبر أغوار ليلها المتألق كتألق النجوم في السماء، إذ تنشط فيها الفعاليات والمعارض المتنوعة التي تخاطب اهتمامات الأسرة والفرد من كل الجنسيات، ومنها هذا المعرض الذي تعرف من خلاله الزوار على حجم وأنواع منتجات الخبز والمعجنات بمختلف أصنافها التي وصلت إلى 400 صنف في العالم بنحو 20 نكهة، حسبما أفاد عثمان أبا حسين أحد التجار العارضين في جناح مخبوزاته المحسنة بطرق أوروبية من بين 22 جناحًا ضم مشاركات عدد من شركات المخابز من : المملكة، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المؤسسة العامة للحبوب.

وكطبيعة النفس البشرية التواقة للشيء الجديد، حظي جناح المخبوزات المحسنة بتجمع جماهيري من الأسر الذين حرصوا على تذوق هذه المخبوزات التي تنتجها إحدى الشركات الوطنية من الدقيق الوطني الفاخر بطريقة أوروبية، وتقدم من خلالها نكهات مختلفة من الخبز الذي يناسب جميع فئات المستهلكين سواء السليمين صحيًا أو الذين يعانون لا سمح الله من أي أمراض كالسكري، وغيره.



وتستهلك الشركة 45 طنًا من الدقيق الفاخر بنوعيه الأبيض والبر كل أسبوع حتى تستطيع تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها من : الفنادق، والمطاعم، ومحلات بيع الخبز في أسواق المملكة التي يمثل حجمها 60% من حجم السوق الخليجي.

وفي المقابل حرصت المؤسسة العامة للحبوب عبر مشاركتها في المعرض الذي افتتحه معالي محافظ المؤسسة العامة للحبوب المهندس أحمد بن عبد العزيز الفارس، وسط حضور لافت من المستثمرين، وتجار المخبوزات من داخل المملكة وخارجها تحت شعار (كفاءة وترشيد .. أمن غذائي)، على إبراز جهودها في إنتاج الدقيق ومشتقاته من أجل تلبية حاجات المستهلكين، وفي الوقت ذاته توضيح أهمية هذه النعمة التي تعاني من الإسراف والهدر غير المنطقي من البعض.

وأنصت الزوار للطرق التي عرضتها المؤسسة أمام الزوار للاستفادة من فائض المخبوزات بدلًا من رميها، ومنها : طريقة التجفيف والطحن للخبز لاستخدامه في إعداد مواد غذائية أخرى، مبينة أن الخبز الأبيض المعروف بالصامولي والتوست يستطيع المستهلك تجفيفه كالشابورة أو أكله مع بعض الأطعمة، بينما يمكن للخبز البر تجفيفه وطحنه مع التمر لإعداد وجبة "الحنيني" أو إعداده كتشريبة مع مرق اللحم أو الدجاج.

وتؤمّن المؤسسة العامة للحبوب ولله الحمد كميات هائلة من أصناف الدقيق الوطني الذي يعد من أجود أنواع الدقيق في المنطقة، وهو: دقيق المخابز استخلاص 80%، والدقيق الفاخر استخلاص 70%، ودقيق البر، والبر الفاخر استخلاص 95%، وبعبوات متنوعة زنة: 1 كجم، 2 كجم، 5 كيلوجرامات، 10 كيلوجرامات، 45 كجم، كما تنتج من مشتقات القمح: الجريش، والهريس، والمفلق، والنخالة الآدمية، وجنين القمح، وذلك بعبوات مختلفة، أسعار في متناول المستهلكين.

ويأتي هذا الجهد انطلاقًا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، براحة المواطنين ومن يقيم على هذه البلاد المباركة، ومن ذلك تلبية احتياجات المملكة من الدقيق ومشتقاته وتوفيره في الأسواق بسعر مناسب للجميع.



علاوة على ذلك، تقوم المؤسسة العامة للحبوب بتوفير احتياجات المملكة كاملة من سلعتي القمح والشعير للمحافظة على المستويات الآمنة للخزن الاستراتيجي لهاتين السلعتين، إذ بين نائب مدير عام المؤسسة العامة للحبوب المهندس بندر بن محمد المسلم في حديث لـ "واس" أنه تم استيراد 2.4 مليون طن من القمح، و (مليون) طن من الشعير خلال عام 1438هـ، إلى جانب إنتاج أنواع الأعلاف المركبة التي تلبي جزء من حاجات قطاع الثروة الحيوانية وذلك بكمية تقدر بـ 418 ألف طن.

وتشكل حبوب القمح نحو 20% من أغذية الطاقة لسكان الأرض، إذ تتميز عن غيرها من الأغذية النباتية باحتوائها على البروتين (الغلوتين) الذي يسمح للعجينة المتخمرة بالانتفاخ، وحبوب القمح الكاملة غنية بالمواد الغذائية التي تشمل: النشاء، والبروتين، وتحتوي نخالته على فيتامينات (E) ومجموعة فيتامينات (B1)، و(B2)، و(B6)، والنياسين، والريبوفلافين، والثيامين، وعلى معادن أساسية مثل: الحديد، والفسفور.



وعن حجم مبيعات مشتقات القمح في المملكة من : جريش، المفلق، الهريس، جنين القمح، والنخالة الآدمية، قال المهندس بندر المسلم : إنه بلغ 3168 طنًا عام 1437 - 1438هـ، واحتل فرع الرياض المركز الأول في المبيعات بحجم 1090 طنًا ونسبة 34% من الحجم الكلي للمبيعات للمؤسسة، يليه فرع جدة 741 طنًا بنسبة 23%، ثم فرع الدمام 455 طنًا، ففرع المدينة المنورة بحجم 383 طنًا.

وأشار المسلم إلى أن عام 1437 - 1438هـ شهد إضافة طاقات تخزينية جديدة لصوامع المؤسسة قدر بنحو 460 ألف طن بعد استكمال العديد من المشروعات الجديدة والتوسعية لتصل الطاقة التخزينية المتاحة لها إلى 3.2 مليون طن موزعة على 14 فرعًا في : الرياض، مكة المكرمة، جدة، المدينة المنورة، الدمام، وادي الدواسر، القصيم، حائل، الخرج، الجوف، تبوك، مخيس مشيط، جازان، الأحساء، وترتبط طاقات التخزين بسياسة الاحتياطي الاستراتيجي من القمح الذي يغطي فترة استهلاك تزيد عن ستة أشهر.

وبجانب جناح المؤسسة العامة للحبوب تقف أجنحة شركات المطاحن التي أسستها المؤسسة مع صندوق الاستثمارات العامة وهي الشركات: الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، بدعم من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في خطوة تستهدف تخصيص قطاعي المطاحن والأعلاف في المملكة التي يُنتظر استثمار القطاع الخاص فيها قبيل نهاية العام الميلادي الجاري.