المدينة المنورة (واس) : يحرص ضيوف الرحمن زوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أن من الله عليهم بأداء مناسك الحج على شراء الهدايا القيمة والتذكارية من أسواق المدينة المنورة، بوصفها هدية الحج الثانية بعد ماء زمزم التي على يحرصون على تقدّيمها إلى الأهل والأقارباء حين يعودون إلى أوطانهم.



وتزدحم أسواق المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف هذه الأيام بآلاف الحجاج الذين يقبلون على شراء التمور وسجاجيد الصلاة والمنتجات القطنية، والجلدية، والإكسسوارات والهدايا التي تحمل رمزا يدل على أداء تلك الشعيرة كمجسمات الحرمين الشريفين والتحف والمسابح والسواك، حيث تعد هذه الهدايا ذات دلالات كبيرة في نفوسهم بخلاف قيمتها الزهيدة كونها من المدينة النبوية والبقاع المقدسة.

وواكبت وكالة الأنباء السعودية الحركة الشرائية والتسويقية والإقبال الذي تشهده محال الخردوات والهدايا والتمور والملابس الجاهزة، حيث اتفق الباعة الموجودين في تلك المحال والأسواق أن طيبة الطيبة تشهد بعد موسم الحج نشاطا ملحوظا وحركة تجارية وتسويقية مكثفة، خاصة بعد توافد أعداد كبيرة من الحجاح الي المدينة المنورة بعد أدائهم مناسك الحج.

ويؤكد الحاج طاهر ازوكان من تركيا الذي بدى عليه التأثر بإنتهاء موسم الحج وبتعبيرات صادقة على وجهه أن المدينة المنورة أرض مباركة وقيمه وجميع هداياه قيمه وكفى أنها مرقد الرسول صلي الله عليه وسلم موضحاً أن أي هدية من المدينة المنورة تعد لدى أهله مميزة وغالية علي النفس ولاتقدر بثمن.

ويقول محمد بخش بائع ملابس جاهزة : إن ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة يقبلون وبشكل كبيرعلى شراء الملابس الجاهزة مع التركيزعلى شراء الثياب واللباس السعودي وكذلك العباية والطرح النسائية كدلالة ورمز وتذكار لحجهم وزيارتهم للديار المقدسة.



وأكدت الحاجة شميالا حسيب باكستانية الجنسية حرصها على شراء سجادات الصلاة والمسابح واللوحات والرسومات التي ترمز لمكة المكرمة والمدينة المنورة وشراشف الصلاة للنساء، لتكون الهدايا رمزا لهذه الرحلة الدينية التي تبقى في الذاكرة لآخرالعمر.

ويقول مشرف مبيعات بواحة صنع في المدينة محمد بخاري: إن الإقبال على الشراء في تزايد مستمر منذ انتهاء موسم الحج، خصوصا وأن جميع منتجات المتجر صنعت بالمدينة المنورة فعلياً الأمرالذي يحفز الحجاج والزوارعلى اقتنائها كهدية قيمة، لافتاً النظر إلى أن عجوة المدينة المنورة وسجادة الصلاة المشابهه لفرش الروضة الشريفة تشكل أهم مبيعات المتجر، بالإضافة إلى السبح وبعض الصور والمجسمات للمدينة المنورة وأن حجاج الهند والدول العربية هم الأكثر إقبالاً على الشراء.

ويؤكد عبد الله كمال من السودان أن أهله وأحبابه يحبون الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة وينتظرونها بفارغ الصبر ويعدونها ذات قيمة كبيرة كونها من أطهر بقاع الأرض وأنه يضطر ويحاول شراء مايستطيع ليشمل إرضاء كافة الأذواق وجميع أهله وجيرانه وأحبابه بهذه الهداية القيمة.



ويبين العم سلامة لافي بائع سبح وأحجار كريمة أن السبح تشكل هدية مميزة يقدمها الحجاج لأهلهم كذكرى قيمة من المدينة المنورة، مبيناً أن السبح التي تصنع باليد وترصّع بالأحجار الكريمة تجد إقبالاً كبيراً من بعض الحجاج نظراً لقيمتها التجارية الكبيرة، موضحاً أن متوسط قيمة السبحة الواحدة ما بين 500 ريال إلى أكثر من 5000 ريال، ومنها الزمرّد، واللؤلؤ، والمرجان، والياقوت، والزبرجد والزفير، والعقيق، والفيروز.

وعد الحاج علوي عبد الله من المغرب عجوة المدينة المنورة المباركة أهم وأغلى هدية بعد ماء زمزم يقدمها لأهله وأحبابه في المغرب، مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"، مضيفاً يكفي أنها من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.



ويشير البائع في محل التمور صالح باجمال إلى أن الحجاج يرغبون أنواعا مختلفة من التمور من أهمها عجوة المدينة المنورة والصفري والصقعي سكري القصيم وبعض أنواع التمور المحشوة بالمكسرات، حيث يحرص الزوارعلى اقتنائها ويطلبونها بكميات كبيرة فيما يشترط العديد منهم إحكامها وتغليفها في كراتين ليتم نقلها بسهوله إلى بلدانهم، كهدايا من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

بدوره قال الحاج ناجي أبو حبيب من فلسطين: إن كل شي في المدينة المنورة جميل وذا قيمة وأن هدايا المدينة المنورة قيمة ومباركة وهي بالنسبة لأهله في فلسطين كنز وشي لايقدر بثمن.

ولفت علي غانم - بائع في محل لبيع الهدايا والخرداوت - النظر إلى أن الحجاج الزائرين للمدينة يحرصون على الهدايا التي تحمل شيئا من معالم المدينة وأسمائها، وكل ما يخص الحرمين الشريفين، ويرون هذه الهدايا من الأشياء الضرورية وتحتل أهمية بالغة كونها ترسخ في الذهن زيارتهم للحرمين الشريفين ولمكة المكرمة وللمدينة المنورة.



ووصف الحاج حسن الدين حيدر من ماليزيا لحظات تجوله بين المحال المجاورة للمسجد النبوي بالرائعة، مفيداً أنه جاء إلى السوق ليشتري قماشا وبخورا وسواكا لأحبابه، كهدايا من بلد الرسول صلى الله عليه وسلم، مبدياً سروره بالراحة والطمأنينة التي يشعر بها أثناء مكوثه في طيبة الطيبة.

ويؤكد العم محمد عليان المحمدي الذي يملك محلاً لبيع السواك أن السواك يعد هدية أساسية من الحاج لأهله ولعلّ ما يشجع على شرائه لوروده في السنة المطهرة وقيمته الرمزية الزهيدة وفوائده الجمه وسهولة حمله وشحنه.

ويقول الحاج سمير مصطفي القادم من جمهورية مصر العربية: أحرص على النزول إلى السوق بشكل يومي لشراء الهدايا من المدينة المنورة كونها أخر محطة لي قبيل مغادرتي إلى بلدي، فأشتري ماتيسر لي من التمور والسجاجيد والسبح والعطور والملابس كهدايا لأهلي وأحبابي وأصدقائي وأقاربي.

وأوضح الحاج ابونا بوجا من السنغال أنه يبحث عن شراء السبح، والعطورات، والعود والبخور من المدينة المنورة لما لها من دلالات داخل نفوس أحبابه، مؤكداً أن الأسعار رخيصة وفي متناول الجميع، فيما يبحث الحاج رؤوف بومرزوق من تونس عن الثياب والأقمشة الجيدة ليهدي بها أهله في صفاقس، مبدياً سروره وإعجابه بما شاهده من أنواع مختلفة من البضائع والهدايا في الأسواق المنشرة بمحيط المسجد النبوي، الأمر الذي سهل عليهم شراء ما يحتاجون من الهدايا في أي وقت بعد فراغهم من أداء الصلاة.

إعداد: أحمد بصري - تصوير : عبد الله السبيعي